إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نقد المنهجية المتبعة في علم الكلام في باب التوحيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نقد المنهجية المتبعة في علم الكلام في باب التوحيد

    بسم الله الرحمن الرحيم


    كل مطالع وباحث في علم الكلام يجد منهجية معينة وتقريبا ثابتة وهي معرفة الله تبارك وتعالى من خلال صفاته الثبوتية والسلبية فنجد المؤلفين يبدءون بعد اثبات الصانع بذكر مبحث الصفات ويستدلون على هذه المنهجية ان الذات المقدسة غير متناهية فلا يستطيع جهازنا الادراكي تعقل هذه الذات لاستحالة احاطة المتناهي باللا متناهي والمعرفة الممكنة هي بان نتصوره بجهة من جهاته ومن خلال صفاته .

    لكن يلاحظ على هذا الكلام اننا وعلى القول بعينية الصفات للذات نلتزم بان الصفة ايضا غير متناهية لانها عين الذات والذات غير متناهية فيرجع الاشكال ، وطريق المخلص انه وان كانت المقدمة المذكورة وهي استحالة احاطة المتناهي باللا متناهي حق الا ان المعرفة بوجه ممكنة وهي لا تنحصر بالمعرفة من خلال الصفات بل يمكن معرفة الذات بوجه لانها حاضرة وشاهدة واليك هذه الرواية عن الامام الصادق عليه السلام :-
    [قيل له: فكيف سبيل التوحيد؟
    قال عليه السلام: باب البحث ممكن وطلب المخرج موجود إن معرفة عين الشاهد قبل صفته ومعرفة صفة الغائب قبل عينه. قيل: وكيف نعرف عين الشاهد قبل صفته؟ قال عليه السلام: تعرفه وتعلم علمه وتعرف نفسك به ولا تعرف نفسك بنفسك من نفسك. وتعلم أن ما فيه له وبه كما قالوا ليوسف: " إنك لانت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي " فعرفوه به ولم يعرفوه بغيره ولا أثبتوه من أنفسهم بتوهم القلوب أما ترى الله يقول: " ما كان لكم أن تنبتوا شجرها " يقول: ليس لكم أن تنصبوا إمامامن قبل أنفسكم تسمونه محقا بهوى أنفسكم وإرادتكم.](1)

    فالحديث الشريف بصدد الكلام عن أساسية من أساسيات المعرفة الربوبية التي عبّر عنها الفلاسفة و العرفاء ببرهان الصديقين، معتبرين ذلك اقصر الطرق لاثبات الواجب تعالى.
    فالحديث الشريف يؤكد حقيقة مهمة و هي: أن الطريق الامثل لمعرفته سبحانه يتم من خلال الانطلاق من نوره الازهر، لا التوسل بالصفات و المفاهيم الذهنية، و ذلك لان اعتماد الواسطة انما ينفع في معرفة الاشياء الغائبة و لاريب ان الله تعالى ليس بغائب قطعا ليتوسل بالاوهام و البراهين لمعرفته من خلال توسط الصفات الزائدة.
    توضيح ذلك: ان المعرفة على نحوين:
    الاولى: أن يكون المعروف حاضراً، وحينئذ ينطلق الانسان الى معرفة الصفات من خلال معرفة الذات.
    الثانية: ان يكون المعروف غائبا؛ و في هذه الصورة يكون المعلوم أولا هو الصفات ثم العروج منها الى الذات.
    و لما كان الباري تعالى حاضراً دائما، فحينئذ ينطلق الانسان لمعرفة صفاته من خلال معرفته الشهودية بالذات. و هذا يكشف عن أن اقرب الطرق الى الله تعالى هو نفس الذات الالهية بلا حاجة لمعرفته الى الوسائط الخارجية، بل افضل طريق لمعرفته الانطلاق من الذات الالهية.
    وكلامنا لا نريد به بطلان الاتجاه الكلامي وانما المراد ان الطريقة الكلامية لا توفر رؤية ومعرفة حقيقية كالتي توفرها هذة المعرفة .
    وبيان تفاصيلها وطريقة بحثها لها محل اخر ان شاء الله تعالى.

    (1) تحف العقول ص326 ،البحار ج65ص280 ،ميزان الحكمة ج6ص63، تفسير الميزان ج6ص 174والرواية طويلة اخذنا منها محل الشاهد فقط.
يعمل...
X