الحلقة التاسعة
كيف نبرمج عقولنا
العنوان تمكلة بحث القوى الادراكية
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك قول لامير المؤمنين علي عليه السلام يقول فيه (اكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع)، والمصرع معناه المقتل اي ان العقل ينتهي ويموت اذا عرضت المطامع والشهوات والغرائز والمصالح الشخصية اذا ما اخذت طريقها للسيطرة على الانسان وعقله، وكذلك الاية القرانية الشريفة سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وهذه الاية واضحة جدا في كيفية تاثير التكبر الذي هو من الغرائز والشهوات عن ان تجعل الانسان عاجزا عن رؤية الله سبحانه، ورؤية اياته التي يراد منها ادلته التي تثبت وجوده، وصدق دعاوى انبياءه ورسله والصالحين، وكل ما يشير الى ان هذا العالم هو له هدف وغاية وله خالق وغير ذلك، وهذا ما بيناه في الحقلة السابقة .
تاثير العلم على العقل الانساني
ولكننا نريد في حلقتنا لهذا اليوم ان نشير الى ان العقل الانساني تاثر فيه العلوم والمعارف بشكل كبير جدا، ونحن عندما نتكلم عن العقل الانساني فمرادنا تلك القوة التي يمتلكها كل انسان، ولكن هذا لايعني ان وجود القوة العقلية هو ان يكون هناك عقلا فعلا، لان العقل الانساني معناه هو ان توجد فيه مجموعة من المعلومات والتجارب والخبرات يستطيع من خلالها ذلك الشخص ان ياخذ نتائج معينة ، ونحن اشرنا وبينا بان العقل الانساني تاثر فيه الغريزة الانسانية بشكل كبير، وان الانسان بطبعه يميل الى ذاته والى اناه، فلذلك الانسان يحاول دائما ان يستزيد من غرائزه وكل مايعود عليه بالنفع خصوصا ان طريق الغرائز ليس طريقا سهلا ومفتوحا، بل هو طريق مغلق يحتاج الى الكثير من الجهود لاجل ان يشبع الانسان قواه واحتياجاته الغريزية، فمثلا الذي يميل الى جمع المال، فان مثل هذا الانسان يحتاج الى جهود حتى يستطيع تحصيل ذلك، وقد تكون هناك معرقلات تمنع الانسان من تحقيق امنياته في جمع المال، وقد يضطر الى اختيار طرق غير صحيحه مثل اكل حقوق الناس او النصب والاحتيال. وعندها على هذا الانسان الاختيار بين ان يبقى على هذا الحال، ويختار طريق الصبر حتى يفرج الله عنه، ويعينه على تحقيق امنياته من جمع المال او انه يختار طريق النصب والاحتيال وسرقة الاخرين من اجل الوصول الى مبتغاه .
احتياج الانسان للعلم
1 حياة اخروية 2 خالق للكون 3 اوامر الهية
ومن هنا احتاج الانسان الى العلم في الامور الثلاثة التي لابد له من التحقق منها ومعرفتها معرفة جيده ، حتى يستطيع ان يختار احد الطريقين ، فاذا كانت هناك حياة اخرى وجزاء للاعمال وهذا الامر الاول، وكذلك ان هناك خالق لهذا الكون واله هو من بيده حساب الظالمين والمذنبين وهذا الامر الثاني، ووجود اوامر الهية عليه طاعتها والالتزام بها و هذا هو الامر الثالث، فعندها سيرتدع الانسان بالضرورة ، فانه سيختار طريق الصبر وعدم الانجرار وراء اكل حقوق الناس ويترك طرق النصب والاحتيال، واما اذا كان الامر مختلف، وانه لايوجد اله ولا خالق للكون يعاقب ويجازي المحسنين على احسانهم او يعاقب المسيئين على اسائتهم، فعند ذلك ان اكثر الناس ستختار طرق السرقة والنهب والاحتيال لاجل تحقيق امنياتها وغرائزها وحبها لجمع المال وان ادعت طريق الاخلاق.
فاذن الانسان اذا لم يجد هناك رادعا له لاجل الوصول الى غرائزه بطرق غير مشروعة، ولم يكن هناك حساب اخروي ولاعقاب، عندها سيكون الطريق امامه سالك من اجل ارتكاب اي عمل سواء كان حماقة او غير حماقة من اجل تحقيق امنياته وشهواته، واما اذا كان الامر بخلاف ذلك وكان هناك اله وقد خلق جنة ونار، وهناك اوامر الهية عليه ان يلتزم بها، فهنا بالضرورة على الانسان ان يختار طريق الصبر، وان يوجد الطرق الصحيحة التي ليس فيها مظلمة لعباد الله وخلقه.
