إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

غوص في اعماق النفس البشرية... الحلقة الخامسة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غوص في اعماق النفس البشرية... الحلقة الخامسة

    الباب الثاني
    السعادة والشقاء

    النفس تسعد وتشقى
    ولكن النفس لم تولد وعندها حالة الاختيار والارادة الا بعد معرفتها بالشقاء والسعادة، فان النفس لو لم تتعرف على السعادة والشقاء ولم تجد نفسها بين الم ولذة وبغض وكره، لما كان معنى للاختيار والحرية، فاني اختار متى ماكان هناك طريقان احدهما يؤدي الى سعادتي والاخر يؤدي الى شقائي، وهذه المعرفة اعني السعادة والشقاء لم تتولد في هذا العالم، وانما الله سبحانه هو الذي عرف الانسان بهما، وقصة النبي ادم سلام الله عليه تاكد وتعضد وتايد صحة ما ذهبنا اليه، فان خلق الله لادم يؤيد صحة افتقار النفس الانسانية وان الفقر في صميمها ذاتها، نعم قد جعل الله سبحانه ادم وحواء في جنة الخلد اي عرفهم السعادة التي ليس معها بئس وشقاء، فان ادم وحواء قد ملكا كل شيء ولم يكونا محتاجين الى شيء، ولكنهما باكلهما من الشجرة، بدأت مرحلة معرفتهما بالشقاء، اي مرحلة كما تعبر الكتب السماوية بدت لهما سوآتهما، فعرفا النقص والفقر والاحتياج الذي هما فيه، ومن هنا جاءهم الامر التكويني بالهبوط الى عالم الدنيا، بل انهم بمجرد اكلهم من الشجرة اسقطا الى عالم الدنيا، لان الهبوط فيه دلالة على سقوطهما في بحر الحاجة والفقر، وكل هذه القصة هي ترميز الى ان الله سبحانه قد عرّف ادم وحواء وبنيهما السعادة والشقاء ، ولعل هذا الهبوط لادم وحواء هو صار من عالم السعادة وهي الجنة الى عالم الشقاء، لان الهبوط من الجنة اي الهبوط من السعادة، ولكن الله سبحانه بعد ذلك قد غفر لادم ولكن بعد ان اهبطهما عن ذلك العالم وهي الجنة التي اسكنهما فيه اول الامر، واللطيف في الامر انه عبر عن المكان الذي اسكنهما فيه بالجنة، ومفهوم الجنة يندرج تحت مفهوم السعادة، واذا كان هناك من لم يرتضى هذا دليلا على صحة هذا الكلام ولم يقتنع بهذا التفسير، فليتامل جيدا الى افعال وسلوكيات الفرد الانساني والمجتمع الانساني ، فانه سيجد ان الكل طالب للسعادة وهارب من الشقاء في النهاية، فانه على اي دين كان او حتى لو لم يكن له دين فاننا نجد ان الفرد الانساني هو في النهاية باحث عن السعادة وهارب من الشقاء وهذا ما لا يحتاج فيه الى كثرة مؤنة لاثباته.


يعمل...
X