الفرق بين لفظين في القرآن -4 - النكث والنقض
قيل: نَكَث فلان هذا الـحبل فهو ينكُثُه نَكْثاً، والـحبل منتكِثٌ: إذا انتقضت قُواه، فنكث بمعنى فتح وبسط، قال تعالى: {وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنۢ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَٰثًا} [سورة النحل: سورة 29]
والفرق بينها وبين النقض: أنّ النظر في النقض الى حَلّ ما أُبرم وإبطاله.
وفي النكثِ الى خلف، وحلٌّ وفكٌّ في نفسه، من غير نظرٍ الى إبطال ما أُبرم ونقضهِ،
فالنكث في المرتبة المتأخّرة. فيقال: نقضه فصار نكثا. وأيضا قد يكون النكث من دون أن يتحقّق النقض أو يتوجّه اليه، فهو أعمّ وأخفّ وألين.
فتذكر الآية التالية كلمة أنكاثا بعد النقض: {وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً} [سورة النحل: آية 92]. وقوله تعالى: {فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ} [سورة الفتح: آية 10]
والنَّقْضُ: انْتِثَارُ العَقْدِ مِنَ البِنَاءِ والحَبْلِ، والعِقْدِ، وهو ضِدُّ الإِبْرَامِ، يقال: نَقَضْتُ البِنَاءَ والحَبْلَ والعِقْدَ، وقد انْتَقَضَ انْتِقَاضاً، والنِّقْضُ المَنْقُوضُ، وذلك في الشِّعْر أكثرُ، والنَّقْضُ كَذَلِكَ، وذلك في البِنَاء أكثرُ، ومن نَقْضِ الحَبْل والعِقْد استُعِيرَ نَقْضُ العَهْدِ. قال تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا} [سورة النحل: آية 92]
وقوله تعالى: {الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ} [سورة الأنفال: آية 56]، وقوله تعالى: {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ} [سورة البقرة: آية 27]، وقوله تعالى: {وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها} [سورة النحل: آية 91]، ومنه المُنَاقَضَةُ في الكلام،
وهذا المعنى إنّما يتحقّق بعد الإبرام والإحكام، حتّى يصدق النقض. وأمّا المبايعة والبيع والشرى بأيّ صورة كانت: فلا تناسب النقض، والمناسب فيها التعبير بكلمة النكث، أي الخلف والنبذ والترك والإهمال.
الدكتور احمد الصفار
قيل: نَكَث فلان هذا الـحبل فهو ينكُثُه نَكْثاً، والـحبل منتكِثٌ: إذا انتقضت قُواه، فنكث بمعنى فتح وبسط، قال تعالى: {وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنۢ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَٰثًا} [سورة النحل: سورة 29]
والفرق بينها وبين النقض: أنّ النظر في النقض الى حَلّ ما أُبرم وإبطاله.
وفي النكثِ الى خلف، وحلٌّ وفكٌّ في نفسه، من غير نظرٍ الى إبطال ما أُبرم ونقضهِ،
فالنكث في المرتبة المتأخّرة. فيقال: نقضه فصار نكثا. وأيضا قد يكون النكث من دون أن يتحقّق النقض أو يتوجّه اليه، فهو أعمّ وأخفّ وألين.
فتذكر الآية التالية كلمة أنكاثا بعد النقض: {وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً} [سورة النحل: آية 92]. وقوله تعالى: {فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ} [سورة الفتح: آية 10]
والنَّقْضُ: انْتِثَارُ العَقْدِ مِنَ البِنَاءِ والحَبْلِ، والعِقْدِ، وهو ضِدُّ الإِبْرَامِ، يقال: نَقَضْتُ البِنَاءَ والحَبْلَ والعِقْدَ، وقد انْتَقَضَ انْتِقَاضاً، والنِّقْضُ المَنْقُوضُ، وذلك في الشِّعْر أكثرُ، والنَّقْضُ كَذَلِكَ، وذلك في البِنَاء أكثرُ، ومن نَقْضِ الحَبْل والعِقْد استُعِيرَ نَقْضُ العَهْدِ. قال تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا} [سورة النحل: آية 92]
وقوله تعالى: {الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ} [سورة الأنفال: آية 56]، وقوله تعالى: {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ} [سورة البقرة: آية 27]، وقوله تعالى: {وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها} [سورة النحل: آية 91]، ومنه المُنَاقَضَةُ في الكلام،
وهذا المعنى إنّما يتحقّق بعد الإبرام والإحكام، حتّى يصدق النقض. وأمّا المبايعة والبيع والشرى بأيّ صورة كانت: فلا تناسب النقض، والمناسب فيها التعبير بكلمة النكث، أي الخلف والنبذ والترك والإهمال.
الدكتور احمد الصفار