إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاسترخاء والقوام وتمارينهما واثرهما في تطوير تنفس الخطيب الحسيني ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاسترخاء والقوام وتمارينهما واثرهما في تطوير تنفس الخطيب الحسيني ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الالذين اصطفى
    هناك شيء مهم لابد ان لايغفل عنه الخطيب الحسيني وهذا الشيء مهم في حياة الخطيب المتعلم اكاديميا وله الدور الفاعل في ابداع وتطور الخطيب الحسيني والمجود القراني والرادود الحسيني وهو جانب الاسترخاء وكذلك جانب القوام الذي يعبر عن الاخير بالاعتدال.
    يسير الاسترخاء جنبا إلى جنب مع تطور قابلياتنا على السيطرة على التنفس لان أي تصلب في عضلات الجسم يؤدي إلى تصلب أجهزة التنفس ويعرقل عملها بحرية وان الاسترخاء يهيء المرونة الكافية للجسم لكي يتكيف ويتهيأ لكافة التغيرات المحتملة .ولانعني بالاسترخاء الخمول التام بل نعني بل نعني فيه راحة أعضاء الجسم مع التحفيز ويشير ستانسلافسكي كتابه (ممثل يتهيأ) إلى أهمية الاسترخاء ويذكر كيف أن ممثلة معينة كانت عصبية المزاج بشكل غير طبيعي حيث لم يكن ترتخي عواطفها إلا نادرا وكان ذلك ينعكس على عضلات وجهها,فتتقلص في اللحظات الدراماتيكية وكانت تعاني الكثير من جراء هذا التوتر وكان عليها أن تجد طريقا للتخلص منه ولم تجد غير أن تحاول إرخاء جميع عضلات جسمها,وعن هذا طريق استطاعت إرخاء عضلات وجهها.ويمكن تشبيه الاسترخاء بمرونة أية مادة حيث يمكنك أن تصنع منها ماتشاء وان تغيرها بالأشكال التي تريدها من غير أن تنكسر أو تخرب .(وهناك علاقة متينة بين الوعي والاسترخاء حيث يكون الأول ضابطا للثاني ومحركا له ويوجههه كما يشاء )(1)
    .,فإذا أردنا أن نوتر جزء من أجزاء الجسم علينا إلا أن نجعل الأجزاء الأخرى تتوتر بدورها فتؤثر على هذا الجزء .والمعروف إننا نحتاج إلى درجات معينة من الشدة والتوتر أثناء التعبير عن الحالات العاطفية المتصاعدة والمتدفقة ولكن إذا أثرت تلك الحالات تأثيرا بالغا على العضلات وأدى ذلك إلى في الشدة فما علينا إلا أن نخفف منها حتى لاتكون تلك الشدة عائقا لتنفيذ مانريد .
    إن التوتر الزائد يؤدي إلى اختلال سيطرة المجود ألقراني والمذيع والمنشد الحسيني آو الممثل في المسرح الحسيني على نفسه وعلى حركته وعلى أدائه ويوقعه في كثير من الأخطاء, كما سيوثر على أجهزة الصوت علاوة على أجهزة التنفس فانه يؤدي إلى شد الأوتار الصوتية وظهور الطبقات العالية المؤذية ويؤدي إلى تغير المؤدي درجة صوته الحقيقية والتعبير الفني فانه سوف يخرج من إطار رسمه من الوصول إلى درجة الإبداع والتأثير في السامع وهذا سوف يفقد مع سيطرة التوتر وعدم انفكاك وتحرر المؤدي عنه على اختلاف طبقاته ومستوياته الأدائية,ولأدراك العلاقة بين الاسترخاء وحرية عمل أجهزة التنفس علينا ان نقوم بالتجربة التالية ,نستلقي على الأرض بعد ان نضع الرأس على علو مناسب (كتابين مثلا) لكي يكون الرأس والجسم بمستوى واحد ثم نترك الذراعين مطروحتين الى الجانب وراحتي اليد على الأرض على بعد (ست انجات )عن الجسم ونترك الساقين بحالة استرخاء تام حيث يسقط القدمان باتجاه الأرض ويكون الساقان متباعدين عن بعضهما مسافة (18)انج ثم نسحب الساق اليمنى باتجاه الجسم ونكسر الركبة حتى يستقر كف القدم على الأرض ثم نسحب الساق اليسرى بنفس الطريقة وعلينا أن ننجز العملية بحرية تامة ومن غير ماشدة عضلية وسنرى إن العمود الفقري يتخذ وضعه المستقر على الأرض وملامسا لها وفي حالة شعورنا بوجود فراغ بين ظهرنا وبين الأرض فيمكن أن نسحب الساقين باتجاه الجسم أكثر .ثم نضع إحدى اليدين على منطقة الحجاب الحاجز لنتحسس حركته بصعود البطن وهبوطها ,ثم نأخذ شهيقا عميقا ونتوقف لحظات ثم نرمي بالزفير خارج الرئتين ونتوقف لحظات ثم نعود فنأخذ الشهيق ونتوقف ثم نرمي بالزفير ونرتاح وهكذا نستطيع أن نختبر حرية أجهزة التنفس .

