إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بحث حول حكم الغناء في المناسبات وغيرها. (منقول)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بحث حول حكم الغناء في المناسبات وغيرها. (منقول)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    بحث حول الغناء والرقص ومسائل مستحدثة
    حرمة الغناء مشهورة بين فقهائنا، واستدل على تحريمه بعدة أدلة وفي هذا البحث سنتعرض لتأريخ الغناء و تعريفه وآدلة تحريمه والمستثنيات من الحرمة وخاتمة تشتمل على مسائل ذات صلة بالبحث.
    تأريخ الغناء
    تمتد معرفة الانسان للغناء الى عهود ما قبل التاريخ حيث استخدمه الإنسان ومنذ البدء، وسيلة من وسائل التعبير عما يعتمل في دخيلة نفسه من فرح وحزن وسرور وكان في بداياته الاولى كلاماً منظوماً يحدو به الراكب على راحلته، ويشدو به الراجل حالة قطعة المسافات الطويلة ويتلهى به الفلاح عندما يحرث او يبذر ويترنم به الراعي وهو يسوق غنمه الى المرعى ويتناجى به العاشقون تحت نور القمر، ويحيي به الساهرون ليل السمر،ويهزج به الأقرباء والأصدقاء في أفراح الزفاف..
    وفي هذه البدايات البدائية لم يفرق الإنسان في تعامله معه بين ان يكون في حياة لاهية أو جادة وبين ضيق العيش وسعته.
    وعندما قامت الدول ومصِّرت الحواضر واغرق الملوك في الترف بزهوها ولهوها، أعدت له الدور الخاصة.
    التي عرفت بـ (بيوت الغناء ) وعقدت له مجالس اللهو في القصور بما حول الحياة معه إلى دنيا لاهية نأت بالإنسان عن مواقف الجد، وسرقت منه وقته الثمين عن ان يصرفه في المفيد النافع..
    وعندها صار الغناء وسيلة كسب حتى عاد معه بيع القيان ( الجواري المغنيات والعبيد ) وشراؤهن تجارة رابحة وتمثلت ظواهره مع ما آل اليه من تطور بالمظاهر التالية:
    1- غناء للتسلية لايراد منه الا الترويح عن النفس.
    2- غناء للتلهية وكسب المال.
    3- بيوت غناء أعدت للهو من جانب والكسب من جانب اخر.
    4- مجالس غناء تعقد لأجل اللهو اللعب .
    الفصل الأول: وفيه الغناء في اللغة الإصطلاح وفتاوى العلماء

    الغناء في اللغة:

    الغناء، ككساء: الصوت المشتمل على الترجيع المطرب أو ما يسمى بالعرف غناء وإن لم يطرب، سواء كان في شعر أو قرآن أو غيرهما.
    الغناء في الإصطلاح:
    هو الترجيع المطرب (كما عن مشهور الفقهاء). قال في المقاصد:الغناء ليس مجرد مد الصوت محرما - وإن مالت إليه النفوس - ما لم ينته إلى حد يكون مطربا بالترجيع المقتضي للإطراب. والمراد من الترجيع: إدارة الصوت في الحلق، وتقارب حركات الصوت والنفس.

    فتاوى بعض العلماء في الغناء

    1- الغناء حرام إذا وقع على وجه اللهو والباطل، بمعنى أن تكون الكيفية كيفية لهوية، والعبرة في ذلك بالصدق العرفي وكذا استماعه ولا فرق في حرمته بين وقوعه في قراءة ودعاء ورثاء وغيرها ويستثنى منه غناء النساء في الأعراس إذا لم يضم إليه محرم آخر من الضرب بالطبل والتكلم بالباطل، ودخول الرجال على النساء وسماع أصواتهن على نحو يوجب تهييج الشهوة، وإلا حرم ذلك.

    2- الغناء حرام فعله وسماعه والتكسب به، وليس هو مجرد تحسين الصوت، بل هو مد الصوت وترجيعه بكيفية خاصة مطربة تناسب مجالس اللهو ومحافل والطرب، وتتلاءم مع آلات اللهو واللعب. ولا فرق بين استعماله في كلام حق أو غيره، فلو تغنى بقراءة القرآن والدعاء والمرثية بشكل يصدق معه أنها اتخذت مزامير يترنم بها، فيحرم ذلك، بل يتضاعف عقابه.

    3- الغناء هو مد الصوت وتلحينه على الكيفيات اللهوية المعروفة في مجالس اللهو وعند أهله سواء صحبه شئ من آلات الطرب أم لا، ويميزه أهل العرف، فما صدق عليه بين أهل العرف إنه غناء فهو منه. ولا ريب في حرمته وحرمة الاستماع إليه وحرمة التكسب به وعدم حلية أخذ الأجرة والعوض عليه ولا فرق في حرمته بين أن يقع في أغاني عامية أو شعر عربي أو غير عربي أو في قراءة قرآن أو تلاوة دعاء أو خطبة أو في مراثي أهل البيت عليهم السلام أو غير ذلك، ويتضاعف العقاب عليه إذا وقع في عبادة يراد بها طاعة الله سبحانه. ويستثنى من ذلك حداء الحادي فلا تحريم فيه، وغناء النساء في محافل العرس، بشرط أن لا يصحبه شئ من المحرمات الأخرى كالضرب بالطبل والصنج أو على المعازف وكالرقص والحركات الخليعة والتكلم في الغناء بالكلام الباطل، ودخول الرجال على النساء وسماعهم لأصواتهن على نحو يثير الشهوة وينشر الفساد، فإذا صحبه شئ من ذلك كان حراما.

    4- يحرم استماع الغناء ونحوه من المحرمات من مثل الراديو، سواء أذيعت مستقيمة أو بعد الضبط في المسجلة.
    الأدلّة الدالّة على حرمته
    استدلّ على الحرمة بالآيات القرأنية الكريمة و السنة الشريفة والاجماع
    الآيات الكريمة:
    أستدل بأيات قرأنية عديدة مثل قوله تعالى: ﴿اجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ﴾. الحجّ / 30.
    وقوله تعالى: ﴿والّذينَ لا يَشهَدُونَ الزُّور﴾. الفرقان / 72.
    وقوله تعالى: ﴿ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضلّ عن سبيل الله﴾. لقمان / 6.
    وهذه الآيات دالة على حرمة الغناء للنهي التحريمي عن قول الزور ولهو الحديث اللذان فسّرا في الروايات بالغناء كما سيتبيّن من الروايات الأتية.

    الروايات:

    أستدل على حرمة الغناء بالكثير من الروايات الشريفة وسنذكر العديد من تلك الروايات الصريحة في حرمة الغناء منها:
    1- عن زيد الشّحام قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزّوجلّ ﴿وَ اجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ﴾ قال: قول الزور الغناء.
    2- ما رواه أبو السباح عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله عزّوجلّ ﴿لا يَشهَدُونَ الزُّور﴾ قال: الغناء.
    3 ـ ما رواه أبو الصباح الكناني عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزّوجلّ ﴿والَذينَ لا يشهَدون الزُّور﴾ قال: الغناء.
    4 ـ ما رواه ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى ﴿وَ اجتَنِبُوا قَولَ الزُّور﴾قال: قول الزور الغناء.
    5 ـ ما رواه أبو بصير قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزّوجلّ ﴿فَاجتَنِبُوا الرِجسَ مِنَ الآوثانِ وَاجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ﴾قال: الغناء.

    6ـ ما رواه محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول: الغناء ممّا وعد الله عليه النار وتلا هذه الآية: ﴿وَ مِنَ الناسِ مَن يَشتَري لَهوَ الحَديثِ لِيُضِلَّ عَن سَبيلِ الله بِغَيرِ عِلم وَ يَتَّخِذُها هُزُواً اُولئكَ لَهُم عَذاب مُهين﴾.
    7 ـ ما رواه مهران بن محمّد عن أبي عبدالله عليه السلام قال سمعته يقول: الغناء ممّا قال الله عزّوجلّ: ﴿وَ مِنَ الناسِ مَن يَشتَري لَهوَ الحَديثِ لِيُضِلَّ عَن سَبيلِ الله﴾.
    8 ـ ما رواه زيد الشّحام قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: بيت الغناء لا تؤمن فيه الفجيعة ولا تجاب فيه الدعوة ولا يدخله الملك. هذا. والروايات الدالة على حرمة الغناء كثيرة جدا وصلت الى حدّ التواتر.
    الإجماع
    ومع أن في دلالة تلك الآيات والروايات ما هو كاف لإستنتاج الحرمة إلا أن الكثير من العلماء إستدل أيضا على الحرمة بالإجماع مع أن الإجماع والذي يراد به إتفاق العلماء على مسألة من المسائل الشرعية يستند إلى تلك الآيات والروايات الشريفة.

    المستثنيات من حرمة الغناء

    عرفنا، فيما سلف، ان حكم الغناء الحرمة.هنا نتساءل: هل لهذا الحكم استثناءات يكون الغناء فيها غير حرام ؟ في المسألة قولان:
    الأول: هو القول بعدم وجود أي استثناء لحكم الغناء، أي أن الغناء مطلقاً حرام.
    الثاني: القول بالاستثناء، استناداً إلى الأخبار الصحيحة، ويتنوع الاستثناء إلى نوعين، هما:
    1- الاستثناء من الغناء الذي هو ( كلام + لحن + أداء )، ويتمثل هذا في الأغاني التي تقال في مناسبات معينة، هي: الغناء لسوق الأبل، المعروف بالحداء ــ الغناء في زفاف العرائس.
    2- الاستثناء من لحن الغناء، ويتمثل هذا في الموارد التالية: قراءة القرآن لكريم. ـــ قراءة المراثي الحسينية.
    الغناء في الأعراس:

    يراد به ما يقال في حفلات الأعراس.

    شروط الغناء في الأعراس
    ذكر الفقهاء القائلون بجواز الغناء في الأعراس الشروط التالية:
    1ـ أن يكون المغني امرأة
    2ـ أن لا تشتمل كلمات الأغنية على شيء من الباطل كالغزل المكشوف، والكذب، أ والتعبير المنطوي على خلاعة أو فحش في ألفاظه أو معانيه.
    3ـ أن لاتستعمل مع الغناء الآت الطرب كالطبل والناي والعود، وألخ. واختلف في استعمال " الدف " الذي ليس فيه صنج أو جلاجل، فجوزه بعضهم.
    4ـأن لايدخل عليهن الرجال.
    5ـ أن لا يسمع صوتهن الرجال الأجانب ( أي غير المحارم )
    6ـ أن يكون النكاح شرعياً دائماً.
    7 أن لا يصحب الغناء رقص أو حركات خليعة.
    هذه الشروط التي ذكرت، وهي تدخل تحت عنوان: أن لا يصحب الغناء فعل محرم والتشخيص على المكلّف.


    والحمد لله رب العالمين
يعمل...
X