إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفرق بين لفظين في القرآن -7 الخشوع والخضوع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفرق بين لفظين في القرآن -7 الخشوع والخضوع

    الفرق بين لفظين في القرآن - 7 الخشوع والخضوع
    خشع
    : يدلّ على التطامن، يقال‌ خَشَعَ‌ إذا تطامن وطأطأ رأسه، يخشع خشوعا، وهو قريب المعنى من الخضوع،

    والفرق بين الخشوع والخضوع مع أن في كليهما معنى التذلل والانكسار
    إلا أن الخضوع مختص بالجوارح والخشوع بالقلب. قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ} [سورة الحديد: آية 16]
    وأنّ الخشوع على ما قيل فعل يَرى فاعلُه أنّ من يخضع له هو فوقه وأنّه أعظم منه. وعند بعضهم: أنّ الخشوع لا يكون الّا مع خوف الخاشع المخشوع له ولا يكون تكلّفا، ولهذا يضاف الى القلب. فالخشوع تذلل كامن في القلب يُعبّر عنه بالخضوع وهو التذلل الظاهر، حيث يظهر المكنون في القلب من خشوع بفعل التخضّع عن طريق الجوارح، فكان في الأعناق خضوعا: قال تعالى: {فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [سورة الشعراء: آية 4]، ولم يكن الانكسار والتذلل بالقول خاشعين بدل خاضعين
    فنسب الخضوع إلى أعناقهم وهو وصفهم أنفسهم لأن الخضوع أول ما يظهر في عنق الإِنسان حيث يطأطئ رأسه تخضعاً فهو من المجاز العقلي.
    والخضوع هو التطامن والتطأطؤ ولا يقتضى أن يكون معه خوف، ولهذا لا يجوز أن يضاف الى القلب فيقال خضع قلبه. وقد يجوز أن يخضع الإنسان تكلّفا من غير أن يعتقد أنّ المخضوع له فوقه.
    ولعل أقرب تعبير لخشوع القلب هو انكسار الصوت والبصر، قال تعالى: {وَخَشَعَتِ ٱلأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً} [سورة طه: آية 108]. وفي البصر، قال تعالى: {خُشَّعاً أَبْصَٰرُهُمْ} [سورة القمر: آية 7]
    في حديث عن الرّسول الأكرم صلى اللّه عليه وآله وسلّم‌ حين شاهد رجلا يلهو بلحيته وهو يصلّي قوله: [أمّا لو خشع قلبه لخشعت جوارحه] وقال تعالى: {وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} [سورة الاسراء: آية 109]، وقال: {ٱلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ} [سورة المؤمنون: آية 2]
    فالخشوع تذلل القلب والخضوع تعبير لذلك بالجوارح
    أَن الْخُشُوع على مَا قيل فعل يرى فَاعله أَن من يخضع لَهُ فَوْقه وَأَنه أعظم مِنْهُ والخشوع فِي الْكَلَام خَاصَّة الشَّاهِد قَوْله تَعَالَى {وخشعت الْأَصْوَات للرحمن} وَقيل هما من أَفعَال الْقُلُوب وَقَالَ ابْن دُرَيْد يقال خضع الرجل للْمَرْأَة وأخضع إِذا ألان كَلَامه لَهَا قَالَ والخاضع المطأطىء رَأسه وعنقه وَفِي التَّنْزِيل {فظلت أَعْنَاقهم لَهَا خاضعين} وَعند بَعضهم أَن الْخُشُوع لَا يكون غلا مَعَ خوف الخاشع المخشوع لَهُ وَلَا يكون تكلفا وَلِهَذَا يُضَاف إِلَى الْقلب فَيُقَال خشع قلبه وَأَصله البس وَمِنْه يُقَال قف خاشع للَّذي تغلب عَلَيْهِ السهولة والخضوع هُوَ التطامن والتطأطؤ وَلَا يَقْتَضِي أَن يكون مَعَه خوف وَلِهَذَا لَا يجوز إِضَافَته إِلَى الْقلب فَيُقَال خضع قلبه وَقد يجوز أَن يخضع الْإِنْسَان تكلفا من غير أَن يعْتَقد أَن المخضوع لَهُ فَوْقه وَلَا يكون الْخُشُوع كَذَلِك وَقَالَ بَعضهم الخضوع قريب الْمَعْنى من الْخُشُوع إِلَّا أَن الخضوع فِي الْبدن وَالْإِقْرَار بالاستجداء والخشوع فِي الصَّوْت
    الدكتور احمد الصفار
    التعديل الأخير تم بواسطة الدكتور احمد الصفار; الساعة 11-02-2022, 03:30 PM.
يعمل...
X