    ثانياً : الِقَوام وأثره في الطاقة التنفسية: القوام في تعريفه هو عملية الجلوس أو القيام الصحيح أثناء التجويد القرآني آو الخطابة أو الإنشاد تكون فيه أعضاء النطق(الصوت) وأعضاء التنفس محررة وغير مقيدة وتكون بوضعها الطبيعي من اعتدال الرأس وبروز الصدر واستقامة العمود الفقري.(للقوام واعتداله أهمية بالغة في الحصول على صوت قوي ورنان وفي الحصول على حرية كاملة في للتصرف بالصوت والتأكد من النطق)
    وللقوام علاقة واضحة بالاسترخاء الذي تكلمنا عنه بالفقرة السابقة فإذا كان الجسم مسترخيا استرخاء مناسبا عندئذ يكون معتدلاً,وإذا كان القوام بوضعه الصحيح عندئذ يكون الجسم بحالة استرخاء وان أي اعوجاج أو تحدب أو تقعر في الجذع يؤدي إلى توتر في جزء من أجزاء الجسم فإذا لم يكن الرأس في موضعه الصحيح فان القصبة الهوائية والبلعوم والحنجرة لأتكون حرة ,وإذا لم يكن الصدر في موضعه الصحيح فان حركته ستتعثر وتتأثر وإذا لم يكن وسط الجسم بحالة اعتدال فان ذلك يؤثر على حركة الحجاب الحاجز .ويمكن تشبيه القوام المعتدل بأنبوب الماء المعتدل الذي يجري فيه الماء بحرية وتدفق ولكن إذا كان الأنبوب معوج فان الماء سيجد صعوبة في السير فيه .ويكون القوام صحيحاً عندما يكون مركز الثقل في وسط الحوض وتكون الوضعية رديئة إذا تدلى أمام الجسم .وكذلك إذا رجع الرأس إلى الخلف , وتكون الوقفة خاطئة إذا ارتفع الصدر إلى الأعلى أكثر ,مما يجب كما يفعل بعض العسكريين وتكون الوضعية خاطئة أيضا إذا اندفعت الأكتاف إلى الخلف أو إذا تقوست إلى الأمام .والمهم في اعتدال القوام هو وجود العلاقة الصحيحة بين كل عضو من أعضاء الجسم والأخر. .

    ثالثاً تمارين على الاسترخاء ذات فعالية مؤثرة في الطاقة التنفسية: - نقف باعتدال تام ومن غير توتر في أي جزء من الجسم ,ثم نرخي أعضاء الجسم من الأعلى أي من الرأس فيسقط على الصدر ,ثم نرخي الصدر بحيث يسقط الكتفان ,ثم نرخي القفص الصدري ونرخي البطن ,ثم نرخي الوسط فينحني الجسم وتتدلى اليدان أمامنا ,ثم نرخي الفخذين والساقين حتى نكاد نجلس القرفصاء وبعد هذا نعكس العملية بان نوتر الساقين والفخذين ونصعد بالتوتر حتى الرأس7 . (2)- نجلس على الكرسي بشكل معتدل ثم نترك الزراعيين يتدليان على الكرسي ثم نترك الرأس يسقط على الجسم ونظل بهذه الحالة لحظات ثم نرفع الرأس إلى الأعلى ونجعله يسقط باسترخاء إلى الخلف .ونبقى هكذا لحظات ثم نعيد الرأس إلى مكانه الطبيعي.
    (3)- نستلقي على الأرض بارتخاء تام ثم نوتر القدمين ثم الساقين ثم الفخذين ثم الوسط ثم الصدر ثم الكتفين ثم الرقبة ونعود نرخي الرقبة ثم الكتفين ثم ننزل بالارتخاء إلى القدمين(2).
    رابعا تمارين على اعتدال الِقوام ذات تأثير على تطويرا لطاقة التنفسية:
    (1)- قف أمام الكرسي وافتح الساقين بمسافة مناسبة على أن يكون الجسم بحالة استرخاء والرأس في وضعه الصحيح ومستوى النظر موازيا إلى الأرض ثم اجلس على أن تحافظ على بقاء الجذع في وضعه الصحيح بحث يكون بزاوية حادة مع المقعد ثم اعتدل بحيث يصبح الجذع بزاوية قائمة مع المقعد وهكذا تتم عملية الجلوس بمرحلتين .ثم قم على مرحلتين أيضا الأولى مل بالجذع كاملا إلى الأمام بزاوية حادة مع المقعد والثانية استقم بالوقوف وحافظ على بقاء الرأس بوضعه الصحيح بحيث لايميل إلى الأسفل ولا يرجع إلى الخلف.
    (2)- قف معتدلاً والرأس في وضعه الصحيح وضع كتابا في قمة راسك ثم امشي بحيث تحافظ على بقاء الكتاب فوق راسك ولتبقي الرؤية موازية للأرض.
    (3)- قف معتدلاً ثم اثني الساقين كأنك تجلس على كرسي ثم ادفع بالجسم من الوسط إلى الخلف حتى يصبح ظهرك موازيا للأرض ثم اعتدل على أن يتم الاعتدال على مرحلتين الأولى بثني الساقين من الركيتين ثم بالاعتدال التام.
