إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التنبيه على الفرق بين التوسل والاستغاثة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التنبيه على الفرق بين التوسل والاستغاثة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    لاحظت خلطاً واضحا في كثير من الكتابات بين مفهومي التوسل والاستغاثة لتقاربهما وتشابه ادلتهما فاحببت ان انبه عليه ، نعم هناك من العلماء كالسبكي وغيره من القدماء ومن المعاصرين قد اعتبروا أن التوسل والاستغاثة والاستشفاع كلها ألفاظ لمدلول واحد لكن بما ان هذه الابحاث تطرح بازاء الوهابية فلابد ان نعلم مرادهم منها ونحن نقتصر على المعنى الذي يدعون انه يستلزم الشرك .والمراد من التوسل بشيء هو جعله وسيلة إلى الغرض المطلوب كمن يتوسل بالنبي صلى الله عليه واله الى الله فالمسؤل هو الله تبارك وتعالى اما الاستغاثة فالمراد منها طلب الغوث عند حصول شدة غالباً . والاستغاثة بالمخلوق فيما لا يملك الغوث فيه . فيكون المسؤل والمستغاث به هو المخلوق .فالفرق الاساسي بين المفهومين ان الاول وهو التوسل يكون المسؤل فيه هو الله تبارك وتعالى بينما الثاني يكون المستغاث به هو المخلوق .يقول ابن تيمية في بيان الفرق : لم يقل أحد أن التوسل بنبي ، هو استغاثة به ، بل العامة الذين يتوسلون في أدعيتهم بأمور ، كقول أحدهم : أتوسل إليك بحق الشيخ فلان ، أو بحرمته ، أو أتوسل إليك باللوح والقلم ، أو بالكعبة ، أو غير ذلك ، مما يقولونه في أدعيتهم ، يعلمون أنهم لا يستغيثون بهذه الأمور ؟ فإن المستغيث بالنبي صلى الله عليه وسلم طالبا منه وسائلا له ، والمتوسل به لا يدعي ولا يطلب منه ولا يسأل ، وإنما يطلب به ، وكل أحد يفرق بين المدعو والمدعو به .

    ويقول الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في بيان الفرق:
    وبينهما فرق عظيم أبعد ما بين المشرق والمغرب.. فالعامة الذين يتوسلون في أدعيتهم بالأنبياء والصالحين كقول أحدهم أتوسل إليك بنبيك أو بملائكتك أو بالصالحين أو بحق فلان وغير ذلك مما يقولونه في أدعيتهم يعلمون أنهم لا يستغيثون بهذه الأمور ولا يسألونها وينادونها فإن المستغيث بالشيء طالب منه سائل له، والمتوسل به لا يدعو ولا يطلب منه، ولا يسأل وإنما يطلب به، وكل أحد يفرق بين المدعو به وبين المدعو والمستغاث، ولا يعرف في لغة أحد من بني آدم أن من قال أتوسل إليك برسولك أو أتوجه إليك برسولك فقد استغاث به حقيقة فإنهم يعلمون أن المستغاث به مسئول مدعو فيفرقون بين المسئول وبين المسئول به، سواء استغاث بالخالق أو بالمخلوق .
    وتترتب عليه ان مسألة التوسل وقع الخلاف فيها وهي من مسائل الفقه فيجوز الاجتهاد فيها ولا يكفر من يقول بجواز التوسل بغير الله بخلاف الاستغاثة فهي من مسائل العقيدة و يكفرون من يقول بجوازها :[/h][h=5]قول ابن تيمية في مجموع الفتاوى 1/285 :

    "بل غايته أن يكون ذلك مما يسوغ فيه الاجتهاد، وممَّا تنازعت فيه الأمة، فيجب ردُّه إلى الله والرسول".

    ويقول: "وإن كان في العلماء من سوَّغه فقد ثبت عن غير واحد من العلماء أنه نهى عنه، فتكون مسألةً نزاعية، وليس هذا من مسائل العقوبات بإجماع المسلمين؛ بل المعاقب على ذلك معتدٍ جاهل ظالم، فإن القائل بهذا قد قال ما قال العلماء، والمنكر عليه وليس به نقل يجب اتباعه؛ لا عن النبي- صلى الله عليه وسلم- ولا عن الصحابة".

    يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما في مجموع فتاويه ص68، ص69 في المسألة العاشرة :

    قولهم في الاستسقاء لا بأس بالتوسل بالصالحين وقول أحمد يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة مع قولهم إنه لا يستغاث بمخلوق - فالفرق ظاهر جدا - وليس الكلام مما نحن فيه فكون البعض يرخص التوسل بالصالحين وبعضهم يخصه النبي صلى الله عليه .
    وأكثر العلماء ينهي عنه ويكرهه . . فهذه المسألة من مسائل الفقه الصواب عندنا قول الجمهور أنه مكروه فلا ننكر على من فعله .

    قال الشيخ سعد بن حمد بن عتيق النجدي -وهو من شيوخ الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين وغيرهما - في كتابه (عقيدة الطائفة النجدية في توحيد الإلهية) ص57::

    ونحن إن قلنا بالمنع من التوسل به (صلى الله عليه وسلم) بهذا اللفظ أو نحوه لم نعتقده من أصحية المنع، فنحن مع ذلك لا نشدد في ذلك على من فعله مستدلاً بالحديث فضلاً عن أن نكفره . اهـ.

    وفي كتابه "فقه الخلاف بين المسلمين" قسم الدكتور ياسر البرهامي مسائل الخلاف إلى نوعين السائغ وغير السائغ ووضع التوسل بذات النبي -صلى الله عليه وسلم- من المسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد انظر ص 33 من كتابه.
يعمل...
X