بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى:
قال الله سبحانه وتعالى : ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا))..
فقد استفاض النقل من الفريقين الخاصة والعامة (1)( 2)(3).على أنها جاءت بحق الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام):
أما الكلام في نزول الآية بخصوص نساء النبي(صلى الله عليه وآله)ودعوى أن مقتضى سياق الآية الشريفة دخول نساء النبي(صلى الله عليه وآله) فيها أو للاختصاص بها لأنها في ضمن الآيات التي تتحدث عنهن
وهو مدفوع:
أولاً: إن سياق الآية لا يقتضي اختصاص الآية الشريفة بنساء النبي(صلى الله عليه وآله) وغاية نزوله فيهن وهو لم تم إنما يقتضي دخولهن في جملة أهل البيت من أن ينافي عموم الآية لهم(عليهم السلام) وهو كافي في المطلوب.
على أنه لامجال للبناء على عمومها لهن لما هو المعلوم من عدم القول بعصمتهن.
بل لاريب في صدور المعاصي من بعضهن بل المعاصي الكبيرة وان ادعي حصول التوبة منها.
ثانيا: إن النصوص قد تضمنت نزول الآية الشريفة وحدها مجردة عن الآيات التي هي في سياقها.
والمهم هو مدلولها حين نزولها ووضعها بعد ذلك في سياق الآيات المذكورة لمصالح يعلمها الله تعالى لا يوجب تبدل مدلولها.
ثالثاً: لأن السياق لا يصلح لرفع اليد عن النصوص الصريحة في اختصاص أهل البيت بمن سبق ذكرهم (صلوات الله عليهم أجمعين) وتمام الكلام حول الآية الكريمة في المطولات فالآية تشير إلى إن أحكامهم وفتواهم مطابقة إلى أحكام الله سبحانه وتعالى. وعدم خروجها عنه أي أحكام الله؟
كقول النبي(صلى الله عليه وآله) يا علي من فارقني فقد فارق الله ومن فارقك فقد فارقني وكذلك قوله(صلى الله عليه وآله)من أطاعني فقد اطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع علياً فقد أطاعني ومن عصى علياً فقد عصاني.
فالآية الكريمة اختصت بأهل الطهارة وهم الرسول والإمام علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
بدليل السنة النبوية في حديث الكساء اليماني.
أما الرّوايات التي رويت عن أزواج النّبي(صلى الله عليه وآله) أنفسهنّ، والتي حدثن فيها: إنّ النّبي(صلى الله عليه وآله) عندما كان يتحدّث عن هذه الآية الشريفة سألناه: أنحن من أصحاب هذه الآية؟ فكان يجيب: بأنكنّ إلى خير، ولكن لستنّ من أصحابها.
ومن جملتها الرواية التي رواها الثعلبي عن اُمّ سلمة في تفسيره، وذلك أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) كان في بيتها إذ أتته فاطمة(عليها السلام) بقطعة حرير، فقال النّبي(صلى الله عليه وآله): ادعي لي زوجك وإبنيك ـ الحسن والحسين ـ فأتت بهم فطعموا، ثمّ ألقى عليهم النّبي(صلى الله عليه وآله)كساءً له خيبرياً وقال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً فنزلت آية التطهير، فقلت: يارسول الله وأنا معهم؟ قال: إنّك إلى خير ولكنّك لست منهم(4)(5).
ويروي الثعلبي أيضاً عن عائشة أنّها عندما سئلت عن حرب الجمل وتدخّلها في تلك الحرب المدمّرة الطاحنة، قالت بأسف: كان ذلك قضاء الله. وعندما سئلت عن علي(عليه السلام) قالت: تسأليني عن أحبّ الناس كان إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وزوج أحبّ الناس كان إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ لقد رأيت علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً(عليهم السلام)، وجمع رسول الله(صلى الله عليه وآله) بثوب عليهم ثمّ قال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً قالت: فقلت: يارسول الله، أنا من أهلك! قال: تنحّي فإنّك إلى خير ـ إلاّ أنّك لست جزءاً منهم . إنّ هذه الرّوايات تصرّح أنّ زوجات النّبي (صلى الله عليه وآله) لسن جزءاً من أهل البيت في هذه الآية.
