إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تطوير النفس للخطيب الحسيني على الطريقة الاكاديمية؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تطوير النفس للخطيب الحسيني على الطريقة الاكاديمية؟

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
    يحتاج مجود القران الكريم والمنشد الحسيني والمذيع والممثل والمرتل أو أي إنسان يتعامل مع صوته فنيا إلى السيطرة التامة على أجهزته التنفسية والتحكم بكيفية عمل تلك الأجهزة لكي تسهل عليه مهمة إلقاء الجمل الإخبارية أو النص ألقراني المجود أو المواد الأخرى من غير تعب وعناء أو إجهاد فان معظم عيوب الإلقاء(والتجويد القرآني)نوع من الإلقاء الفني بل هو أصعب أنواع الإلقاء لما فيه من دقة إيصال المعنى الذي تحتويه مضامين الآيات المجودة مع مراعاة كافة الجوانب الفنية الأخرى الذي يوآخذ عليها القارئ المجود من أحكام تلاوة ووقف وابتداء ومتابعة الصوت والمقام والنفس كالها ترجع إلى التنفس الخاطئ أو التنفس الضعيف لان ذلك يؤدي إلى.
    1.عدم إيصال الكلمات الأخيرة من النص القرآني أو الجملة في الموشح الديني إلى المستمعين بسبب قلة كمية الزفير المتبقي في الرئتين والذي يدفعها إلى الخارج.
    2.عدم إكمال الجمل الطويلة التي يقتضي معناها عدم السكوت بين كلماتها حيث ترتبط الواحدة بالأخرى في الحركة والمعنى .
    3.ظهور اللاهثات المتكررة لدى القارئ والمنشد والمذيع في المايكروفون بسبب اضطراره إلى اخذ الشهيق وإعطاء الزفير المتكرر.
    4.فقدان السيطرة على النص ألقراني بسبب الانشغال في تنظيم عملية التنفس بعد أن يفقد الشخص السيطرة عليها.
    5.توتر أجهزة التنفس الذي يؤدي بدوره إلى توتر أجهزة الصوت وشد الأوتار
    6.يفقد المجود القرآني السيطرة على النص القرآني من زاوية مواقف الابتداء والانتهاء التي تسبب خلل في المعنى القرآني وبالتالي يكون تأثيره واضح على الدرجة التقيمية من هذا الجانب.الصوتية لدى القارئ وتعرضها إلى التخريب.
    وتلافيا لكل هذه المحاذير علينا إن ننظم عملية التنفس تنظيما مدركا يجعلنا نتحكم في كمية الشهيق المأخوذ ونتحكم في كميات الزفير المخرجة مع الكلمات, وقبل هذا علينا أن نحدد الخطوات التي تتم فيها عملية التنفس الصحيح(1).
    من الواضح إن الرئتين موضوعتان في القفص الصدري يكبر بالارتفاع وتتمدد الرئتان تبعا لذلك ويؤدي ذلك إلى انبساط الحجاب الحاجز نتيجة لسحبه بواسطة الإضلاع .ثم يصغر بالانخفاض وتقلص الرئتان تبعا لذلك بالإضافة إلى تحدب الحجاب نتيجة الارتخاء,وهكذا فان الحجاب الحاجز يرتخي برجوع القفص الصدري إلى مكانه وارتخاء الحجاب يؤدي إلى دفع كمية الزفير خارج الرئتين.وقد لاندرك اثر توتر وارتخاء الحجاب الحاجز على التنفس في حالته الاعتيادية وربما كان إدراكنا لهذه العملية يساعدنا على السيطرة على إخراج الزفير أثناء الكلام بكميات مناسبة .إن هاتين الحركتين مرتبطتان معا وتعتمد الواحدة على الأخرى .وعلى المجود ألقراني والمنشد الحسيني والمبتهل والمتشح أو المذيع أن يعرف كيف يستفيد من هذا الارتباط وينظمه .
