إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بحث في العصمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بحث في العصمة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    معنى العصمة:
    العصمة في اللغة: المنع، وعِصْمةُالله عَبْدَه: أنْ يَعْصِمَه مما يُوبِقُه. واعْتَصَمَ بالله: امْتَنَعَ بِلُطْفِهِ مِن المعْصِيَةِ( 1 ). والعصمة عند نا: هي حالة معنوية توجد في الإنسان بفضل الله سبحانه وتعالى وبرحمة منه ، وهذا اللطف الذي عبّر عنه سبحانه وتعالى بقوله: P وَلَوْلَا فَضْلُ الله عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ O [النساء/113] ، وقسَّم الشيخ جعفر السبحاني العصمة إلى قسمين:
    الأوَّل العصمة عن المعصية ، والثاني العصمة عن الخطأ ، ثم قال:بأنَّ حقيقة العصمة عن اقتراف المعاصي ترجع إلى أحد أُمور ثلاثة على وجه منع الخلو، وإن كانت غير مانعة عن الجمع:
    1. العصمة ترجع إلى الدرجة القصوى من التقوى.
    2. العصمة نتيجة العلم القطعي بعواقب المعاصي ،ولتوضيح تأثير هذا العلم في صيرورة الإنسان معصوماً من اقتراف الذنب مَثَّلَ لَهُ بالإنسان الذي علم أنَّ في الأسلاك الكهربائية ذات الضغط العالي طاقة من شأنها قتل الإنسان بل حرقه إذا مسَّها من دون حاجز بحيث يكون المس والموت مقترنين أحجمت نفسه عن مس تلك الأسلاك والإقتراب منها دون عائق .
    3. حقيقة العصمة يرجع لبها إلى أنَّ استشعار العبد بعظمة الخالق وحبه وتفانيه في معرفته وعشقه له، يصده عن سلوك ما يخالف رضاه سبحانه( 2 )

    هل العصمة موهبة إلهية أو أمر اكتسابي؟
    الظاهر من كلمات علماؤنا المتكلمين أنَّها موهبة من مواهب الله سبحانه يتفضل بها على من يشاء من عباده بعد وجود أرضيات صالحة وقابليات مصحّحة لإفاضتها عليهم، فلا تكون العصمة كسبيّة ولا تحصل بالاكتساب ؛ فقد ذكر العلامة الحلي رحمه الله في الباب الحادي عشر ما نصه:" العصمة لطف بالمكلف بحيث لا يكون له داع إلى ترك الطاعة وارتكاب المعصية مع قدرته على ذلك" . أي : العصمة لا تنافي القدرة على فعل المعصية، فالمعصوم قادر على فعل المعصية، وإلاَّ لما استحق المدح على ترك المعصية ولا الثواب، ولبطل الثواب والعقاب في حقه، فكان خارجا عن التكليف، ويضيف بعض علمائنا كالشيخ المظفر في كتاب العقائد: " بل يجب أن يكون منزّهاً عما ينافي المروة، كالتبذّل بين الناس من أكل في الطريق
    أو ضحك عالٍ، وكل عمل يستهجن فعله عند العرف العام".
    والذي يدل على أنَّ العصمة لاتحصل بالإكتساب قوله تعالى حكاية عن الشيطان الرجيم :قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين,82الاعبادك منهم المخلصين O [ص/ 82- 83] وقوله سبحانه Oقال ربي بما أغويتني لأزيننهم في الارض لأغوينهم أجمعين ,39الاعبادك منهم المخلصين[الحجر:39 ,40]، فعباد الله المخلصين شهدت لهم الآيات بالنزاهة من إغواء الشيطان ،و(المُخْلًصِين ) بصيغة اسم المفعول ،أ ي أن الشيطان لا يستطيع غواية العباد الذين أخلصهم الله تعالى بالعصمة ، ومنهم يوسف عليه السلام كما في قوله تعالى: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ كَذَلِكَ رَبِّهِ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْعِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) سورة يوسف
    وترى الشيعة الإمامية أن الأنبياء والأئمة لا تجوز عليهم الكبائر ولا الصغائر ، لا عمدا ، ولا خطأ ، ولا سهوا ، ولا نسياناً ، ولا على سبيل التأويل والتشبيه ، و المعصومون عندنا هم : النبي محمد 9وكذلك جيع الأنبياء والمرسلين، و فاطمة الزهراءBوعلي بن أبي طالب(أمير المؤمنين) والحسن بن علي ، والحسين بن علي(سيّدا شباب أهل الجنّة)، وعليّ بن الحسين(زين العابدين) ،ومحمد بن علي(الباقر) ،وجعفر بن محمد(الصادق) وموسى بن جعفر(الكاظم)، وعلي بن موسى (الرضا) ،ومحمد بن علي(الجواد) ،وعلي بن محمد(الهادي) ،والحسن بن علي (العسكري) والحجة المهدي بن الحسن(القائم عجل الله تعالى فرجه) D أجمعين.




    مفهوم العصمة في صحيح البخاري:

    قال البخاري ((عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله- صلى الله عليه وسلم - « إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِليَّ عَبْدِى بِشيءٍ أَحَبَّ إِ لَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَاأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ »))( 1 ).
    فإذا كان الله سمع المؤمن الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا فأنى لهذا المؤمن المعصية؟!!
    فهذه هي العصمة التي يمنحها الله تعالى لأي مؤمن ، فكيف إذا كان ذلك المؤمن إماماً أو نيباً ورسولاً إختاره الله تعالى من بين جميع خلقه لأداء رسالاته ، فمن باب أولى تكون له العصمة ليتميز عن باقي الناس، ثمَّ إن العصمة للأنبياء لم ينكرها أحد إلاَّ مَن شذَّ حتى ابن تيمية قال بها ؛ قال ابن تيمية(النبي معصوم أمَّا الولي فلا، فهذه الأمور مؤكدة لآيات الأنبياء ))( 2 ).
    وأهل السنة يقولون بأن النبي9 معصوم في أمر التبليغ فقط ، وعلى رأيهم هذا يصعب تحديد وتصنيف الأمور الواردة عن النبي 9أيّها من الدين؟! وأيّها من غيره ؟!
    وذلك بخلاف قول الشيعة الذين يقولون بعصمة النبي المطلقة ولا فرق في ذلك بين أمور التشريع وغيرها.


    ( 1 ) لسان العرب لإبن منظور: 9/ 244، بيروت- لبنان، ط. الثالثة، ثم القاموس المحيط للفيروز آبادي: 4/ 97، دار الكتب العلمية، ط. الثانية؛ 2007م- 1428هـ.

    ( 2 ) ينظر: مفاهيم القرآن للشيخ جعفر سبحاني: 5/ 48- 54، مؤسسة الإمام الصادق،ط. الثالثة؛ 1437هـ.

    ( 1 ) صحيح البخاري: 1185[ح. 6502- كتاب الرقاق/ باب التواضع]، ضبط النص : محمود محمد محمودحسن نصار، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، ط. الخامسة؛ 2007م- 1428هـ.

    ( 2 ) النبُوَّات لأحمد بن تيمية الحرَّاني: 47، ضبط وتحقيق: رضوان جامع رضوان، دار الحديث- القاهرة،ط. 1427هـ - 2006م.



    اميري حسينsigpic ونعم الامير سرور فؤادي البشير النذير
    علي وفاطمة والداه فهل تعلمون له من نظير
يعمل...
X