بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد واله الطاهرين .
لقد حاول بعض النواصب ان يجعل من حديث الثقلين - بعدما عجز عن تضعيفه – بأن يقول بأن العترة لفظ عام يشمل كل من ينتسب للنبي صلى الله عليه واله من بني هاشم ، وكذلك نساء النبي صلى الله عليه واله حتى يصرف بذلك التفسير من ان المراد بهم هم فقط علي وفاطمة والحسن والحسين وأولادهم الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا،
ونحن هنا نورد كلام هذا الرجل ونحاول ان نرد عليه من كلام علماءه ،
فأليك اخي القارئ الحديث ومناقشته :
حديث الثقلين نقلاً من كتب أهل العامة
((حدثنا أبو النضر حدثنا محمد يعني ابن طلحة عن الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروني بم تخلفوني فيهما)) مسند أحمد ومسند أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه, باقي مسند المكثرين ,مسند أحمد10681ومناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ,المناقب عن رسول الله, سنن الترمذي ,3718 وغيرهم من أهل الصحاح أمثال صحيح مسلم قريب من هذا اللفظ ، ونحوه ، فهو حديث متواتر عندهم ولا ينكره إلّا مكابر!!!...
محاولة عثمان الخميس الفاشلة لتوسيع دائرة العترة!
قال عثمان الخميس:
(من عترة النبي؟ عترة الرجل هم أهل بيته، وعترة النبي (ص) هم كل من حرمت عليه الزكاة وهم بنو هاشم، هؤلاء هم عترة النبي (ص)...)[1]
أقول في جواب ذلك:
(أولاً)
إن الكثيرين من أهل اللغة وأئمتها صرحوا ونصوا على أن العترة في اللغة هم (الأولاد والأقارب والأدنون) لا مطلقهم.
قال الفيروز آبادي: (والعترة بالكسر قلادة تعجن بالمسك، ونسل الرجل ورهطه وعشيرته الأدنون).[2]
وقال ابن منظور: (أبو عبيدة وغيره: عترة الرجل وأسرته وفصيلته رهطه الأدنون...).[3]
وقال ابن الأثير: (عترة الرجل أخص أقاربه...)[4]
وقال أيضاً: (وقال ابن الأعرابي: العترة ولد الرجل وذريته وعقبه من صلبه، قال: " فعترة النبي (ص) ولد فاطمة البتول... ")[5]
(ثانياً)
إن العديد من علماء أهل السنة فهموا من حديث الثقلين أن النبي صلى الله عليه وآله لم يقصد بعترته عامة أقربائه من بني هاشم، وإنما أراد جماعة خاصة منهم.
وهذه نماذج من أقوالهم:
قال الشيخ عبد الحق الدهلوي: (قوله: والعترة رهط الرجل وأقرباؤه وعشيرته الأدنون، وفسره رسول الله (ص) بقوله وأهل بيتي للإشارة إلى أن مراده من العترة أخص عشيرته وأقاربه وهم أولاد الجد القريب، أي أولاده وذريته (صلى الله عليه واله)...)[6]
قال المناوي: (وعترتي أهل بيتي تفصيل بعد إجمال بدلاً أو بياناً وهم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا...)[7] ؟
وقال الملا علي القارىء: (وأقول: الأظهر هو أن أهل البيت غالباً يكونون أعرف بصاحب البيت وأحواله، فالمراد بهم أهل العلم منهم والمطلعون على سيرته الواقفون على طريقته، العارفون بحكمه وحكمته، وبهذا يصلح أن يكونوا مقابلاً لكتاب الله...)[8].
وقال الحكيم الترمذي: (فقول رسول الله (صلى الله عليه واله): قوله: ما إن تمسكتم به لن تضلوا واقع على الأئمة منهم السادة لا على غيرهم...)[9]
وقال أبو بكر العلوي الشافعي: (قال العلماء: والذين وقع الحث على التمسك بهم من أهل البيت النبوي والعترة الطاهرة هم العلماء بكتاب الله عز وجل منهم، إذ لا يحث (صلى الله عليه واله) على التمسك إلاّ بهم وهم الذين لا يقع بينهم وبين الكتاب افتراق حتى يردا الحوض).[10]
وقال العلامة حسن بن علي السقاف: (والمراد بالأخذ بآل البيت والتمسك بهم هو محبتهم والمحافظة على حرمتهم والتأدب معهم، والاهتداء بهديهم وسيرتهم والعمل بروايتهم والاعتماد على رأيهم ومقالتهم واجتهادهم وتقديمهم في ذلك على غيرهم، والمراد بهم بعد وفاة أهل الكساء ذريتهم من أهل العلم والمجتهدون الأتقياء الورعون منهم العارفون المطلعون على سيرته صلى الله عليه وآله وسلم الواقفون على طريقته منهم، بهذا يكونون مقابل كتاب الله سبحانه وتعالى كما جاء في الأحاديث الصحيحة).[11]
وكلام هؤلاء العلماء صريح في أن المراد بالعترة وأهل البيت عليهم السلام في حديث الثقلين ليس كل أقرباء النبي صلى الله عليه وآله كما يزعم عثمان الخميس، بل هم فئة خاصة من اقربائه اختارهم الله تعالى وحددهم بعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ذرية الحسين عليهم السلام لأنه توفرت فيهم صفات ومؤهلات معينة من التقوى والورع والمعرفة التامة بكتاب الله عز وجل وسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسيرته، فهؤلاء هم الذين يصح أن يكونوا عدل القرآن الكريم.