إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مناقشة السيد الخوئي للروايات المتعلقة بالتحريف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناقشة السيد الخوئي للروايات المتعلقة بالتحريف

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف ألانبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

    فهذا كلام أحد أعمدة إلامامية من المعاصرين ألا وهو السيد الخوئي (قدس سره ) قد جمع فيه الروايات التي تتعلق بموضوع تحريف القران وردها ، ضمن تقسيم إرتأه وهذا كلامه :

    الشبهة الثالثة :
    أن الروايات المتواترة عن أهل البيت - ع - قد دلت على تحريف القرآن
    فلا بد من القول به :
    والجواب :
    أن هذه الروايات لا دلالة فيها على وقوع التحريف في القرآن بالمعنى المتنازع
    فيه ، وتوضيح ذلك : أن كثيرا من الروايات ، وإن كانت ضعيفة السند ، فإن
    جملة منها نقلت من كتاب أحمد بن محمد السياري ، الذي اتفق علماء الرجال على
    فساد مذهبه ، وأنه يقول بالتناسخ ، ومن علي بن أحمد الكوفي الذي ذكر علماء
    الرجال أنه كذاب ، وأنه فاسد المذهب إلا أن كثرة الروايات تورث القطع
    بصدور بعضها عن المعصومين عليهم السلام ولا أقل من الاطمئنان بذلك ، وفيها
    ما روي بطريق معتبر فلا حاجة بنا إلى التكلم في سند كل رواية بخصوصها .
    عرض روايات التحريف :
    علينا أن نبحث عن مداليل هذه الروايات ، وإيضاح أنها ليست متحدة في
    المفاد ، وأنها على طوائف . فلا بد لنا من شرح ذلك والكلام على كل طائفة
    بخصوصها .
    الطائفة الاولى : هي الروايات التي دلت على التحريف بعنوانه ، وانها تبلغ
    عشرين رواية ، نذكر جملة منها ونترك ما هو بمضمونها . وهي :
    1 - ما عن علي بن إبراهيم القمي ، بإسناده عن أبي ذر . قال :
    " لما نزلت هذه الاية : يوم تبيض وجوه وتسود
    وجوه . قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ترد أمتي علي يوم القيامة
    على خمس رايات . ثم ذكر أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يسأل
    الرايات عما فعلوا بالثقلين . فتقول الراية الاولى : أما
    الاكبر فحرفناه ، ونبذناه وراء ظهورنا ، وأما الاصغر
    فعاديناه ، وأبغضناه ، وظلمناه . وتقول الراية الثانية :
    أما الاكبر فحرفناه ، ومزقناه ، وخالفناه ، وأما ما عن ابن طاووس ، والسيد المحدث الجزائري ، باسنادهما عن الحسن
    ابن الحسن السامري في حديث طويل أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال لحذيفة فيما قاله
    في من يهتك الحرم :
    " إنه يضل الناس عن سبيل الله ، ويحرف كتابه ،
    ويغير سنتي " .
    3 - ما عن سعد بن عبد الله القمي ، باسناده عن جابر الجعفي عن أبي جعفر
    عليه السلام قال :
    " دعا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بمنى . فقال : أيها الناس
    إني تارك فيكم الثقلين - أما إن تمسكتم بهما لن تضلوا
    كتاب الله وعترتي - والكعبة البيت الحرام ثم قال أبو
    جعفر عليه السلام : أما كتاب الله فحرفوا ، وأما الكعبة
    فهدموا ، وأما العترة فقتلوا ، وكل ودائع الله قد نبذوا
    ومنها قد تبرأوا " .
    4 - ما عن الصدوق في الخصال بإسناده عن جابر عن النبي قال :
    " يجئ يوم القيامة ثلاثة يشكون : المصحف ،
    والمسجد ، والعترة . يقول المصحف يارب حرفوني
    ومزقوني ، ويقول المسجد يارب عطلوني وضيعوني ،
    وتقول العترة يارب قتلونا ، وطردونا ، وشردونا . . . " .
    5 - ما عن الكافي والصدوق ، باسنادهما عن علي بن سويد . قال :
    " كتبت إلى أبي الحسن موسى صلى الله عليه واله وسلم وهو في الحبس
    كتابا إلى أن ذكر جوابه عليه السلام بتمامه ، وفيه قوله
    عليه السلام اؤتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه " .
    6 - ما عن ابن شهراشوب ، باسناده عن عبد الله في خطبة أبي عبد الله
    الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء ، وفيها :
    " إنما أنتم من طواغيت الامة ، وشذاذ الاحزاب ،
    ونبذة الكتاب ، ونفثة الشيطان ، وعصبة الاثام ،
    ومحرفي الكتاب " .
    7 - ما عن كامل الزيارات ، باسناده عن الحسن بن عطية ، عن أبي عبد الله
    عليه السلام قال :
    " إذا دخلت الحائر فقل : اللهم العن الذين كذبوا رسلك وهدموا كعبتك ، وحرفوا كتابك . قال أبو عبد الله عليه السلام أصحاب العربية يحرفون
    كلام الله عز وجل عن مواضعه " .
    المفهوم الحقيقي للروايات :
    والجواب عن الاستدلال بهذه الطائفة : أن الظاهر من الرواية الاخيرة تفسير
    التحريف باختلاف القراء ، وإعمال اجتهاداتهم في القراءات . ومرجع ذلك إلى
    الاختلاف في كيفية القراءة مع التحفظ على جوهر القرآن وأصله وقد أوضحنا
    للقارئ في صدر المبحث أن التحريف بهذا المعنى مما لا ريب في وقوعه ، بناء
    على ما هو الحق من عدم تواتر القراءات السبع ، بل ولا ريب في وقوع هذا
    التحريف ، بناء على تواتر القراءات السبع أيضا ، فإن القراءات كثيرة ، وهي
    مبتنية على اجتهادات ظنية توجب تغيير كيفية القراءة . فهذه الرواية لا مساس
    لها بمراد المستدل .
    وأما بقية الروايات ، فهي ظاهرة في الدلالة على أن المراد بالتحريف حمل
    الايات على غير معانيها ، الذي يلازم إنكار فضل أهل البيت - عليهم السلام -
    ونصب العداوة لهم وقتالهم . ويشهد لذلك - صريحا - نسبة التحريف إلى
    مقاتلي أبي عبد الله - عليه السلام - في الخطبة المتقدمة .
    ورواية الكافي التي تقدمت في صدر البحث ، فإن الامام الباقر - عليه السلام -
    يقول فيها :
    " وكان من نبذهم الكتاب أنهم أقاموا حروفه ،
    وحرفوا حدوده " .
    وقد ذكرنا أن التحريف بهذا المعنى واقع قطعا ، وهو خارج عن محل النزاع ،
    ولولا هذا التحريف لم تزل حقوق العترة محفوظة ، وحرمة النبي فيهم مرعية ،
    ولما انتهى الامر إلى ما انتهى إليه من اهتضام حقوقهم وإيذاء النبي - ص - فيهم .
    الطائفة الثانية : هي الروايات التي دلت على أن بعض الايات المنزلة من
    القرآن قد ذكرت فيها أسماء الائمة - عليهم السلام - وهي كثيرة :
    منها : ما ورد من ذكر أسماء الائمة - عليهم السلام - في القرآن ، كرواية
    الكافي بإسناده عن محمد بن الفضيل بن أبي الحسن - عليه السلام - قال : ولاية علي بن أبي طالب مكتوبة في جميع صحف
    الانبياء ، ولن يبعث الله رسولا إلا بنبوة محمد و " ولاية "
    وصيه ، صلى الله عليهما وآلهما " .
    ومنها : رواية العياشي بإسناده عن الصادق عليه السلام :
    " لو قرئ القرآن - كما أنزل - لالفينا مسمين " .
    ومنها : رواية الكافي ، وتفسير العياشي عن أبي جعفر - عليه السلام - وكنز
    الفوائد بأسانيد عديدة عن ابن عباس ، وتفسير فرات بن إبراهيم الكوفي بأسانيد
    متعددة أيضا ، عن الاصبغ بن نباتة . قالوا : قال أمير المؤمنين - عليه السلام - :
    " القرآن نزل على أربعة أرباع : ربع فينا ، وربع
    في عدونا ، وربع سنن وأمثال ، وربع فرائض
    وأحكام ، ولنا كرائم القرآن " .
    ومنها : رواية الكافي أيضا بإسناده عن أبي جعفر - عليه السلام - قال :
    " نزل جبرئيل بهذه الاية على محمد - ص - هكذا :
    وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا - في
    علي - فأتوا بسورة من مثله " .
    والجواب عن الاستدلال بهذه الطائفة :
    أنا قد أوضحنا فيما تقدم أن بعض التنزيل كان من قبيل التفسير للقرآن
    وليس من القرآن نفسه ، فلا بد من حمل هذه الروايات على أن ذكر أسماء الائمة
    - عليهم السلام - في التنزيل من هذا القبيل ، وإذا لم يتم هذا الحمل فلا بد من