    إن عملية استعمال الحجاب الحاجز كلجام لكبح جماح القفص الصدري في رجوعه إلى مكانه أثناء الزفير تسمى (عملية حجز القفص الصدري )إذ يبقى القفص الصدري مرتفعا إلى الأعلى فترة من الزمن وإرخاء الحجاب مع الكلمات الأولى وهناك من يطلق على هذه العملية عملية(مصرف الهواء) أي إننا نخزن الهواء في الرئتين ونبدأ بتفريغه قليلا قليلا مع الكلمات ولانصرفه مرة واحدة فينتهي ما لدينا من رصيد سريعا مما يضطرنا إلى وضع كمية أخرى من الهواء في ذلك المصرف أن ادخار الهواء وتصريفه بشكل متساو مع كلمات الجمل يساعدنا على إلقاء أكثر عدد من تلك الكلمات بزفير واحد . ويمكننا اختبار عملية حجز القفص الصدري بواسطة وضع أصابع إحدى اليدين على منطقة الحجاب ووضع أصابع اليد الأخرى على طرف القفص الصدري فسوف نلاحظ ارتفاع اليد الأولى عند الشهيق وابتعاد اليد الثانية وبعكسه عند الزفير.
    وخلاصة القول فان المجود القرآني أو المنشد الحسيني أو الخطيب أو المذيع إذا أراد أن يحصل على تنفس صحيح أثناء الأداء فعليه أن يتبع( القانون التالـــــــــــــي أن يأخذ اكبر كمية من الهواء عند الشهيق بدون توتر.وان يصرفه بأطول وقت ممكن أثناء الزفير بدون توتر)(2).
    إن إدخال الهواء وتصريفه في عمليتي الشهيق والزفير بشكل منظم مع أحرف النص القرآني والموشح والنشيد الديني ومقاطعه يساعدنا على تجويد أو إنشاد الكلمات المجودة أو الملحنة بزفير واحد ويمكننا اختبار أو تحسس عملية إدخال الهواء وتصريفه بواسطة وضع أصابع احد اليدين على البطن ووضع الأخرى على طرف القفص الصدري فسوف نلاحظ ارتفاع اليد الأولى عند الشهيق وابتعاد اليد الثانية عند الزفير. ان عملية التنفس التي تتم بشكل تلقائي يتحكم فيها المخ عموما ومركز التحكم في التنفس الموجود في المخ خصوصا بحيث يصدر أوامر عصبية للعضلات التي تحيط بالتجويف الصدري ,واهم هذه العضلات هي الحجاب الحاجز بحيث إن انقباض هذه العضلات يؤدي إلى صغر حجم التجويف الصدري وبالتالي تقلص وانقباض وهذا يسمح بعمليتي الشهيق والزفير أن يتمان بصورة دورية .
    أن الكثيرين لايعرفون حقيقة ,أهمية عملية التنفس ...إذ دلت التجارب والدراسات العملية ,إن لهذه العملية ,(تنظيم التنفس) أثر كبير في نطق الكلام بشكل ساحر وجميل ,وانه يمكن للمجود والمنشد والمرتل ألقراني من أن يتدفق بكلامه وحواره ,مهما طالت الكلمات وتعقدت وصعبت الجمل والتراكيب أو الآية القرآنية أو النعي لدى قارئ التعزية الحسينية في ذكر مصائب أهل البيت (عليهم السلام ) حتى انه يمكن للملقي الذي نظم تنفسه وامتلك طاقة تنفسية جيدة من أن يلقي عدة اسطر طويلة من آيتين من القرآن أو أكثر..أو يلقي عدة أبيات متعلقة بعضها ببعض ولايمكن الوقوف الكامل بها ويوفر تنظيم التنفس للطالبين والراغبين فيه ,صوتاً جميلاً وأداً ممتاز كما أنه يعطي الملقي أو( المجود القرآني) ويوفر له شخصية ثابتة مركزة واثقة من نفسها .
