احتياج النفس البشرية الى الالات
والى هنا قد علمنا ان النفس البشرية لا تستطيع الارتباط بهذا العالم ولاتستطيع ان تكون الا بهذا البدن لانها فقيرة ومحتاجة، فهي بعد تعلقها بهذا البدن فيكون لها الدماغ او العقل لتكتشف اسرار هذا العالم الذي وجدت فيه، وعن طريق العين ابصرت ماحولها، وعن طريق السمع استمعت الى افكار غيرها من الاصوات من حولها وعن طريق اللامسة احست بالاشياء من حولها، وعن طريق الذائقة شعرت بالحلو والمر، ولكن كل هذه الصور لابد من ان تعرضها على العقل للتمييز بين هذه الصور ومعرفتها واي من هذه الصور يسبب السعادة لها واي منها يجعلها في شقاء.
السعادة هي غرض الانسان وليست المعرفة
من هنا نستطيع القول بان النفس الانسانية تسعى الى السعادة دائما وهو المطلب الوحيد الذي تسعى اليه، واما المعرفة فهو الطريق الذي من خلاله تصل النفس الانسانية الى السعادة، فليست المعرفة هي الغاية المرجوة وانما السعادة هي غاية النفس، ولكن المعرفة هي التي تكشف الواقع او ترسم الطريق للنفس الانسانية حتى تستطيع النفس بلوغ تلك المرحلة من السعادة (وهذه المعرفة واضحة وجلية عند كل فرد انساني(.