ضرورة اقامة الادلة على وجود الله
ومن هنا صار على الانسان من خلال عقله ان يبحث الى كل مايوصله الى الله سبحانه ، وان يقيم الادلة تلو الادلة على وجود الله، وان قال شخص بان الفطرة الانسانية كافية في معرفة الله؟ فنقول بان الفطره من الصعب الاعتماد عليها اوالركون اليها، لان الفطرة ليست دائما تبقى على صفائها، ولذا نجد الكثير من العلماء اعتبر ان الفطرة هي احد الادلة على وجود الله وليس دليل الفطرة الانساني هو الدليل الوحيد الذي يغنينا عن البحث وعن اقامة ادلة اخرى من اجل اثبات وجوده المقدس.
العقل خاضع الى قوانين
والعقل الانساني بطبيعته هو عالم خاص قائم على القوانين فكما ان هذا الكون قائم على القوانين فان عملية الاستدلالات العقلية هي ايضا قائمة على قوانين معينة من خلال هذه القوانين يستطيع الانسان ان يأخذ نتائج.
المناهج العلمية توصل الى رؤية كونية
ولذا صارت هناك مناهج علمية وطرق فكرية من اجل الوصول الى رؤية كونية لهذا العالم ، فهناك علم الكلام والذي اسسه علماء الاسلام من اجل ان يثبتوا ويقو قواعد الدين وان يقيموا ادلة على وجود الله وصحة النبوة والمعاد، وهناك ايضا علم الفلسفة وهذا العلم وهذا الطريق ليس مختصا بالاسلام والمسلمين بل طريق عقلي صرف ، والفلسفة ايضا هي تريد اعطاء رؤية كونية وهي البحث عن وجود الله وعن المعاد وغير ذلك ، وهناك طريق ثالث وهو طريق العرفان او ما يسمى طريق الشهود والكشف وهو ايضا يريد ان يؤسس رؤية كونية ويريد ان يبحث عن الله وعن المعاد والجزاء والعقاب والى غير ذلك.
الى هنا انتهت حلقتنا لهذا اليوم وقد تحدثنا عن احتياج الانسان الى البحث عن وجود خالق لهذا الكون، وكذلك احتياجه الى ان يبحث عن وجود عالم اخر يكون فيه خالدا، وكذلك يحتاج الى ان يبحث الانسان بان هناك اله يحاسبه ويعاقبه على سوء اعماله وافعاله حتى يستطيع الانسان من ان يحدد اخلاقياته وسلوكياته، سنلتقيكم في حلقة قادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف نبرمج عقولنا
العنوان تمكلة بحث القوى الادراكية
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك قول لامير المؤمنين علي عليه السلام يقول فيه (اكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع)، والمصرع معناه المقتل اي ان العقل ينتهي ويموت اذا عرضت المطامع والشهوات والغرائز والمصالح الشخصية اذا ما اخذت طريقها للسيطرة على الانسان وعقله، وكذلك الاية القرانية الشريفة سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وهذه الاية واضحة جدا في كيفية تاثير التكبر الذي هو من الغرائز والشهوات عن ان تجعل الانسان عاجزا عن رؤية الله سبحانه، ورؤية اياته التي يراد منها ادلته التي تثبت وجوده، وصدق دعاوى انبياءه ورسله والصالحين، وكل ما يشير الى ان هذا العالم هو له هدف وغاية وله خالق وغير ذلك، وهذا ما بيناه في الحقلة السابقة .
تاثير العلم على العقل الانساني
ولكننا نريد في حلقتنا لهذا اليوم ان نشير الى ان العقل الانساني تاثر فيه العلوم والمعارف بشكل كبير جدا، ونحن عندما نتكلم عن العقل الانساني فمرادنا تلك القوة التي يمتلكها كل انسان، ولكن هذا لايعني ان وجود القوة العقلية هو ان يكون هناك عقلا فعلا، لان العقل الانساني معناه هو ان توجد فيه مجموعة من المعلومات والتجارب والخبرات يستطيع من خلالها ذلك الشخص ان ياخذ نتائج معينة ، ونحن اشرنا وبينا بان العقل الانساني تاثر فيه الغريزة الانسانية بشكل كبير، وان الانسان بطبعه يميل الى ذاته والى اناه، فلذلك الانسان يحاول دائما ان يستزيد من غرائزه وكل مايعود عليه بالنفع خصوصا ان طريق الغرائز ليس طريقا سهلا ومفتوحا، بل هو طريق مغلق يحتاج الى الكثير من الجهود لاجل ان يشبع الانسان قواه واحتياجاته الغريزية، فمثلا الذي يميل الى جمع المال، فان مثل هذا الانسان يحتاج الى جهود حتى يستطيع تحصيل ذلك، وقد تكون هناك معرقلات تمنع الانسان من تحقيق امنياته في جمع المال، وقد يضطر الى اختيار طرق غير صحيحه مثل اكل حقوق الناس او النصب والاحتيال. وعندها على هذا الانسان الاختيار بين ان يبقى على هذا الحال، ويختار طريق الصبر حتى يفرج الله عنه، ويعينه على تحقيق امنياته من جمع المال او انه يختار طريق النصب والاحتيال وسرقة الاخرين من اجل الوصول الى مبتغاه .
