إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف نبرمج عقولنا الحلقة 7

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف نبرمج عقولنا الحلقة 7

    الحلقة السابعة
    كيف نبرمج عقولنا
    العنوان تكملة البحث في القوى الادراكية
    اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهري

    مازال الكلام عن القوة الادراكية، وتحدثنا في الحلقة السابقة عن الصراع الموجود بين القوة الغريزية والقوة الادراكية، وهذا الصراع يرافق كل فرد من افراد البشر طوال حياته والى مماته,

    الغريزة تنفر من العبادات
    و نود ان نشير اليوم الى موضوع مهم، وهي ان العبادات المفروضة علينا من قبل الحق سبحانه، قد تكون صعبة على الكثير منا تاديتها والامتثال لامر الله سبحانه، فان النفس الغريزية التي سواها الله، الهمها سبحانه الفجور والتحلل، فاذن هي منقادة نحو الفجور والفسوق، ولذلك الله سبحانه لم يخلق الغريزة الانسانية محبة للعبادة ومنجذبة للعبادة التي تقرب لله سبحانه، نعم الغريزة ممكن ان تجعل العبادة والصلاة والصوم او التلبس بلباس الفضيلة طريقا لاجل الوصول الى رغباتها وشهواتها وملذاتها، فهي تقوم بالعبادة لا من اجل العبادة بل من اجل غايات تطلبها الغريزة لاجل الوصول اليها، وهذا مانقع فيه ومايقع فيه الكثير من الناس وحتى العلماء والاتقياء، وليس بالضرورة ان يكون الانسان ملتفت الى انه يعبد الله لاجل مصالح معينة شخصية دنيوية ،فقد يكون الكثير منا هو غير ملتفت انه يعمل لجهة معينة تستهويها نفسه ، وانه منساق وراء اهواءه وشهواته، ولكنه يظن انه يعمل لله ولاجل التقرب لله.
    ولا احد ينكر اهمية العبادة وقيمتها العظيمة في التقرب لله، والانسان اذا جاء بالعبادة والطاعة مستمتع بها، فهي افضل بكثير من ان ياتي الانسان بعبادة وهو يقيمها متنفرا منها ، ولكن مع ذلك يجب ان لايعتقد الانسان ان كثرة الصلاة والصيام هو الطريق الذي سيوصل الانسان للحق تعالى، بل قد تكون كثرة الصلاة والصيام والطاعات مبعدة عن الله تعالى اذا ماترك واجبات هي اهم من الصلاة المستحبة، فان الله سبحانه يريد لهذا النظام الكوني ان يقوم ويستمر، وسنشير باذن الله الى الغايات التي من اجلها قام هذا الكون كما ذكرها الاكابر من العلماء في محله، كذلك لابد من تربية النفوس وتعويدها على الطاعات والعبادات، وسلوك طرق الصلاح وهذا الامر لايتم الا عن طريق تاديب الغرائز والالتزام بالشريعة الحقة، وفي النتيجة يجب ان يعلم ان من سار في طريق الله فليستعد الى قلة الغرائز والحرمان شاء ام ابى، واعتقد ان اكثر البشر مبتلون بالامراض والاوجاع او بمصائب هذه الدنيا او بالفقر كل ذلك من اجل ان لايغرق الانسان في الشهوات والملذات ويغفل عن انسانيته وعن خالقه وعن فناء هذه الدنيا.

    العقل يستطيع قبول أي فكرة
    وهنا ايضا لابد من التاكيد على قضية مهمة جدا، وهي ان العقل الانساني لديه القابلية على الاستدلال على الاضداد، بمعنى ان العقل البشري كما هو قادر على ايجاد ادلة على وجود الله، كذلك هو قادر على صنع ادلة على الالحاد وانكار وجود الله، رغم ان قضية وجود الله وان هناك خالق اوجدنا، هي قضية واضحة جدا، ولكن مع ذلك نجد ان العقل قادر على ان يعطي ادلة على الالحاد وانكار وجوده، ولابد ان يكون المشاهد على علم باننا هنا الان لسنا بصدد بيان ادلة وجود الله، او الرد عليها، اوابطال ادلة الالحاد، ولكن مانريد قوله الان ان العقل الانساني قادر على ان يعطي ادلة على اثبات وجود الله، وكذلك العقل نفسه يمكن ان يعطي ادلة على انكار وجود الله ايضا، ولذا نجد اليوم الملحدين في العالم كثر، وقد استطاع الكثير من العلماء الملاحدة ان يقدموا ادلة على انكار وجود الله، غاضين البصر هؤلاء عن الادلة التي تثبت وجوده، رغم ان ادلة اثبات وجوده المقدس هو اقوى بكثير من ادلة نفي وجود الله، كما ان ادلة نفي وجود الله بنفسها ضعيفة، والفطرة الانسانية او النفس تميل الى وجود اله خالق للكون، ولولا هذه الفطرة والميل الى وجود الله، لما بقي على وجه الارض موحد، ولكن هذه الحضارة الغربية اعطت للانسان كل المغريات التي تجعل بعض الناس ناكرين لوجود الله، ولا اقل يكونون في حالة من الشك في وجوده العظيم.
    وهذا الحال نجده في كل المسائل الدينية والعقلية والاخلاقية، فان العقل الانساني قادر على ان يقيم الدليل على اي شيء بانه جيد او خير او مقبول او موجود، وفي نفس الوقت ايضا قادر على ان يعطي الادلة على ان ذلك الشيء سيء او شر او مرفوض او غير موجود، فكل شيء ممكن للعقل ان يثبت ان ذلك الشيء خير، وقادر في نفس الوقت ان يثبت ان ذلك الشيء شر ، وسياتي تفصيل اكثر.
    كما اود ان أؤكد مرة اخرى على ان كلامنا ليس عن التحقيق في الادلة، واذا ماحققنا تلك الادلة فسنجدها بعيدة وهي لاتتحدث لا عن اثبات او انكار وجود الله، ولكن في النتيجة تبقى ادلة الالحاد هناك الكثير من يقبلها، وهناك من العلماء اللادينيين من يحتج فيها ويعمل بها، وهذا دليل واضح على ان العقل الانساني هو قادر على اثبات وجود شيء، وفي نفس الوقت يستطيع انكار ذلك الشيء.

    اختلاف الناس بسبب عقولهم
    ولذا نجد الاختلاف والخلاف الذي يقع بين الناس، هو بسبب اختلاف عقول الناس، ولا اعتقد ان معالجة الموضوع هو امر ممكن وقابل للعلاج، وسوف يبقى الخلاف موجود الى يوم القيامة، ولايمكن القضاء عليه، فان خيارات العقل تبقى مفتوحة، ولايمكن جعل البشر جميعا لهم خيار واحد، اما الايمان او الكفر، العدل او الظلم، الكذب او الصدق، الغلظة او اللطافة وغير ذلك.
    الى هنا انتهت حلقتنا لهذا اليوم والتي اشرنا فيها الى ان العقل الانساني يستطيع ان يتبني أي فكرة يريدها ويستطيع العقل ان يستدل على صحتها كما بينا وسياتي في الحلقة القادمة السبب والدافع الذي يجعل العقل الانساني يميل الى احد الطريقين ، كونوا معنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته





    التعديل الأخير تم بواسطة احمد محفوظ; الساعة 30-11-2021, 09:05 PM.
يعمل...
X