إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا خطبت السيّدة زينب (ع) في مجلس يزيد ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا خطبت السيّدة زينب (ع) في مجلس يزيد ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لماذا خطبت السيّدة زينب (ع) في مجلس يزيد ؟
    لقد شاهدت السيّدة زينب الكبرى (عليها السّلام) في مجلس يزيد مشاهد وقضايا ، وسمعت من يزيد كلمات تعتبر من أشدّ أنواع الإهانة والاستخفاف بالمقدّسات ،

    وأقبح أشكال الاستهزاء بالمعتقدات الدينيّة ، وأبشع مظاهر الدناءة واللؤم في تصرفاته الحاقدة . مظاهر وكلمات ينكشف منها إلحاد يزيد وزندقته ، وإنكاره لأهمّ
    المعتقدات الإسلاميّة .
    مضافاً إلى ذلك : أنّ يزيد قام بجريمة كبرى ، وهي أنّه وضع رأس الإمام الحسين (عليه السّلام) أمامه ، وبدأ يضرب بالعصا على شفتيه وأسنانه ، وهو
    حينذاك يشرب الخمر !

    فهل يصح ويجوز للسيّدة زينب أن تسكت وهي ابنة صاحب الشريعة الإسلاميّة ؛ الرسول الأقدس سيّدنا محمّد (صلّى الله عليه وآله) ؟!
    كيف تسكت وهي تعلم أن بإمكانها أن تزيّف تلك الدعاوى ، وتفنّد تلك الأباطيل ؛ لأنّها مسلّحة بسلاح المنطق المفحم ، والدليل القاطع ، وقدرة البيان وقوّة الحجّة
    ؟!
    ولعلّ التكليف الشرعي فرض عليها أن تكشف الغطاء عن الحقائق المخفيّة عن الحاضرين في ذلك المجلس الرهيب ؛ لأنّ المجلس كان يحتوي على شخصيّات
    عسكريّة ومدنيّة وعلى شتى طبقات الناس . فقد كان يزيد قد أذن للناس إذناً عامّاً لدخول ذلك المجلس ، فمن الطبيعي أن تموج الجماهير في ذلك المكان وحول
    ذلك المكان(1) ، وقد خدعتهم الدعايات الاُمويّة ، وجعلت على أعينهم أنواعاً من الغشاوة ، فصاروا لا يعرفون الحقّ من الباطل منذ أربعين سنة ؛ طيلة أيّام حكم
    معاوية بن أبي سفيان على تلك البلاد .
    وعلامات الفرح والسرور تبدو على الوجوه بسبب انتصار السلطة على عصابة عرّفتهم أجهزة الدعاية الاُمويّة بصورة مشوّهة .
    ــــــــــــــــــــــ
    (1) كان من الأفضل أن يقول المؤلّف : ( وحوله ) ، بدلاً من ( وحول ذلك المكان ) ؛ لتكون العبارة أبلغ في التعبير . (معهد الإمامَين

    الحسنين) .
    -----------------

    وقد تعوّد أهل الشام على مشاهدة قوافل الأسرى التي كانت تجلب إلى دمشق بعد الفتوحات .
    أما ينبغي لحفيدة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أن تنتهز هذه الفرصة ، وتجازف بحياتها في سبيل الله ، وتنفض الغبار عن الحقّ والحقيقة ، وتعرّف الباطل
    بكلّ صراحة ووضوح ؟
    بالرغم من أنّها كانت أجلّ شأناً ، وأرفع قدراً من أن تخطب في مجلس ملوّث لا يليق بها ؛ لأنّها سيّدة المخدّرات والمحجّبات ، ولكنّ الضرورة أباحت لها أن توقظ
    تلك الضمائر التي عاشت في سبات ، وتعيد الحياة إلى القلوب التي أماتتها الشهوات ، وغمرتها أنواع الفجور والانحراف عن الفطرة ، فباتت وهي لم تسمع كلمة
    موعظة من واعظ ، ولا نصيحة من ناصح .








    من كتاب زينب الكبرى (عليها السّلام) من المهد إلى اللحد
    بقلم المرحوم السيد محمّد كاظم القزويني

    sigpic
يعمل...
X