إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف تستطيع الخلافة ان تنتج الانسان المتخلق بأخلاق الله ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف تستطيع الخلافة ان تنتج الانسان المتخلق بأخلاق الله ؟



    لابد من الاشارة الى منهج التقابل بين :
    1- نظرية الاستخلاف التوحيدية القرانية وطبيعة المنتجات التي تنتجها .
    2- النظريات الباطلة الجاهلية .
    والقرأن الكريم يستعمل منهج التقابل عندما يقارن مابين اهل الجنة والنار وبين المنافقين والمؤمنين .
    1. والنظريات الجاهلية متعددة لان الحق واحد وعبرالله في القرأن الكريم عنه بالنور بينما عبر عن الظلم بالظلمات لان الظلم متعدد
    (
    (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور، والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات)). [البقرة: 257]

    ولتمثيل ذلك :
    نقطتان على ورقة فيكون الخط المستقيم واحد بين النقطتين واما الخطوط المنحنية فكثيرة .
    1- نظرية الاستخلاف بُينت مرتكزاتها سابقا من :
    ا- الجماعة البشرية تنتمي الى محور واحد .
    ب- العلاقات الاجتماعية تُقام على اساس العبودية .
    ج- تجسيد روح الاخوة العامة بين الانسان واخيه .
    د- ان الخلافة تعني الامانة .
    وبالتالي تنتج هذه المعادلة : المرتكزات الاربعة ------ العدل ------ بقية الصفات الالهية .
    ويتحول المجتمع الى مجتمع مرآتي يعكس صفات الله .

    الاسلام اهتم كثيرا بالعدل حتى انه اعتبر انه الاصل الثاني من الاصول لان العدل صفة من صفات الله وله مدلول اجتماعي لانه الاهم الذي تحتاجه المجتمعات .
    2- النظريات الباطلة الجاهلية وان اختلفت بالتوجهات كالماركسية والبعثية وغيرها فهي ايضا ترتكز على اربع مرتكزات وهي عكس الاولى :
    ا- ترفض الجماعة البشرية التي تنتمي الى محور واحد وهو الله ، والرفض هنا ليس الرفض اللساني بل الحقيقي ، مثل حكام بني امية .
    ب- ترفض عبودية الانسان لله وتقبل عبودية الانسان لاخيه الانسان او لصنم او لنظرية باطلة او غيرها .
    ج- تعمل على فصل قضية الاخوة وتقبل الاخوة على اساس القومية اي تجزأ البشرية على اساس قومي او طبقي او عشائري .
    وبالتالي تنتج المعادلة : المرتكزات الاربعة ------ الظلم ------ بقية الصفات الرذيلة .
    د- ترفض فكرة الخلافة بمعنى الامانة بل ان الكون ملك للانسان .
    وعندما نقارن بين المجتمع العراقي قبل فترة ، الظلم سائد فأنتج صفات رذيلة كقضاءه على العلم والعزة والقدرة ،
    كأن تحجب الشمس عن حديقة غناء فأنها تذبل
    .

    .وهنا يرد سؤال : كيف تقوم المرتكزات الاربعة بأنتاج العدل ؟
    يكون الجواب بهذه المعادلة :
    المرتكزات ------ كسر القيود المصطنعة التي تقيد الانسان ------ ينمو الانسان نموا حقيقيا ----- يجسد العدل ------ ظهور واشراق الصفات الاخرى .
    القيود : 1- طبيعية 2- مصطنعة .
    - القيود الطبيعية ( تكوينية ) لايستطيع الانسان تجاوزها فنحن مقيدون بزمان ومكان لانستطيع ان نفر منها ، فالله لايقيد بقيد فهو مطلق عن كل قيد فهو القهار لكل شيء ومثال على ذلك : دائرة المرور تقيد السائق بسلسلة من القيود فهي طبيعية لان مصلحة السائق بها وان كانت في الظاهر قيود ولكن فيها مصلحة وبذلك تنتج حرية والحرية المفرطة تنتج قيدا .
    القيد الطبيعي اذا وِضع في وضعه الطبيعي سيجعل الانسان اكثر حرية فالمدرسة عندما تقيد الطالب بقيود تجعله حرا واذا لا تقيده تجعله متسيبا وكذلك الحال في البيت .
    ولتوضيح معنى الحرية ، الله تعالى يقيدنا بسلسلة من القيود من الواجبات والمحرمات ولكنها قيود طبيعية لانها تحاكي فطرة الانسان وتنتج الحرية في وقت لاحق ، فالانسان عندما يقيد عينه بعدم النظر الى الحرام ولسانه بعدم التكلم بالحرام ويده وقدمه ، وبألتزامه سوف يتحرر من شهواته ويكون مالكا لنفسه ، وبالعكس سوف يكون عبدا لنفسه الأمارة بالسوء وان كان في خطواته حرا ولكن شيئا فشيئا سيكون عبدا .
    - اما القيود المصطنعة فهي التي تقيد الانسان ، والانبياء والائمة انما جاءت لتكسرهذه القيود
    (
    الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)