ولقد وردت روايات كثيرة جدّاً بصورة مجملة في شأن حديث الكساء، يستفاد منها جميعاً أنّ النّبي(صلى الله عليه وآله) دعا علياً وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) ـ أو أنّهم أتوا إليه ـ فألقى عليهم عباءة وقال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، فنزلت الآية: (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ...).
وقد روى العالم المعروف الحاكم النيسابوري هذه الروايات في(شواهد التنزيل) بطرق مختلفة عن رواة مختلفين.
وهنا سؤال يلفت النظر، وهو: ماذا كان الهدف من جمعهم تحت الكساء؟
كأنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) كان يريد أن يحدّد هؤلاء ويعرّفهم تماماً، ويقول: إنّ الآية أعلاه في حقّ هؤلاء خاصّة، لئلاّ يرى أحد أو يظنّ ظانّ أنّ المخاطب في هذه الآية كلّ من تربطه بالنّبي (صلى الله عليه وآله) قرابة، وكلّ من يعدّ جزءاً من أهله، حتّى جاء في بعض الرّوايات أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) قد كرّر هذه الجملة ثلاث مرّات: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
و نقرأ في روايات عديدة اُخرى أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) بقي ستّة أشهر بعد نزول هذه الآية ينادي عند مروره من جانب بيت فاطمة سلام الله عليها وهو ذاهب إلى صلاة الصبح: الصلاة يا أهل البيت! إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً. وقد روى الحاكم الحسكاني هذا الحديث عن أنس بن مالك.
---------------------------------
قال الله سبحانه وتعالى : ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا))..
فقد استفاض النقل من الفريقين الخاصة والعامة (1)( 2)(3).على أنها جاءت بحق الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام):
أما الكلام في نزول الآية بخصوص نساء النبي(صلى الله عليه وآله)ودعوى أن مقتضى سياق الآية الشريفة دخول نساء النبي(صلى الله عليه وآله) فيها أو للاختصاص بها لأنها في ضمن الآيات التي تتحدث عنهن
وهو مدفوع:
أولاً: إن سياق الآية لا يقتضي اختصاص الآية الشريفة بنساء النبي(صلى الله عليه وآله) وغاية نزوله فيهن وهو لم تم إنما يقتضي دخولهن في جملة أهل البيت من أن ينافي عموم الآية لهم(عليهم السلام) وهو كافي في المطلوب.
على أنه لامجال للبناء على عمومها لهن لما هو المعلوم من عدم القول بعصمتهن.
بل لاريب في صدور المعاصي من بعضهن بل المعاصي الكبيرة وان ادعي حصول التوبة منها.
ثانيا: إن النصوص قد تضمنت نزول الآية الشريفة وحدها مجردة عن الآيات التي هي في سياقها.
والمهم هو مدلولها حين نزولها ووضعها بعد ذلك في سياق الآيات المذكورة لمصالح يعلمها الله تعالى لا يوجب تبدل مدلولها.
ثالثاً: لأن السياق لا يصلح لرفع اليد عن النصوص الصريحة في اختصاص أهل البيت بمن سبق ذكرهم (صلوات الله عليهم أجمعين) وتمام الكلام حول الآية الكريمة في المطولات فالآية تشير إلى إن أحكامهم وفتواهم مطابقة إلى أحكام الله سبحانه وتعالى. وعدم خروجها عنه أي أحكام الله؟
كقول النبي(صلى الله عليه وآله) يا علي من فارقني فقد فارق الله ومن فارقك فقد فارقني وكذلك قوله(صلى الله عليه وآله)من أطاعني فقد اطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع علياً فقد أطاعني ومن عصى علياً فقد عصاني.
