بسم الله الرحمن الرحيم
مع البهلول
كان الخطيب فوق المنبر يتدفق الكلام كالسيل من فمه يتحدث عن الله و الجنة و النار و الشيطان و كان فصيحاً بليغاً و يبدو أن البلاغة زرعت الغرور في رأسه بحيث أصبح يتخيل نفسه قد تربع على قمة العلوم الإسلامية و حاز على قصب السبق فيها .. أخذ هذا الخطيب المغرور يذكر أقوال الأمام الصادق و يفندها بأدلة أوهن من بيت العنكبوت ... كان قد عدّل هندامه فوق المنبر و هو يتحدث للناس عن مسألة في الفلسفة ذكرها الأمام الصادق و كان يرد على الأمام بقوله : ( قال الصادق : أن الإنسان مخير و أنا أقول أنه مسير .. ) قال الصادق : ( إن الخير من الله و الشر من الإنسان و أنا أقول الخير و الشر من الله ) و قال الصادق : ( إن إبليس في النار و تحرقه النار و أنا أقول إن إبليس خلق من النار فكيف تحرقه النار .. ) و بينما هو غارق في الفلسفة و الناس مجتمعون حوله كربيضة الغنم ، إذ مر عليه البهلول الشخصية المعروفة ، في أيام الرشيد العباسي .. فوقف البهلول ، يسمع كلام الخطيب .. ثم ألتقط حجراً مدبباً من الأرض ، و قذفه نحو الخطيب ، فشج جبهته و سالت الدماء منها ، فأخذ يصرخ من الألم ، ويقول : إنه البهلول ،امسكوه .. قاتله الله : و الآن تعالوا معي لنستمع ، الحوار الساخن الذي جرى بين البهلول و الخطيب : فقال الخطيب و الدم يجري من جبهته ، ويلك يا بهلول ، لماذا ضربتني هكذا ؟ . قال البهلول : لست أنا الذي ضربتك ، و إنما هو الله .. ! ألم تقل أن الخير و الشر من الله ، فهذا الحجر من الله ، و ليس مني ! .
ثم تابع البهلول في كلامه :
و أنت أيها الخطيب ألم تقل أن الإنسان مسير و ليس مخير .. فها أنذا مسير لأنني - حسب أدعائك - و جدت نفسي مكرهاً ، على التقاط الحجر ، و قذفك به في جبهتك الكريمة .
هذا و الخطيب يصرخ من الألم ، و البهلول ما زال يواصل كلامه قائلاً :
أو لست أنت الذي قلت – قبل لحظات – أن أبليس خلق من النار فكيف تحرقه .. ؟ .
و أنت خلقت من الطين فكيف جرحك الطين و أدماك .. ؟ .
و انتهت المسرحية الواقعية بانتصار البهلول و نقل الخطيب إلى الطبيب ! .......
مع البهلول
كان الخطيب فوق المنبر يتدفق الكلام كالسيل من فمه يتحدث عن الله و الجنة و النار و الشيطان و كان فصيحاً بليغاً و يبدو أن البلاغة زرعت الغرور في رأسه بحيث أصبح يتخيل نفسه قد تربع على قمة العلوم الإسلامية و حاز على قصب السبق فيها .. أخذ هذا الخطيب المغرور يذكر أقوال الأمام الصادق و يفندها بأدلة أوهن من بيت العنكبوت ... كان قد عدّل هندامه فوق المنبر و هو يتحدث للناس عن مسألة في الفلسفة ذكرها الأمام الصادق و كان يرد على الأمام بقوله : ( قال الصادق : أن الإنسان مخير و أنا أقول أنه مسير .. ) قال الصادق : ( إن الخير من الله و الشر من الإنسان و أنا أقول الخير و الشر من الله ) و قال الصادق : ( إن إبليس في النار و تحرقه النار و أنا أقول إن إبليس خلق من النار فكيف تحرقه النار .. ) و بينما هو غارق في الفلسفة و الناس مجتمعون حوله كربيضة الغنم ، إذ مر عليه البهلول الشخصية المعروفة ، في أيام الرشيد العباسي .. فوقف البهلول ، يسمع كلام الخطيب .. ثم ألتقط حجراً مدبباً من الأرض ، و قذفه نحو الخطيب ، فشج جبهته و سالت الدماء منها ، فأخذ يصرخ من الألم ، ويقول : إنه البهلول ،امسكوه .. قاتله الله : و الآن تعالوا معي لنستمع ، الحوار الساخن الذي جرى بين البهلول و الخطيب : فقال الخطيب و الدم يجري من جبهته ، ويلك يا بهلول ، لماذا ضربتني هكذا ؟ . قال البهلول : لست أنا الذي ضربتك ، و إنما هو الله .. ! ألم تقل أن الخير و الشر من الله ، فهذا الحجر من الله ، و ليس مني ! .
ثم تابع البهلول في كلامه :
و أنت أيها الخطيب ألم تقل أن الإنسان مسير و ليس مخير .. فها أنذا مسير لأنني - حسب أدعائك - و جدت نفسي مكرهاً ، على التقاط الحجر ، و قذفك به في جبهتك الكريمة .
هذا و الخطيب يصرخ من الألم ، و البهلول ما زال يواصل كلامه قائلاً :
أو لست أنت الذي قلت – قبل لحظات – أن أبليس خلق من النار فكيف تحرقه .. ؟ .
و أنت خلقت من الطين فكيف جرحك الطين و أدماك .. ؟ .
و انتهت المسرحية الواقعية بانتصار البهلول و نقل الخطيب إلى الطبيب ! .......