احتياج الانسان للعلم
1 حياة اخروية 2 خالق للكون 3 اوامر الهية
ومن هنا احتاج الانسان الى العلم في الامور الثلاثة التي لابد له من التحقق منها ومعرفتها معرفة جيده ، حتى يستطيع ان يختار احد الطريقين ، فاذا كانت هناك حياة اخرى وجزاء للاعمال وهذا الامر الاول، وكذلك ان هناك خالق لهذا الكون واله هو من بيده حساب الظالمين والمذنبين وهذا الامر الثاني، ووجود اوامر الهية عليه طاعتها والالتزام بها و هذا هو الامر الثالث، فعندها سيرتدع الانسان بالضرورة ، فانه سيختار طريق الصبر وعدم الانجرار وراء اكل حقوق الناس ويترك طرق النصب والاحتيال، واما اذا كان الامر مختلف، وانه لايوجد اله ولا خالق للكون يعاقب ويجازي المحسنين على احسانهم او يعاقب المسيئين على اسائتهم، فعند ذلك ان اكثر الناس ستختار طرق السرقة والنهب والاحتيال لاجل تحقيق امنياتها وغرائزها وحبها لجمع المال وان ادعت طريق الاخلاق.
فاذن الانسان اذا لم يجد هناك رادعا له لاجل الوصول الى غرائزه بطرق غير مشروعة، ولم يكن هناك حساب اخروي ولاعقاب، عندها سيكون الطريق امامه سالك من اجل ارتكاب اي عمل سواء كان حماقة او غير حماقة من اجل تحقيق امنياته وشهواته، واما اذا كان الامر بخلاف ذلك وكان هناك اله وقد خلق جنة ونار، وهناك اوامر الهية عليه ان يلتزم بها، فهنا بالضرورة على الانسان ان يختار طريق الصبر، وان يوجد الطرق الصحيحة التي ليس فيها مظلمة لعباد الله وخلقه.
ضرورة اقامة الادلة على وجود الله
ومن هنا صار على الانسان من خلال عقله ان يبحث الى كل مايوصله الى الله سبحانه ، وان يقيم الادلة تلو الادلة على وجود الله، وان قال شخص بان الفطرة الانسانية كافية في معرفة الله؟ فنقول بان الفطره من الصعب الاعتماد عليها اوالركون اليها، لان الفطرة ليست دائما تبقى على صفائها، ولذا نجد الكثير من العلماء اعتبر ان الفطرة هي احد الادلة على وجود الله وليس دليل الفطرة الانساني هو الدليل الوحيد الذي يغنينا عن البحث وعن اقامة ادلة اخرى من اجل اثبات وجوده المقدس.
العقل خاضع الى قوانين
والعقل الانساني بطبيعته هو عالم خاص قائم على القوانين فكما ان هذا الكون قائم على القوانين فان عملية الاستدلالات العقلية هي ايضا قائمة على قوانين معينة من خلال هذه القوانين يستطيع الانسان ان يأخذ نتائج.
المناهج العلمية توصل الى رؤية كونية
ولذا صارت هناك مناهج علمية وطرق فكرية من اجل الوصول الى رؤية كونية لهذا العالم ، فهناك علم الكلام والذي اسسه علماء الاسلام من اجل ان يثبتوا ويقو قواعد الدين وان يقيموا ادلة على وجود الله وصحة النبوة والمعاد، وهناك ايضا علم الفلسفة وهذا العلم وهذا الطريق ليس مختصا بالاسلام والمسلمين بل طريق عقلي صرف ، والفلسفة ايضا هي تريد اعطاء رؤية كونية وهي البحث عن وجود الله وعن المعاد وغير ذلك ، وهناك طريق ثالث وهو طريق العرفان او ما يسمى طريق الشهود والكشف وهو ايضا يريد ان يؤسس رؤية كونية ويريد ان يبحث عن الله وعن المعاد والجزاء والعقاب والى غير ذلك.
الى هنا انتهت حلقتنا لهذا اليوم وقد تحدثنا عن احتياج الانسان الى البحث عن وجود خالق لهذا الكون، وكذلك احتياجه الى ان يبحث عن وجود عالم اخر يكون فيه خالدا، وكذلك يحتاج الى ان يبحث الانسان بان هناك اله يحاسبه ويعاقبه على سوء اعماله وافعاله حتى يستطيع الانسان من ان يحدد اخلاقياته وسلوكياته، سنلتقيكم في حلقة قادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته