إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح كتاب حاشية الملا عبد الله - الدرس الثالث

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح كتاب حاشية الملا عبد الله - الدرس الثالث

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قول المصنف: مقدمة : العلم ان كان اذعانا للنسبة فتصديق والافتصور
    قول الشارح (قده ) : قوله مقدمة اي هذه مقدمة يتبين فيها امور ثلاثة رسم المنطق وبيان الحاجة اليه وموضوعه وهي مأخوذة من مقدمة الجيش .
    تعارف في بداية الكتب ذكر ما يعرف بالمقدمة واختلف في اصل معناها اللغوي والذي اختاره الشارح انها موضوعة لمقدمة الجيش ثم نقلت الى المعنى الاصطلاحي الذي سنذكره لاحقا حيث انهم كانوا يقسمون الجيش الى خمسة اقسام هي : المقدمة والمؤخرة والميمنة والميسرة والقلب . ولذا سموا الجيش بالخميس ، وهذا ما اشار اليه الشارح بقوله : ( مأخوذة من مقدمة الجيش ) اي منقوله منه .
    اما المعنى الاصطلاحي لمقدمة العلم هو : ما يتوقف عليه الشروع في دراسة العلم . والتي هي امور ثلاثة :
    1. تعريف العلم .
    2. بيان موضوعه .
    3. بيان الحاجة اليه .

    فتتوقف دراسة العلم على هذه الامور الثلاثة فمنها ما لا يمكن الشروع بدونه ومنها ما يجعل الدارس للعلم اكثر بصيرة والمهم في المقام بيان توقف الشروع في دراسة العلم على هذه الامور الثلاثة :
    اما وجه توقف الشروع على التعريف فلان الدارس لو لم يعرف ماهية وحقيقة العلم سيكون طالبا للمجهول المطلق وطلب المجهول المطلق محال ، بيان ذلك :
    انهم قرروا في فن المعقول ان النفس لا تتحرك نحو شئ ما لم تحصل اربعة امور وبعبارة فنية ان مبادئ الفعل في النفس اربعة هي :
    1. تصور ذلك الشئ .
    2. معرفة المصلحة المترتبة على فعله .
    3. تحقق ارادة في النفس لفعله .
    4. تحريك العضلات للفعل .

    ولنضرب مثالا على ذلك فمثلا البرلمانات اذا ارادت تشريع قانون معين كمنع التدخين فانها اولا تتصور وتتعرف على ماهية وحقيقة التدخين المراد منعه – وهذا ما نسميه مبحث التعريف – ثم يناقشون المصلحة المترتبة على المنع – وهذا ما نسميه مبحث اثبات الحاجة – ثم تتحقق لديهم ارادة لتشريعة فيحركون الجهات التنفيذية الحكومية لتحقيقه .
    ومن هنا يتبين ان لا يمكن توجه نفس الدارس نحو الشروع في دراسة علم معينما لم نتصور ونتعرف على ذلك العلم من خلال التعريف . فتوقف اذا الشروع على تعريف العلم .
    وكذلك يتضح توقف الشروع في دراسة العلم على معرفة المصلحة المترتبة على دراسة العلم لولا معرفتها اولا قبل الشروع يكون الشروع عبثا وفعلا لا غاية له فلابد اذاً من معرفة غاية العلم .
    اما معرفة الموضوع ففي الحقيقة هي مما لا يتوقف الشروع فيالدراسة عليه لكن معرفة موضوع االعلم يجعل الشارع في الدراسة على بصيرة في تمييز مسائل العلم عن غيرها ، لانه كما سيتضح لاحقا ان مهمة الموضوع هي تمييز العلم عن غيره بذكر ضابطة تميز مسائله عن غيرها فمثلا اذا عرف الدارس ان ضابط المسألة النحوية هي البحث عن الكلمة من ناحية الاعراب والبناء فاذا مرت عليه مسالة منطقية او طبية فسوف ينحيها جانبا لانها لا تدخل في العلم المراد دراسته .
    وهنا لابد من الاشارة الى ان قد يرد اشكال اتحاد الظرف والمظروف المتقدم على قول الشارح ( قده ) (اي هذه مقدمة يتبين فيها امور ثلاثة ) وتقرير الاشكال :
    ان المقدمة تقدم ان معناها الاصطلاحي ما يتوقف عليه الشروع في دراسة العلم والتي هي التعريف والموضوع والغاية فاذاً المقدمة هي الامور الثلاثة فاذا قلنا المقدمة يتبين فيها الامور الثلاثة صار المعنى الامور الثلاثة يتبين فيها الامور الثلاثة فيتحد الظرف – المقدمة- والمظروف – الامور الثلاثة وهذا لا يجوز؟
    والجواب :
    يمكن الاجابة عن الاكال السابق بعدة اجوبة فيقد يقال ان المقدمة هي الامور الثلاثة لكنها عنوان لها والامور الثلاثة معنون وهذا الاختلاف الاعتباري كاف في حل اتحاد الظرف والمظروف . ويمكن القول ايضا ان المراد من المقدمة احد المعاني السبعة المتقدمة التي للكتاب فالمقدمة جزء منه فكل معنى يطلق على الكتاب يصح اطلاقه على المقدمة لانها جزئه فيمكن ان يكون المراد من المقدمة النقوش او الالفاظ ويكون المراد من الامور الثلاثة المعاني فيكون المقصود هذه النقوش في بيان معاني الامور الثلاثة وهكذا في باقي الاحتمالات فينحل الاشكال .
    وقد ابدع المصنف التفتزاني في المختصر طريقا اخرى للجواب خلاصته ان لدينا مقدمة علم وهي ما يتوقف الشروع في دراسة العلم عليه ، ومقدمة كتاب والمراد منها طائفة من الالفاظ قدمت امام المقصود لنفعها فيه .
    وعليه يمكن الجواب بان المراد من المقدمة هنا هي مقدمة الكتاب والمراد من الامور الثلاثة مقدمة العلم فيكون المعنى مقدمة الكتاب التي يتبين فيها مقدمة العلم .
    لكن المحقق السيد الشريف الجرجاني اشكل عليه في شرح الرسالة الشمسية بان القوم لم يصطلحوا على مقدمة الكتاب وليس لديهم غير مقدمة العلم والكلام في مراد القوم لا في اصطلاح جديد .
    وقول الشارح : (والمراد منها هيهنا ) : اشارة الى ان المقدمة قد تطلق على معاني اخرى فقد يراد منها ما يتوقف عليه الدليل كمقدمات القياس وقد تطلق على ما يتوقف عليه صحة الدليل .
    التعديل الأخير تم بواسطة مقداد الربيعي ; الساعة 06-09-2013, 03:52 PM. سبب آخر:
يعمل...
X