بسم الله الرحمن الرحيم
(وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنةً للناس والشجرة الملعونة في القرآن)صدق الله العلي العظيم. سورة الإسراء/60
لو أردنا أن نقف عند هذه الآية المباركة لطال بنا المقام كثيراً ولكن سنوضح بعض الإمور:
1-إن هذه الآية نزلت عند رؤية النبي الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله)في نومه كأن قروداً تصعد منبره فساءه ذلك وغمه غماً شديداً فأنزل الله(وما جعلنا الرؤيا)إضافة إلى ذلك قال الإمام الباقر(عليه السلام)عندما سؤل عن تفسير هذه الآية(وما جعلنا الرؤيا)(أُريَ رجالاً من بني إمية على المنابر يردون الناس عن الصراط القهقري).
2-وأما الشجرة الملعونة التي ذُكرت في الآية والتي لابد من التطرق لتفسيرها فقال(عليه السلام)(هم بني إمية)، حيث نجد أن بني إمية لعنوا في القرآن الكريم وكذلك لعنوا في زيارات الأئمة(عليهم السلام)أكثر من مرة والشاهد على ذلك زيارة عاشوراء، قال(عليه السلام)(ولعن الله بني إمية قاطبة)،(اللهم إلعن العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله اللهم إلعنهم جميعا)، فعندما أراد معاوية أخذ البيعة لإبنه يزيد فإننا نجد الكثير ممن إعترض على معاوية حتى مروان إبن الحكم وهو أحد أركان بني إمية، كذلك إعترض كبار الصحابة لوضوح فسق يزيد، حيث كان يصفه المسعودي بأنه صاحب طرد وجوارح وكلاب وقرود وفهود وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة وإستعملت الملاهي وكان يبادر بلذته ويجاهر بمعصيته ويستحسن خطأه وغيرها من إمور الفسق والجور التي لا يسع المقام ذكرها، ولهذا كانت ثورة الإمام الحسين(عليه السلام)تهدف لهدف أكبر من ظلم وفسق يزيد فهي لم تكن ضد الحكم الإموي فحسب وإنما كانت تواجه خطر عالمي أكبر من بني إمية ألا وهو خطر الدولة الرومانية التي تستهدف مبادئ الإسلام بشكل مباشر وبالخصوص أهل البيت(عليهم السلام)فكان مخططها يجري على يد بني إمية من حيث يعلمون أو لا يعلمون.
وبعبارة إخرى إن المسؤول عن قتل الإمامين الحسن والحسين(عليهما السلام)ليس فقط معاوية ويزيد ومن دار في فلكهما بل كان معهم الروم الذين أدركوا خطر الإسلام المحمدي فكان الإمام الحسين(عليه السلام)في مواجهة منفذي الخطة الرومية اليهودية.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة على أشرف المرسلين محمد وآله الأطيبين الأطهرين.