فالآية الكريمة اختصت بأهل الطهارة وهم الرسول والإمام علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
بدليل السنة النبوية في حديث الكساء اليماني.
أما الرّوايات التي رويت عن أزواج النّبي(صلى الله عليه وآله) أنفسهنّ، والتي حدثن فيها: إنّ النّبي(صلى الله عليه وآله) عندما كان يتحدّث عن هذه الآية الشريفة سألناه: أنحن من أصحاب هذه الآية؟ فكان يجيب: بأنكنّ إلى خير، ولكن لستنّ من أصحابها.
ومن جملتها الرواية التي رواها الثعلبي عن اُمّ سلمة في تفسيره، وذلك أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) كان في بيتها إذ أتته فاطمة(عليها السلام) بقطعة حرير، فقال النّبي(صلى الله عليه وآله): ادعي لي زوجك وإبنيك ـ الحسن والحسين ـ فأتت بهم فطعموا، ثمّ ألقى عليهم النّبي(صلى الله عليه وآله)كساءً له خيبرياً وقال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً فنزلت آية التطهير، فقلت: يارسول الله وأنا معهم؟ قال: إنّك إلى خير ولكنّك لست منهم(4)(5).
ويروي الثعلبي أيضاً عن عائشة أنّها عندما سئلت عن حرب الجمل وتدخّلها في تلك الحرب المدمّرة الطاحنة، قالت بأسف: كان ذلك قضاء الله. وعندما سئلت عن علي(عليه السلام) قالت: تسأليني عن أحبّ الناس كان إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وزوج أحبّ الناس كان إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ لقد رأيت علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً(عليهم السلام)، وجمع رسول الله(صلى الله عليه وآله) بثوب عليهم ثمّ قال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً قالت: فقلت: يارسول الله، أنا من أهلك! قال: تنحّي فإنّك إلى خير ـ إلاّ أنّك لست جزءاً منهم . إنّ هذه الرّوايات تصرّح أنّ زوجات النّبي (صلى الله عليه وآله) لسن جزءاً من أهل البيت في هذه الآية.
ولقد وردت روايات كثيرة جدّاً بصورة مجملة في شأن حديث الكساء، يستفاد منها جميعاً أنّ النّبي(صلى الله عليه وآله) دعا علياً وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) ـ أو أنّهم أتوا إليه ـ فألقى عليهم عباءة وقال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، فنزلت الآية: (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ...).
وقد روى العالم المعروف الحاكم النيسابوري هذه الروايات في(شواهد التنزيل) بطرق مختلفة عن رواة مختلفين.
وهنا سؤال يلفت النظر، وهو: ماذا كان الهدف من جمعهم تحت الكساء؟
كأنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) كان يريد أن يحدّد هؤلاء ويعرّفهم تماماً، ويقول: إنّ الآية أعلاه في حقّ هؤلاء خاصّة، لئلاّ يرى أحد أو يظنّ ظانّ أنّ المخاطب في هذه الآية كلّ من تربطه بالنّبي (صلى الله عليه وآله) قرابة، وكلّ من يعدّ جزءاً من أهله، حتّى جاء في بعض الرّوايات أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) قد كرّر هذه الجملة ثلاث مرّات: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
و نقرأ في روايات عديدة اُخرى أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) بقي ستّة أشهر بعد نزول هذه الآية ينادي عند مروره من جانب بيت فاطمة سلام الله عليها وهو ذاهب إلى صلاة الصبح: الصلاة يا أهل البيت! إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً. وقد روى الحاكم الحسكاني هذا الحديث عن أنس بن مالك.
---------------------------------
- – صحيح ابن حبان ،15 :432 كتاب اخباره (صلى الله عليه واله) عن مناقب الصحابة رجالهم ونسائهم
- – سنن الترمذي:5 :351.
- – سنن الكبرى للنسائي:5: 107.
- – تفسير الامثل ، ناصر مكارم شيرازي،الجزء 13،ص243.
- – منهاج السنة النبوية الفصل الثاني، الجزء5،ص13.