إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف تعاطى القرأن الكريم وقضية الامتحان؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف تعاطى القرأن الكريم وقضية الامتحان؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    القرأن المكي ركز على قضية الابتلاء ( الامتحان ) واستمرت هذه القضية في المرحلة المدنية ، وبعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) كانت اشد واعسر من الامتحانات السابقة وازدادت اكثر في عصر الغيبة .
    سؤال : هل القرأن الكريم سجًل الامتحان ؟
    الجواب
    في سورة العنكبوت ( المكية ) الآية الثانية والثالثة (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )
    يحسب الناس ( الحسبان ) بمعنى الظن اي كانوا يظنون ان الاسلام لايكلفهم ضريبة اي يريدون ايمانا لا يكلفهم تكاليف عالية ، كما في تعبيرات الامام الحسين ( عليه السلام )
    (الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معائشهم، فإذا محّصوا بالبلاء، قلّ الديّانون)
    وانما الايمان المقبول في وبعد الفتنة فالمطلوب
    الايمان+ فتنة
    وهذه سُنة الاهية جرت على المسلمين وعلى ماقبل المسلمين و الى الان وهذا مايسمى ب ( قانون الابتلاء )
    ( ولقد فتنا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )
    الطالب قبل الامتحان يقول انا مجتهد ولكن المحك هو الامتحان يظهر مستواه الحقيقي .
    وآية اخرى من سورة العنكبوت الآية العاشرة
    (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ ﴾
    هنا يبين جل جلاله الايمان المقيد ( المقيد بالعافية ) وليس المطلق
    اي ان ايمان الناس متى ما اصطدم مع الابتلاء رفعوا ايديهم عن ايمانهم .
    والله يريد الايمان المطلق بدون شرط وهؤلاء يؤمنون بشرط (عدم الايذاء ) وعدم إصابتهم بمكروه .
    وعندما نأتي في عاشوراء ما حدث فيها هو تصديق للآية الكريمة ، فهم قالوا نحن نؤمن بك بشرط ان لا يكلفنا دم وعناء ، واذا اردنا المقارنة بين عاشوراء من ناحية وسورة العنكبوت من ناحية اخرى نلاحظ تناغما وانسجاما واضحان .
    في هذه الآية تبين ان الانسان بدلا من ان يخاف من عذاب جهنم وعذاب البرزخ ويتقي
    فهو يخاف من عذاب الناس ويتعامل مع عذاب الناس كتعامله مع عذاب الله ، فيخضع للطواغيت وهذا ما حصل في عاشوراء فبدلا من ان يثورعلى تلك الطغمة الطاغية اخذ يقبل ايديهم .
    فهؤلاء نفعيون انتهازيون لايركضون وراء عقيدة وانما وراء مصالح فأذا رءوا مصلحة مع الايمان بقوا عليه واذا كانت ليست مع الايمان انسحبوا منه ، كأهل الكوفة وارسالهم الكتب للامام الحسين (عليه السلام ) وعندما دعاهم الامام للنصرة نكصوا على اعقابهم وهؤلاء من المنافقين -
    نأخذ آية اخرى وهي الاية 11 من سورة الحج (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾
    وهنا ايضا الايمان مقيد بالاطمئنان والعافية وهي تُشابه الاية التي قبلها .
    المستوى الاول من الامتحان كان في مكة حيث كان بين المشركين والمسلمين ( بين الكفر والاسلام ) .
    (المرحلة المكية)
    المستوى الثاني الاعلى من الامتحان كان في المدينة بين المسلمين والمسلمين ( الاسلام مع الاسلام ) .
    ( المرحلة المدنية)
    المستوى الثالث الاعلى من المستويين الاوليين ( بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله )
    فالكثير من المهاجرين والمجاهدين ممن نجح في المستويين الاولين فشل في المستوى الثالث كالزبير بن العوام .
    وكمثال على ذلك في المدارس عندما يدخلون كم هائل من الطلاب في المرحلة الابتدائية ويصل منهم عدد اقل الى المتوسطة والاقل منه يصل الى الاعدادية وهكذا الى الجامعة ومرحلة الدراسات العليا عدد اقل بكثير عن ما في مرحلة الابتدائية .
    ومن القرأن المدني (المرحلة المدنية )
    وفي آية 214 من سورة البقرة
    { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ ...}
    في هذه الآية الخطاب مع المسلمين اتتوقعون ان طريق الجنة طريق بسيط وانما هو طريق الامتحان ( الابتلاء ) .
    وهذه الآية تسلط الاضواء على الفتنة بشكل اكبرففيها تفصيل لهذه القضية اكثر من سورة العنكبوت .
    والآية 139 من سورة آل عمران
    (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)
    وهذه السورة التي ارًخت معركة اُحُد وبيًنت مسألة النصر والهزيمة بانهما متداولتان بين الناس ،
    فاليوم كان للمشركين في اُحُد والامس كان للمؤمنين في بدر
    فما الحكمة في ذلك ؟؟
    ففكرة المداولة اعمق من ان يفهما الانسان واما الامور التي يمكن ان يستوعبها هي :

    1- آمنوا 2 - يتخذوا منكم شهداء3- يمحص الله الذين آمنوا 4- ويمحق الكافرين فقبل الطف لو جاء شخص وقال انا مؤمن ربما يكون في الكلام اقدر من مسلم بن عوسجة ولكن في معركة الطف برز الايمان الحقيقي وهو لمسلم بن عوسجة لان المقام في عاشوراء لم يكن مقام إدعاء الايمان وانما تثبيت الايمان وعاشوراء اظهرت ايمان الجنود المجهولين الذين لم يكن التاريخ يعرفهم ، ونحن لولا عاشوراء لم نعرف زهيرا ولامسلما والله يعلم بما قاموا من تضحيات في سبيل الاسلام ليصلوا الى هذا المستوى .
    فالحكمة الاولى من المداولة :
    ان يظهر ايمان المسلمين .

    الحكمة الثانية :
    وهي قوله تعالى يتخذوا منكم شهداء والشهداء هنا ليس القتلى وانما شهداء الاعمال
    او بمعنى قدوات ونماذج ، وهذا ماحصل في عاشوراء انتجت المثل الاعلى والغيبة تنتج الجيل الممحص.
    الحكمة الثالثة :
    يمحص الله الذين آمنوا ( اي الذين يخلصًون كما يخلصًون الذهب من الشوائب ) اي هناك نار تُزيل الشوائب من نفوس المؤمنين وهذه النار هي الفتنة ، ولان الامام (عجل الله فرجه) يريد ذهبا خالصا .
    الحكمة الرابعة :
    ويمحق الكافرين ( المحق الانقاص التدريجي ) فقبل 4000 سنة في العراق كان هناك شخص واحد مؤمن هو ابراهيم (عليه السلام) او اعداد قليلة في احسن الحالات ، والان الاكثر فئة هم المسلمين وكم كبير منهم من الموالين لخط اهل البيت فخط الايمان يزداد وخط الكفر يتراجع .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	207039_206497049380278_202251289804854_738406_5428966_n.jpg  
مشاهدات:	1 
الحجم:	71.1 كيلوبايت 
الهوية:	161652
يعمل...
X