إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

,,,, روافد الحب الالهي ,,,,

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ,,,, روافد الحب الالهي ,,,,

    إن من روافد الحب الإلهي هي :

    أولاً: الإحسانُ إلى الخلق.. إن الإنسان لا يمكنه أن ينظر إلى الرب، كما قالَ لموسى -عليه السلام-: لن تراني، {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي}..
    ولكنه يرى عباد الله الذين هم: الزوجة، والأولاد، والأصدقاء، وباقي المؤمنين..
    فمن روافد تقرّب المؤمن إلى الله -عزَ وجل- إحسانهُ للخَلق؛ ولكن بقيدٍ صغير: أي أن يكون كُلَ ذلكَ تَقرّباً إلى اللهِ عزَ وجل!..

    فالأم عندما تُرضع ولدها، تقول: يا رب، أنا أرضع هذا المخلوق الذي خلقته، كي ينمو ويكبر!.. عندئذ تصبح عملية الإرضاع عبادة عظيمة!.. والإرضاع عادة يستمر لحولين كاملين.. وبالتالي، فإن الأم طوال هاتين السنتين، تكون في حالة تقرب إلى الله عزَ وجل!..

    وفي روايات أهل البيت -عليهم السلام- هناك حثّ كبير على قضاء حوائج المؤمنين، فعن الإمام الصادق -عليه السلام- أنه قال: (مَن كان في حاجة أخيه المسلم، كان الله في حاجته ما كان في حاجة أخيه).. ومن وصيته -عليه السلام- إلى عبد الله بن جندب
    : (.. يا بن جندب !.. الماشي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا والمروة ، وقاضي حاجته كالمتشحّط بدمه في سبيل الله يوم بدر وأحد ، وما عذّب الله أمّة إلا عند استهانتهم بحقوق فقراء إخوانهم)..

    وعن الإمام الحسين -عليه السلام-: (أيها الناس!.. نافسوا في المكارم.... واعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم، فلا تملوا النعم فتحور نقماً).. ولكن البعض قد يقضي حاجة أخيه المؤمن، من باب الحَرج، أو على أمل أن يقضي ذلك الشخص له حاجة في يومٍ من الأيام؛ فهذا ليس في خانة حُب اللهِ عَزَ وجل.




    ثانياً: التوبة.. يقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.. فمن موجبات المحبة الإلهية، أن يقف الإنسان في جوف الليل، ليقول للهِ -عزَ وجل-: "إلهي!.. العفو، العفو"!.. بعض المؤمنين عندما يقف في صلاة الليل، ويقول هذه العبارة؛ يتذكر العظمة الإلهية، والتقصير البشري؛ فتنتابه حالة من الخجل، تجعله ينهار ويسقط أرضاً.. هذهِ الحالة من أسمى الحالات في علاقة المؤمنِ بربه!..





    ثالثاً: الشكر.. إن المؤمن يلهج بشكر اللهِ -عزَ وجل- في كُل نعمةٍ يراها!.. وكذلك كلما رأى جميلاً من أحد، فإنه يبادر إلى شكره.. حتى لو بالغ في الشكر، فإن ذلك أمر محمود، ولا يحمل على التكلف والتزلف.. فمن لم يشكر المخلوق، لم يشكر الخالق.. والإنسان الذي لا يشكر من أحسن إليه، هذا إنسان بعيد عن رحمة اللهِ عَزَ وجل.. قال السجاد -عليه السلام-:(إنّ الله يحب كل قلب حزين، ويحب كل عبد شكور، يقول الله -تبارك وتعالى- لعبد من عبيده يوم القيامة: أَشَكَرت فلانا؟.. فيقول: بل شكرتك يا رب!.. فيقول: لم تشكرني إذ لم تشكره، ثم قال: أشكركم لله أشكركم للناس)!.. بعض العلماء الأبرار عندما يُقدم لهم خدمة بسيطة، فإنه يتحين الفُرصة ليرد هذا الجميل!.. ولكن هناك من لا يَرد أعظمَ جميلٍ في حياة الإنسان، وهو جميل الأبوين!..


    رابعاً: الإنفاق.. إن الإنفاق والتصدق على المحتاجين، من موجبات محبة الله -عز وجل- لعبده، يقول تعالى: {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.


    خامساً: تلاوة القرآن.. إن قراءة القرآن الكريم، والتدبر في معانيه، من روافد محبة الله -عز وجل- للعبد.. فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: (ثلاثة يحبهم الله عز وجل: رجل قام من الليل يتلو كتاب الله، ورجل تصدق صدقة بيمينه يخفيها عن شماله، ورجل كان في سرية فانهزم أصحابه فاستقبل العدو).