    هناك علاقة جدلية بين التنفس وثبات جأش الإنسان بالإضافة إلى إن الذي يتنفس بشكل جيد وقد نظم تصريف الهواء لديه لسوف يمتلك صحة وعافية يغبطه عليها الكثيرون.والذي يهمنا في هذا المجال اكسر من أي شيء آخر ,هو التأكيد على أهمية عملية تنظيم التنفس وتبيان قدراته ,والتي مررنا بها كما أسلفنا وللزيادة في ذلك نحاول أن نبين مدى تأثير وتنظيم عملية التنفس في الحصول على الصوت الجميل العذب والمؤثر عند المتلقي والسامع حسب المصادر الموثقة والحقائق العلمية التي تدعو إلى الدهشة والعجب .إن علماء التشريح (لم يلحظوا أي فرق مادي بين حناجر النوع الإنساني .فحنجرة الإنسان ذي الصوت الرخيم الذي يسحر العقول والألباب ,لاتكاد تختلف عن حنجرة الفلاح البسيط من الناحية التشريحية فليس في حنجرة المجود القرآني أو الردود الحسيني أو المنشد الديني إي عنصر مادي تمتاز به عن حنجرة غيره من الناس ,وإنما الفرق في الموهبة التي اختص بها هولآء المبدعين من السيطرة على عملية التنفس فهو اقدر من غيره على تنظيم تنفسه والسيطرة على الهواء المندفع من الرئتين والقدرة على تكييفه وإخضاعه لنظام خاص في جريانه من الرئتين حتى يصدر من الفم أو الأنف هذا هو كل شيء في التجويد أو الإنشاد الديني أو الابتهال أو الإلقاء من المذيع أو ما يسمى جمال الصوت . وقليل من الناس يستطيعون السيطرة على تنفسهم وإخضاعه لإرادتهم كما يفعل المجودون الكبار والمنشدون أو المبتهلون فالمجود يستطيع بعد شيء من التمرين أن يملك زمام تنفسه وان يحدد عدد ذبذبات الوترين الصوتيين كما يشاء وبذلك ينوع في درجات صوته كما يوحي إليه أداءه الفني وإبداعه الخاص به ومن تلك الدرجات الصوتية المتباينة أي المختلفة في الدرجة والمسافة يكون مجموعة منسجمة من الأصوات التي اصطلحنا عليها بالإنشاد أو التجويد الجميل ,إن عنصر المران ,إي التمرين للرئتين شرط أساسي في الحصول على النتائج المطلوبة ..إن الحصول على اكبر كمية من الهواء بدون توتر أثناء عملية الشهيق وان يصرف ذلك الهواء بأطول وقت ممكن بدون توتر أثناء عملية الزفير ولعدة مرات يوميا ونزيد عدد المرات حسب جدول زمني مرسوم يعطي الفرصة لأي متدرب من أن يكون قادرا أو متمكنا في صوته وتجويده وإلقاءه بالإضافة إلى حصوله على صوت جميل( 3) لم يكن متوفر لديه قبل إجراء تلك التمارين.وقبل أن ننتهي من هذه النقطة ,ينبغي أن نشير إلى إن الأداء أو فن الإلقاء أو التجويد له علاقة وطيدة بعملية تنظيم التنفس..فربما يملك شخص خامة صوتية جميلة إلا انه لا يستطيع السير في مشوار الأداء والتجويد أو الإلقاء أو قراءة الموشح الديني او النشيد الحسيني أو ماكان في مدح الوطن من اجل تهيج المشاعر والأحاسيس لحمايته والدفاع عنه فتكون هناك صعوبة بالغة في طرق الأداء والتعبير في هذه المجالات التي في صدد ذكرها , أو لربما تجهض الكلمة أو الجملة عند الإلقاء كما يتطلبه الموقف وإبراز الشخصية بسبب عدم استطاعة الرئتين (مصرف الهواء) من ان يسعف الملقي طاقة كافية من الهواء المطلوب وبشكل منظم نتيجة إفلاسه من رصيده من الهواء.
    -------------------------------------
    1-فن الالقاء ،سامي عبد الحميد وبدري حسون فريد،مط جامعة بغداد،1980.
    2-تدريب الصوت البشري ،البوفسور الدكتور طارق حسون فريد ج1،المركز العراقي للدراسات الموسقية المقارنة،بغداد،2008م.
    3-حلية القران الكريم،محمدرضا الجابري،ج1،منشورات دار السيدة رقية،قم المقدسة،
    التعديل الأخير تم بواسطة مهدي الخزاعي ; الساعة 30-08-2013, 11:39 AM. سبب آخر:
يعمل...
X