بسم الله الرحمن الرحيم
وصلواته وسلامه على الذي في السماء أحمد وفي الأرض محمد
وصلواته وسلامه على الذي في السماء أحمد وفي الأرض محمد
أعطني قرضاً أُعطك أجراً
في البداية لابد من معرفة مصطلح(القرض): هو إعطاء الآخرين من ماله وإمهالهم فترة زمنية حتى يرجعوا له ماله، فكل شيء له قيمة مالية هو مال وهو أحد مصاديق وصور السخاء أو بتعبير آخر هو الكرم، وأكثر كرماً و سخاءاً هو الله جل وعلا، حيث قال في محكم كتابه وكريم خطابه: (من ذا الذي يُقرض الله قرضاً حسناً فيُضاعفه وله أجرٌ كريم)الحديد/11.
إذن نتيجة القرض هو إعطاء أجر وهذا الأجر كريم بحد ذاته لأنه صادر من أكرم الأكرمين الباري عزوجل.
ولكي تكون الصورة أكثر وضوحاً هو إن أصل المال هو ملك الله لا البشر فعندما يعطي الشخص بعض الأموال لأخيه المحتاج يكون صاحب الفضل هو الله لا هذا الشخص، فالله يريد منك أن تكون سخياً مع الناس كما هو يكون سخي مع خلقه جميعاً.
أيضاً هناك الكثير من كلام أهل النور الذي أضاء السماوات والأرض أهل البيت النبوي(صلوات الله عليهم أجمعين)، حيث قال نبي الرحمة محمد(صلى الله عليه وآله): (رأيتُ ليلة أُسري بي على باب الجنة مكتوباً الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر فقلت يا جبرائيل ما بال القرض أفضل من الصدقة قال لأن السائل يسأل وعنده والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة)(كنز العمال).
فأحياناً يصل الإمتناع من القرض بحرمة ممتنعه الجنة ويؤيد ذلك قول صادقهم الأمين(صلى الله عليه وآله): (من إحتاج إليه أخوه المسلم في قرض وهو يقدر عليه فلم يفعل حرم الله عليه ريح الجنة)(البحار/ج103)، وقال(صلى الله عليه وآله): (من أراد أن تستجاب دعوته وأن تكشف كربته فليفرج عن معسر)(كنز العمال).
وقال صادق القول والمنطق(عليه السلام): (لأن أُقرض قرضاً أحب إلي من أن أصل بمثله)(البحار/ج103)، وغيرها الكثير الكثير من الروايات التي تحث على القرض وتوعد صاحبه بالجزاء العظيم عند أرحم الراحمين.
هناك حكمة في الحياة الدنيا قد أمرنا العالي المتعالي الله بالتفكر فيها وهي إن الإنسان عندما يدخل عالم الدنيا بعد أن كان في رحم إمه الحنون هو لا يملك حتى غطاء يستر فيه عورته عن الآخرين ويخرج منها وهو ملفوف بقطعة قماش وبمرور الزمن تكون هذه القطعة عدم فلا يأخذ معه عندما يغادر دنياه غير عمله فقط و فقط فإعتبروا يا أولوا الألباب إن كنتم تعقلون.
والحمد له أولاً وآخراً