إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جفاف العلقمي وأندثاره

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جفاف العلقمي وأندثاره


    اللهم صل على محمد وآل محمد
    جفاف العلقمي واندثاره

    نعم ، لقد شهد العلقمي هذه البطولات الروحية والجسمية من أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) وأعجب بها كما أعجب بصاحبها الأبي وراعيها الوفي أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) ، وراح يهتزّ له سروراً ، ويموج به مرحاً ، ويتبختر اعتزازاً وافتخاراً .
    لكنه لمّا شهد مصرع هذا الشهم النفل ، واغتيال هذا الطاهر المبارك على مقربة من شواطئه وسواحله ، وضفافه وحافّته وهو ظامئ عطشان ، وذلك على أيدي الغدرة الفجرة ، والخونة الكفرة ، اُصيب بخيبة أمل كبيرة ، وفجع بمَنْ كان قد اعتزّ به وافتخر ، وبقي متحيّراً لا يدري ما يفعل ، ولا يعرف كيف يتصرّف في ردّ فعل منه على هذه الاُمور الصعبة التي وقعت بجواره ، والظروف القاسية التي جرت على
    مرأى منه ومسمع . حتّى إذا وقف على ضفافه الإمام الصادق (عليه السّلام) وخاطبه قائلاً : (( إلى الآن تجري ـ يا علقمي ـ وقد حرم جدّي منك ؟! )) .
    وبراوية معالي السبطين : أنّه وقف عليه الإمام زين العابدين (عليه السّلام) عند رجوعه من الشام وخاطبه بقوله : (( منعت ماءك ـ يا علقمي ـ عن أبي عبد الله (عليه السّلام) وتجري ؟! )) . فاستحيى العلقمي من ذلك وعرف من مخاطبة الإمام الصادق (عليه السّلام) ، ومخاطبة الإمام السجاد (عليه السّلام) له كيف يتعامل مع الواقع المرّ الذي شهده ، والمنظر المفجع الذي رآه ؛ فغار من حينه وجفّ الماء ، وصار العلقمي بعد ذلك أثراً تاريخياً مسطوراً في كتب التاريخ ، ومدوّناً في ذاكرة الأيام ، حيث صار العبّاس (عليه السّلام) ينسب في بطولته وشجاعته إلى هذا النهر , ويعرف من بعد ذلك ببطل العلقمي .ولنِعم ما قيل في هذا المعنى :
    يـا مـنْ إذا ذُكرتْ لديهِ كربلا لـطمَ الـخدودَ ودمعهُ قد أهملا
    مهما تمرُّ على الفراتِ فقل : iiألا بُـعداً لـشطّكَ يا فراتُ فمرّ لا
    تـحلو فـإنّكَ لا هنيّ ولا iiمري
    أيُـذادُ نسلُ الطاهرينَ أباً iiوجدْ عن ورودِ ماءٍ قد أُبيحَ لمَنْ iiوردْ
    لو كنتَ يا ماءَ الفراتِ مِنَ الشّهَدْ أيسوغُ لي منكَ الورودُ وعنكَ iiقدْ
    صُـدّ الإمامُ سليلُ ساقي iiالكوثرِ
    sigpic
يعمل...
X