    طرح هذه الروايات لمخالفتها للكتاب ، والسنة ، والادلة المتقدمة على نفي
    التحريف . وقد دلت الاخبار المتواترة على وجوب عرض الروايات على الكتاب
    والسنة وأن ما خالف الكتاب منها يجب طرحه ، وضربه على الجدار .
    ومما يدل على أن اسم أمير المؤمنين عليه السلام لم يذكر صريحا في القرآن حديث
    الغدير ، فإنه صريح في أن النبي - ص - إنما نصب عليا بأمرالله ، وبعد أن
    ورد عليه التأكيد في ذلك ، وبعد أن وعده الله بالعصمة من الناس ، ولو كان
    اسم " علي " مذكورا في القرآن لم يحتج إلى ذلك النصب ، ولا إلى تهيئة ذلك
    الاجتماع الحافل بالمسلمين ، ولما خشي رسول الله - ص - من إظهار ذلك ، ،. . " .
    ليحتاج إلى التأكيد في أمر التبليغ وعلى الجملة : فصحة حديث الغدير توجب الحكم بكذب هذه الروايات التي
    تقول : إن أسماء الائمة مذكورة في القرآن ولا سيما أن حديث الغدير كان في
    حجة الوداع التي وقعت في أواخر حياة النبي صلى الله عليه واله وسلم ونزول عامة القرآن ،
    وشيوعه بين المسلمين ، على أن الرواية الاخيرة المروية في الكافي مما لا يحتمل
    صدقه في نفسه ، فإن ذكر اسم علي عليه السلام في مقام إثبات النبوة والتحدي على
    الاتيان بمثل القرآن لا يناسب مقتضى الحال . ويعارض جميع هذه الروايات
    صحيحة أبي بصير المروية في الكافي . قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن
    قول الله تعالى :
    " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم

    " قال : فقال نزلت في علي بن أبي طالب والحسن
    والحسين - ع - فقلت له : إن الناس يقولون فما له لم
    يسم عليا وأهل بيته في كتاب الله . قال عليه السلام :
    فقولوا لهم إن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم نزلت عليه الصلاة ولم
    يسم الله لهم ثلاثا ، ولا أربعا ، حتى كان رسول الله
    صلى الله عليه واله وسلم هو الذى فسر لهم ذلك
    فتكون هذه الصحيحة حاكمة على جميع تلك الروايات ، وموضحة للمراد
    منها ، وأن ذكر اسم أمير المؤمنين عليه السلام في تلك الروايات قد كان بعنوان
    التفسير ، أو بعنوان التنزيل ، مع عدم الامر بالتبليغ . ويضاف إلى ذلك أن
    المتخلفين عن بيعة أبي بكر لم يحتجوا بذكر اسم علي في القرآن ، ولو كان له
    ذكر في الكتاب لكان ذلك أبلغ في الحجة ، ولا سيما أن جمع القرآن - بزعم
    المستدل - كان بعد تمامية أمر الخلافة بزمان غير يسير ، فهذا من الادلة الواضحة
    على عدم ذكره في الايات .
    الطائفة الثالثة : هي الروايات التي دلت على وقوع التحريف في القرآن
    بالزيادة والنقصان ، وان الامة بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم غيرت بعض الكلمات وجعلت . مكانها كلمات أخرى . فمنها : ما رواه علي بن ابراهيم القمي ، بإسناده عن حريز عن أبي عبد الله
    عليه السلام : " صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين " .
    ومنها : ما عن العياشي ، عن هشام بن سالم . قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام
    عن قوله تعالى :
    " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل
    عمران 33 : 3 " .
    قال : هو آل إبراهيم وآل محمد على العالمين ، فوضعوا اسما مكان اسم . أي
    انهم غيرا فجعلوا مكان آل محمد آل عمران .
    والجواب :
    عن الاستدلال بهذه الطائفة - بعد الاغضاء عما في سندها من الضعف - أنها
    مخالفة للكتاب ، والسنة ، ولاجماع المسلمين على عدم الزيادة في القرآن ولا حرفا
    واحدا حتى من القائلين بالتحريف . وقد ادعى الاجماع جماعة كثيرون على عدم
    الزيادة في القرآن ، وأن مجموع ما بين الدفتين كله من القرآن . وممن ادعى الاجماع
    الشيخ المفيد ، والشيخ الطوسي ، والشيخ البهائي ، وغيرهم من الاعاظم قدس الله
    أسرارهم . وقد تقدمت رواية الاحتجاج الدالة على عدم الزيادة في القرآن .
    الطائفة الرابعة : هي الروايات التي دلت على التحريف في القرآن
    بالنقيصة فقط .
    والجواب عن الاستدلال بهذه الطائفة :
    أنه لا بد من حملها على ما تقدم في معنى الزيادات في مصحف أمير المؤمنين
    - عليه السلام - وإن لم يمكن ذلك الحمل في جملة منها فلا بد من طرحها لانها مخالفة
    للكتاب والسنة ، وقد ذكرنا لها في مجلس بحثنا توجيها آخر أعرضنا عن ذكره
    هنا حذرا من الاطالة ، ولعله أقرب المحامل ، ونشير إليه في محل آخر إن شاء
    الله تعالى .
    على أن أكثر هذه الروايات بل كثيرها ضعيفة السند . وبعضها لا يحتمل
    صدقه في نفسه . وقد صرح جماعة من الاعلام بلزوم تأويل هذه الروايات أو
    لزوم طرحها .
    البيان للسيد الخوئي ص226 ـ 234



يعمل...
X