إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف نبرمج عقولنا (الحلقة 3)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف نبرمج عقولنا (الحلقة 3)

    الحلقة الثالثة
    كيف نبرمج عقولنا
    العنوان / تكملة لبحث القوى الغريزية
    اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    مازال الحديث عن القوة الغريزية التي تحكم الانسان وعالمه، وتحدثنا في الحلقة السابقة الى ان القوة الغريزية الموجودة عند الانسان هي متعلقة بجميع مفردات حياة الانسان، وكذلك اشرنا الى اهمية تهذيب القوة الغريزية وذلك باعتبار ان هذه الغريزية كما انها تؤدي الى المهالك كذلك ان لها اهميتها وتاثيرها الايجابي الكبير على المجتمع الانساني
    غرائز الانسان 1- ايجابية ومنجذبة 2- سلبية ونافرة
    كما اننا لابد لنا ان نعرف ان ليس كل غرائز الانسان كلها ايجابيه ومنجذبه، بل قد تكون على العكس سلبية ومتنفره، فكما نجد ان هناك انسان نفسه منجذبة الى الصلاة والعبادة كذلك نجد انسان اخر نفسه تنفر من الصلاة وافعالها اما بسبب الكسل او انه لايحب ان ياتي بهذه الافعال والحركات وهو كاره لها، بسبب اعتقادات الحادية، او غير ذلك، وتجد ان هناك شخص يحب الاختلاط مع الناس والتودد اليهم، فالغريزة دافعة له، وفي نفس الوقت نجد ان هناك شخصا منعزلا، ليس من طبيعته الاختلاط، فهو يبتعد عن الاجتماع والاختلاط، وكذلك نجد شخص عاطفيا غارقا في العاطفة، وهو محب لمساعدة الناس، ويعفو عمن ظلمه الى درجة انه يسكت عن المطالبة عن حقوقه، ولكننا في المقابل نجد اشخاصا يولدون وقلوبهم كالحجارة، بل نجد بعض الاشخاص يتلذذون في تعذيب الاخرين وقلوبهم تخلو من الرحمة، وكذلك من الاشخاص الذين نجدهم يميلون الى الفن مثلا، ومنهم من نجدهم يميلون الى الفقه او الى الرياضيات او الى دراسة الفيزياء او الكيمياء وبالمقابل نجد اشخاصا لاتميل نفوسهم الى اي علم، ونفوسهم تنفر من الدرس والدراسة، ، ولذا يجب على الانسان ان يعدل من خياراته، ويجعلها خيارات اكثر عقلانية، ولايجعل غريزته هي التي تحكم مسيرته الانسانية وحركته في الحياة، فعليه ان يتحقق من صحة طريقه ويعدل عليه، ومثالا اخر اكثر توضيحا للمراد، هو اننا نجد اشخاصا يميلون الى السلطة والقيادة، ويسعون في ان يكونوا هم اصحاب القرار، وهم يريدون الوصول باي ثمن كان من اجل اشباع غرائزهم، بل يصلون وهم متشوقون الى سفك الدماء وقطع الرقاب، ولكننا نجد في المقابل اناسا خاضعين ويهربون من السلطة او السياسة، بل هم يدفعونها عنهم تخلصا من مسؤولياتها، رغم ان السلطة والسياسة هي فيها تنظيم شؤون الناس، وحفظ النظام والقانون، بل اننا نجد بعض الاشخاص هم يتكاسلون، وليس لديهم رغبة في ان يكون لهم اي قرار حتى في بيوتهم، فهم ينفرون من السلطة اينما كانت، بل سمته الخضوع والخنوع، وغرائزه وماورثه من طبائع هي من تدعوه لان يكون بهذا الحال.
    وهناك الكثير من الامثلة المهمة نجد البعض انه يغرق في قراءة الكتب الغير المهمة، ويترك اهله بدون اي رعاية وعناية منه، او يترك امرا اكثر اهمية ويجب عليه فعله، ولكنه يتكاسل عن فعله، وبالمقابل نجد اشخاصا اخرين هم على العكس تماما، فهم غارقون في ملذات الحياة، ويتلذذون في جمع الاموال، وهم ينفرون عن التعلم وقراءة بعض الكتب المهمة او الاستماع الى العلم النافع لهم الذي يحقق لهم السعادة في الدارين اي دار الدنيا ودار الاخرة وغير ذلك.
    سيطرة الملذات على الانسان
    فمثل هؤلاء الاشخاص فان ملذات الدنيا وشهواتها مازالت تحكم كيانهم الانساني، والقرأن يصفهم في الاية المباركة (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) يفسر السيد الطباطبائي الحسبان بمعنى الظن، في قوله ام تحسب والترديد في اتظن ان اكثرهم يسمعون او يعقلون يقول السيد الطباطبائي والترديد
    1. السمع 2- العقل
    بين السمع والعقل من جهة ان وسيلة الانسان الى سعادة الحياة احد امرين، اما ان يستقل بالتعقل فيعقل الحق ويتبعه، او يرجع الى قول من يعقله وينصحه فيتبعه، ان لم يستقل بالتعقل، لان كثير من الناس هم عاجزين عن التعقل، فيرجعون الى العلماء الكبار المعروفين بالحكمة والتعقل ويقتدوا بهم .
    ولهذا نجد امير المؤمنين عليه السلام يقف عند احدى النماذج الغارقة في الغرائز والشهوات والملذات، وهذا النموذج ممن يدعي العلم والمعرفة، حيث يصفه ويقول
    (وَآخَرُ قَدْ تَسَمَّى عَالِماً وَلَيْسَ بِهِ
    (فهنا الامام يقول هناك بعض الاشخاص يسمون انفسهم علماء وهم ليسوا بعلماء، وانما علومهم التي اقتبسوها وتعلموها هي كلها علوم باطلة وتضل الانسان عن الحق) فلذا يقول الامير عليه السلام،
    فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِنْ جُهَّالٍ وَأَضَالِيلَ مِنْ ضُلَّالٍ
    (ثم يشير الامام بعد ذلك على ان هؤلاء نصبو مصائدا للناس وجعلوا اشراك توقع الناس في الظلالة والظلمة والانحراف عن الحق) فيقول عليه السلام
    (وَنَصَبَ لِلنَّاسِ أَشْرَاكاً مِنْ حَبَائِلِ غُرُورٍ وَقَوْلِ زُورٍ قَدْ حَمَلَ الْكِتَابَ عَلَى آرَائِهِ )،
    وما اكثر الاشخاص اليوم الذين يجدون فجأة انفسهم في مؤسسات دينية، يندفعون الى تفسير كتاب الله، ويتجرؤون عليه، من اجل مصالح مادية ودنيوية او سلطوية) ثم يقول الامام
    (وَعَطَفَ الْحَقَّ عَلَى أَهْوَائِهِ
    (اي غرائزه) الى ان يقول الامام
    فَالصُّورَةُ صُورَةُ إِنْسَانٍ وَالْقَلْبُ قَلْبُ حَيَوَانٍ لَا يَعْرِفُ بَابَ الْهُدَى فَيَتَّبِعَهُ وَلَا بَابَ الْعَمَى فَيَصُدَّ عَنْهُ وَذَلِكَ مَيِّتُ الْأَحْيَاءِ)
    هذه هي حقيقة القوة الحيوانية والغريزية التي يعيشها كل واحد منا، وليس هناك من ينكرها، فالغرائز الانسانية وحبنا وكرهنا وانجذابنا ونفورنا كل ذلك تكون هذه القوة هي الحاكمة لها.
    وبكل تاكيد فان لهذه الغرائز اهيمتها في دفع الانسان الى صنع الحياة، والى التعامل مع الحياة تعاملا فعليا، ولكن في نفس الوقت ان الكثير من الشهوات وهذه الغرائز قد دمرت دولا وقتلت اناسا ابرياء على طول التاريخ، والتاريخ مازال يروي لنا الكثير من الحوادث الظالمة التي اجرت بحورا من الدم.
    الى هنا انتهت حلقتنا لهذا اليوم والتي تحدثنا فيها على ان الغريزة الانسانية كما تكون منجذبة ومنقادة الى اشياء فهي ايضا متنفرة ومبتعده عن اشياء اخرى كما اننا سننتقل في الحلقة القادمة الى الحديث والتعرف عن القوة الادراكية باذن الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعمل...
X