    خامسا التلاعب بأوتار الحنجرة وأهمية التناسق فيها: إن هذا البحث عانينا فيه الكثير في الدورات التي أقمناها في العتبة المقدسة مابين العوام (2008-2010)بسبب عدم تفهم المجود المبتدئ لهذه البداية المهمة في مسيرته التجويدية العلمية فمن المعروف هو أن خفض الحنجرة يمكن أن يجعل الصوت واطئا,وهكذا من خلال رفع الحنجرة يمكن أن يبلغ الصوت نغماته العليا .ومع ذلك فلا واحدة من الحالتين تجعل الأصوات جيدة حقا حيث تصبح تلك المنخفضة منها خشنة وبلعوميه ,أما الأصوات العالية فتصبح مجلجلة (مصر صرة ) ونحيفة غير متدربة .وعادة مايكون الغناء من الحبال الصوتية مباشرة شيئا مستبعدا وذلك لان في حالة مهاجمة هواء الزفير فتحة الحنجرة تحتك الحبال الصوتية الواحدة بالأخرى وتتهيج نتيجة لذلك ,والتنفس الجيد ذا قيمة كبيرة ولكنه يستطيع جعل الحبال الصوتية في حالة اهتزاز فقط ,ولاشئ أكثر من ذلك ,وعند اهتزازها بصورة صحيحة يتغير هواء الزفير إلى صوت مسموع حالا لمختلف الأشكال والأنواع والدلالات اللفظية.
    والإشارة بكثرة إلى دوي طنين الصوت أو تركيزه إلى أمام الوجه يكون ذو متجه مشكوك في أمرها ,وهي تخدع المنشد الحسيني أو المجود القرآني والمبتهل والمغني الديني فترة من الزمن ,وليس هناك وصفة جاهزة او خدعة صوتية بامكانها مساعدة المتدرب في بحثه عن الصوت المتكامل .فالطبية تزود الوسيلة فقط التي يتم بها النشاط الضروري لانجاز مادة الصوت الصحيحة لاإراديا أي ذاتيا ,وبدون الحاجة لأي جهد من جانب المنشد الحسيني أو المجود لآيات الذكر الحكيم وكل من يتعامل مع صوته فنياً.إن الحاجة الكلية لمثل هذه النتيجة المفرحة هو توحيد القوة العضلية للجهاز الصوتي الصحيح ليكون متساويا في جميع أجزائه
    وعندما تعمل الأجزاء المختلفة للجهاز الصوتي بتوافق تام وبقوة متساوية آنذاك سيكون الصوت هو المرغوب فيه والمعبر عن مضامينه والقوي والجميل .ولكن مثل هذا التوافق التام للقدرة الصوتية قليلة الحدوث عند الإنشاد أو التجويد أو الابتهال والخطابة الحسينية ,بسبب إن العضلات من اللسان والى عظمة اللسان ومن ثم إلى الحنجرة كلها ضعيفة جدا لاتساعد على دعم الأجزاء القوية للميكانيكية الصوتية .فعضلات اللسان هي التي بحاجة إلى اهتمامنا عند البحث عن القوى المتماثلة وذلك للأسباب التالية :
    (1)- هذه العضلات قد عُيّنت مواضعها في مركز الجهاز الصوتي الذي هو اللسان, وإنها تمس سقف الفم من الأعلى والحنجرة من الأسفل ,لذا من الطبيعي تسحب كلا النهايتين نحو كل منهما.
    (2)-عضلات اللسان وعظمة اللسان هذه هي الوحيدة في داخل الجهاز الصوتي حرةً كلياً,لذا يكون من الممكن قوله :إنهما لايرتبطان أبدا بالعظام الثابتة كالعضلات الأخرى في الجسم ,كما لهما أيضا عصب منفصل احتياطي.
    (3)- بسبب كون هذه العضلات حرة فان باستطاعتها أن تُجلِب تحت السيطرة الطوعية للمنشد والمجود والمبتهل,وعندما يتم تعلم استعمال هذه العضلات سوية مع العضلات الأخرى للجهاز الصوتي كوحدة متوازن النغمات ستكون آنذاك كبيرة وراقية وإذا فشل في استعمالها سيعاني في عملية تنغيمها(3).
    -------------------------------------------------
    1-تربية الصوت البشري، ج2,الدكتور طارق حسون فريد,ص90.
    2-. البرنامج الصوتي لتطوير قابليات مجودي القران الكريم ومجالس التعزية(في الطاقة الصوتية والتنفسية) . الشيخ مهدي الخزاعي,مطبوعات شعبة الطباعة .العتبة الحسينية المقدسة,2009م
    3-. فن الالقاء، الدكتور سامي عبد الحميد و الدكتور بدري حسون فريد، مط جامعة. بغداد,1980.
    من المواضيع الجديدة
    التعديل الأخير تم بواسطة مهدي الخزاعي ; الساعة 01-09-2013, 07:25 AM. سبب آخر:
يعمل...
X