    وكمثال على ذلك : النبات مقيد بقيود طبيعية منها انه لايستطيع ان يتحرك ولكن يمكن ان يخضع الى قيود اصطناعية كأن نزرع نبتة في سندانة بدلا من الالواح فأنها سوف تنمو والى وقت معين وجذور هذه النبتة سوف تتحدد وتتقيد فلايمكن مدها بشكل طبيعي وبالتالي يكون نموها لوقت معين وبالتالي تموت .
    وللتأكيد اكثر نرى ساحات المجتمعات البشرية فالحضارات تنمو وتنمو ثم تنتكس .
    المرتكزات الجاهلية الاربعة تضيف المزيد المزيد من القيود المصطنعة كل يوم فبعضها نحس بها والبعض الاخر لانحس بها ، كما لو وضعنا في جو مليء بالرائحة الكريهة بداية الامر نحس بها وبعد ذلك نفقد الاحساس بها ، كذلك المجتمع اذا عاش في ظل القيود المصطنعة فترة طويلة يؤدي الى ان يتعامل معها تعامل طبيعي .
    فالقيود المصطنعة تارة تتجلى بشكل اصنام الهة وتارة تتجلى بصيغ مختلفة مثل مجلس الامن تتحكم دول خمس بمقاليد العالم ، وكثير من الناس تعتبره شيء طبيعي وواقعا هذا مرفوض .

    نظرة واحدة لمجتمع اليوم بغياب المرتكزات الالهية الاربعة وحلول المرتكزات الجاهلية الاربعة جعلت عالم اليوم جحيما لايطاق ، فنرى عدد الجياع الذين يتضورون جوعا يقدرون بالمليار ، ومجتمع في بعض دول اوروبا يصل دخل الفرد فيها 50000 دولار وبعض مجتمعات افريقيا يصل دخل الفرد فيها بضع مئات من الدولارات ، وشخص واحد يملك اكثر من 60 مليار دولار في المقابل ساحات كبيرة من الناس لاتملك اي شيء من الاشياء .
    فالنظرة المادية سواء كانت صريحة تقول لاحياة بعد الموت او نظرة مبطنة كما عند الكثير من المسلمين التي تجعل الانسان يتلذذ فقط وفقط بالاشياء المادية ولايستطيع ان يتلذذ بالاشياء المعنوية وبهذه الطريقة فهو يحب الخلود بطبيعته وبالتالي يندفع الى التكاثر والتفاخر والربا والى كل المفاسد . فيؤدي الى ان يوسع ظلمه على حساب الآخر ولو على حساب جماجم الضحايا ولو على حساب دموع اليتامى ، اما الانسان اذا اعتبر نفسه الوكيل والامين فلا تحدث هذه الجرائم فبذلك يستطيع ان يضحي بكل شيء حتى نفسه لانه لايرى نفسه مالك لنفسه .
    (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة 111
    { وَمِن النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤوفُ بِالْعِبَادِ }(البقرة 207)
    والامام المهدي (عجل الله فرجه) يضع المرتكزات الاربعةالالهيه في الطريق ويؤدي الى نمو المجتمع نموا مزدهرا وهذا الازدهار يتحدث عنه القرأن الكريم (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءًغَدَقًا)) (الجن:16 ) ، والاخبار .




يعمل...
X