    سادساً: تحبيب الناس بالله.. إن من أفضل سبل التقرب إلى الحق المتعال، هو تحبيب الخلق بالله -عز وجل- وسلوك طريق المحبة.. فهذا أشرف ما يمكن أن يقع في هذا الوجود!.. عن الإمام الباقر -عليه السلام- أنه قال: (أوحى الله -تعالى- إلى موسى -عليه السلام-: أحببني وحببّني إلى خلقي!.. قال موسى: يا رب!.. إنك لتعلم أنه ليس أحد أحب إليّ منك، فكيف لي بقلوب العباد؟.. فأوحى الله إليه: فذكّرهم نعمتي وآلائي، فإنهم لا يذكرون مني إلا خيراً، فقال موسى: يا رب!.. رضيت بما قضيتَ، تمُيت الكبير، وتبُقي الأولاد الصغار، فأوحى الله إليه: أما ترضى بي رازقاً وكفيلاً؟.. فقال: بلى يا رب!.. نعْم الوكيل ونعْم الكفيل)!.. فالإنسان إذا أرادَ أن يتقربَ إلى الله -عزَ وجل- ويتودد إليه، عليه أن يُدخل حُبَ اللهِ في قلوب الناس.. مثلاً: المدرّس يتعامل مع عدد كبير من الطلاب خلال السنة الدراسية، وهذه فرصة ذهبية له كي يكون محبوباً عند الله -عز وجل- إذ بإمكانه أن يغرز فيهم هذه المعاني، بشكل مباشر أو غير مباشر.. ففي اللحظات الأخيرة من الدرس، يستطيع أن يلقي كلمة في هذا المجال، فتتغلغل في قلوب البعض منهم.. حيث أن هؤلاء في فترة الشباب والمراهقة، وقد يكون البعض منهم تائهاً ومنحرفاً؛ فيعود إلى رشده.


    ما ثمرة هذهِ المحبة الإلهية؟..
    أولاً:
    قال الصادق -عليه السلام-: (إنّ أولي الألباب الذين عملوا بالفكرة، حتى ورثوا منه حبّ الله: فإنّ حبّ الله إذا ورثه القلب، واستضاء به؛ أسرع إليه اللطف.. فإذا نزل اللطف؛ صار من أهل الفوائد.. فإذا صار من أهل الفوائد؛ تكلم بالحكمة.. وإذا تكلم بالحكمة؛ صار صاحب فطنة.. فإذا نزل منزلة الفطنة؛ عمل في القدرة.. فإذا عمل في القدرة؛ عرف الأطباق السبعة.. فإذا بلغ هذه المنزلة؛ صار يتقلّب في فكرٍ بلطفٍ وحكمةٍ وبيان.. فإذا بلغ هذه المنزلة؛ جعل شهوته ومحبته في خالقه.. فإذا فعل ذلك؛ نزل المنزلة الكبرى: فعاين ربه في قلبه، وورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء، وورث العلم بغير ما ورثه العلماء، وورث الصدق بغير ما ورثه الصدّيقون.. إنّ الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت، وإنّ العلماء ورثوا العلم بالطلب، وإنّ الصدّيقين ورثوا الصدق بالخشوع وطول العبادة.. فمن أخذه بهذه المسيرة: إما أن يسفل، وإما أن يرفع.. وأكثرهم الذي يسفل ولا يرفع، إذا لم يرع حق الله، ولم يعمل بما أمر به.. فهذه صفة من لم يعرف الله حق معرفته، ولم يحبه حق محبته.. فلا يغرّنك صلاتهم وصيامهم ورواياتهم وعلومهم؛ فإنهم حمر مستنفرة)!.. فإذن، عندما يبلغ الإنسان منزلة الحُب الإلهي، فإنه يُعطى منَ العلم ما لم يصل إليهِ العُلماء، يقول تعالى: {وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}.



    ثانياً:
    لقد ورد في الخبر: (أوحى الله -عز وجل- إلى داود -عليه السلام- فقال: يا داود!.. لو يعلم المدبرون عني انتظاري لهم، ورفقي بهم، وشوقي إلى ترك معاصيهم؛ لماتوا شوقاً إلي، ولتقطعت أوصالهم لمحبتي.. يا داود!.. هذه إرادتي بالمدبرين عني؛ فكيف بالمقبلين علي)؟!.. وهذه بُشرى للعاصين!.. وإن كان في أعلى درجات الفجور، فليغتنم الفرصة الآن!.. حيث أنه في لحظة من اللحظات، تقلب حياته من أسفلِ سافلين إلى أعلى عليين!..


    ثالثاً: إن محمداً -صلى الله عليه وآله- وعلياً وفاطمة والحَسن والحُسين -عليهم السلام- هم على رأس المحبين.. والأئمة -عليهم السلام- كانوا يكنون محبة كبيرة لفاطمة -عليها السلام- لأنهم يعلمون ما كانَ في قلبها من حُب الله عزَ وجل.. هيَّ لم تصرّح بشيء، فهذا الحُب كانَ سراً مكتوماً؛ ولكنه سينكشف يوم القيامة، عندما تدخل الجنة.. فقد ورد في الخبر: (.. فأقبل النبي (ص) ضاحكاً مستبشراً، ثم قال: فيجوزون في عرصة القيامة فإذا النداء من قبل الله جل جلاله: معاشر الخلائق!.. غضّوا أبصاركم ونكّسوا رؤوسكم، هذه فاطمة بنت محمد نبيكم، زوجة عليّ إمامكم، أم الحسن والحسين، فتجوز الصراط وعليها ريطتان بيضاوان، فإذا دخلت الجنة ونظرت إلى ما أعدّ الله لها من الكرامة قرأت: بسم الله الرحمن الرحيم {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ}..فيوحي الله عزّ وجلّ إليها: يا فاطمة!.. سليني أُعطكِ ، وتمنّي عليّ أُرضك، فتقول: إلهي أنت المنى وفوق المنى، أسألك أن لا تعذّب محبّي ومحبّي عترتي بالنار، فيوحي الله إليها: يا فاطمة!.. وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني!.. لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام، أن لا أعذب محبيّك ومحبّي عترتك بالنار).. ففاطمة التي يحمل قلبها هذا الحُب الإلهي العظيم، في الجنة تطلب من الله -عزَ وجل- أن لا يُعذبَ محبيها ومحبي عترتها بالنار!..
يعمل...
X