تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلواته وسلامه وبركاته على الشجرة المباركة في أرضه وسمائه محمد وآل محمد
إعلموا أني فاطمة
كلمة نطق بها لسان الحق وفيصل النبوة والإمامة فاطمة الزهراء(سلام الله عليها)وأخذ هذا النطق يملأ صداه الخافقين حتى أسمع الجنين في بطن إمه ماضياً وحاضراً وإقشعرت له الأبدان من الإنس والجان والجماد والنبات إلى أن كَلَّ كل لسان عن وصفه، كيف لا وهي روح أقدس الوجود وماء الحياة ألا وهو النبي محمد(صلى الله عليه وآله)الذي قال عنها: (فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني..)(1).
وقد جعلت هذه القارورة المحمدية قدوة للحجاب الإسلامي والذي ينبع منه الوقار والعفة والشرف، فقد ورد في الحديث الشريف عن الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام)عن آبائه قال: (إستأذن أعمى على فاطمة (سلام الله عليها)فحجبته فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله)لها: لم حجبتيه وهو لا يراكِ فقالت إن لم يكن يراني فإني أراه ويشم الريح فقال رسول الله أشهد أنكِ بضعة مني)(2).
فأي حجاب هذا الذي يقول عنه سر الوجود النبي محمد(صلى الله عليه وآله)أشهد أنكِ بضعة مني وكم نحن بأمس الحاجة لهذا الحجاب الفاطمي ليكون بيننا تتأس به نساءنا في هذا الزمن الصعب الذي كثرت فيه الشبهات بغطاء إسلامي ليس إلا والذي بات الحجاب يتلاشى شيئاً فشيئاً وإن سبب هذا التلاشي هو عدم معرفة الحجاب الإسلامي الذي ذكره أهل البيت(عليه السلام) في مدرستهم لإبتعادنا عنهم وأصبحنا لا نعرف من اللب بل القشور من هذه المعرفة القدسية.
ولكي نضع النقاط على الحروف ونرى مدى فراقنا عن الحجاب الذي تتوفر فيه الشروط الإسلامية نذكر صفة من صفات حجاب الزهراء(عليها السلام)، حيث ورد عن أمير المؤمنين(عليه السلام)قال: (كنا جلوساً عند رسول الله(صلى الله عليه وآله)فقال أخبروني أي شيء خير للنساء فعيينا بذلك كلنا حتى تفرقنا فرجعت إلى فاطمة(عليها السلام)فأخبرتها الذي قال لنا رسول الله(صلى الله عليه وآله)وليس أحد منا علمه ولا عرفه قالت: ولكني أعرفه خير للنساء ألا يرين الرجال ولا يراهن الرجال...)(3).
وبهذا نكتشف أن هناك فرق شاسع بين حجاب الصديقة الطاهرة(صلوات الله عليها) وحجاب هذا الزمان الذي ترتديه النساء اللواتي ليس عندها إستعداد في أن تمتلك الحجاب الإسلامي.
فرب سائل يسأل ما هي فائدة الحجاب الذي يحمل الموازين الصحيحة لرسالة السماء ؟
الجواب: نقول هو مرضاة للرب وتزكية النفس من الوقوع في مكائد الشيطان وأقرانه، فالحجاب هو بلاغ من الشارع المقدس وهو الله تبارك وتعالى.
هناك فوائد جمة للحجاب الشرعي ذكرت في فرقان الحق والباطل القرآن الكريم، قال تعالى: (