تويت
اسباب التدليس
1- تحسين الحديث وتسويته بحيث يظهر فيه الثقات ويخفي فيه الضعفاء من الرواة قال الخطيب البغدادي في الكفاية أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني بنيسابور قال سمعت أباالحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت أبا سعيد عثمان بنسعيد الدارمي يقول سمعت يحيى بن معين وسئل عن الرجل يلقى الرجلالضعيف من بين ثقتين فيوصل الحديث ثقة عن ثقة ويقول أنقص من الحديثوأصل ثقة عن ثقة يحسن الحديث بذلك فقال لا يفعل لعل الحديث عن كذابليس بشيء فإذا هو قد حسنه وثبته ولكن يحدث به كما روى قال أبو سعيد كانالأعمش ربما فعل ذا[1]ويقول الخطيب البغدادي وربما لم يسقط المدلس اسم شيخه الذي حدثه لكنه يسقط ممن بعده فيالاسناد رجلا يكون ضعيفا في الرواية أو صغير السن ويحسن الحديث بذلك وكانسليمان الأعمش وسفيان الثوري وبقية بن الوليد يفعلون مثل هذا[2]
2-ضعف حال شيخ المدلسوهذا الدافع هوالغالب على فعل المدلسين يقول الحافظ الذهبي(فإن كان لو صَرّحَ بمن حَدَّثه عن المسمىَ ، لعُرِفَ ضَعْفُه ، فهذا غَرَضّ مذموم وجِنايةُ على السُّنُّة ، ومن يُعاني ذلك جُرِحَ به ، فإنَّ الدينَ النصيحة )[3]
3- طلب العلو في السند :والعلو هو قلة عدد الوسائط في سند الحديث مع اتصال السند ،ويحصل العلو بأن يسمع المحدث حديثا من راو عن شيخ موجود فيذهب المحدث إلى ذلك الشيخ ويسمعه منه . وهكذا يقل عدد وسائط النقل في السند .وللعلو فائدة عظيمة هي أنه يبعد الاسناد من الخلل ، لأن كل رجل من رجاله قد يحتمل أن يقع من جهته خلل في النقل ولذلك كانوا يرون النزول في السند عيبا وهذا السبب دفعهم الى التدليس لطلب العلو في السند ولهذا كان كثير من الرواة يسقطون اسامي من سمعوا منهم ويرون عمن فوقهم وقال الإمام أحمد بن حنبل : " طلب الاسناد العالي سنةعمن سلف " .وقيل ليحيى بن معين في مرض موته : " ما تشتهي ؟ " . قال :" بيت خالي ، وإسناد عالي ![4]ومثال هذا النوع من اسباب التدليس ما ذكره الخطيب البغداديأخبرنا محمد بن يوسف القطان النيسابوري قال أنا محمد بن عبد الله الحافظ قال ثنا أبو الطيب محمد بن أحمد الكرابيسي قال ثنا إبراهيم بن محمد المروزي قالثنا علي بن خشرم قال كنا عند سفيان بن عيينة في مجلسه فقال الزهري فقيل لهحدثكم الزهري فسكت ثم قال الزهري فقيل له سمعته من الزهريفقال لا أسمعه من الزهري ولا ممن سمعه من الزهري حدثني عبد الرزاق عنمعمر عن الزهريحدثني عبيد الله بن أبي الفتح قال أنا عمر بن محمد بن علي الناقد قال ثنا عبد الله بن ناجية قال ثنا أبو رفاعة عبد الله بن محمد بن حبيب القاضي قال ثناإبراهيم بن بشار الرمادي قال ثنا بن عيينة عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمدبن علي قال كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم )إذا جاءه مال لم يبيته ولم يقيلهقال فقال له رجل يا أبا محمد سماع من عمرو بن دينار قال دعه لا تفسده قاليا أبا محمد سماع من عمروبن دينار قال ويحك لا تفسده بن جريج عن عمرو بن دينار قال يا أبا محمد سماع من بن جريج قال ويحك لم تفسده الضحاكبن مخلد أبو عاصم عن بن جريج قال يا أبمحمد سماع من أبي عاصم قالويحك لم تفسده حدثني علي بن المديني عن الضحاك بن مخلد عن بن جريج عنعمرو بن دينار قال بن عيينة تلوموني على علي بن المديني لما أتعلم منه أكثر ممايتعلم مني[5]
4-استصغار الشيخ الذي سمع منه الحديث كما قال ابن عبد البر (وقد يكون لأنه استصغره)[6] وكما ذكر الخطيب البغدادي(أو يكون أصغر من الراويعنه سنا)[7]
5-العامل الشخصي والنفسي فكما ان حب الكذب والسرقة يحصلان للشخص بسبب الشهوة فكذلك التدليس فانه قد اصبح هو الصناعة الرائجة عند بعض الرواة كما كان يفعل هُشيم بن بشير ينقل الخطيب البغدادي ذلك عن (الحسين بن حريث قال سمعت الفضليعني بن موسى يقول قيل لهشيم ما يحملك على هذا يعني التدليس قال إنه أشهىشئ)[8]
كيفية معرفة التدليس في الحديث
2- نص إمام من أئمة هذا الشأن بناءً على معرفته ذلك من البحث والتتبعوقد ثبت ان ابن حجر قد نص على اسماء وطبقات المدلسين في كتابه طبقات المدلسين وهو احد ائمة هذا الفن وقد الف كثير من العلماء كتبا باسماء المدلسين منهم العلامة السيوطي هذه هي اهم الطرق لمعرفة التدليس وقد ذكروا طرقا اخرى لمعرفة التدليس منها جمع طرق الحديث ومراجعة كتب التاريخ للوقوف على حياة الرواة وسنة الوفاة وكون الخبر معروفا عن طريق الراوي الضعيف وغيرها
[1] الكفاية في علم الرواية ص403
[2] المصدر السابق
[3]الموقظة في علم مصطلح الحديث ج1 ص8 المكتبة الشاملة
[4]الرحلة في طلب الحديث الخطيب البغدادي ص20
[5] الكفاية في علم الرواية ص 397
[6] التمهيد ج 1 ص 15
[7] الكفاية في علم الرواية ص 404
[8] المصدر السابق ص 398
[9] ميزان الاعتدال الذهبي ج4 ص308