إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

غوص في اعماق النفس الانسانية .. الحلقة العاشرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غوص في اعماق النفس الانسانية .. الحلقة العاشرة

    تاثر النفس ببعض المعارف

    بينا ان النفس لاتستطيع عدم الالتزام بالمعارف التي توصلت اليها من خلال الحواس وما توصل اليه العقل من النتائج، وهي ليس لها طريق اخر الا هذا الطريق، وهي ملزمة بها، لاننا قلنا بعد علم النفس بالسعادة والشقاء صارت النفس تقبل من الافكار ما يحقق لها السعادة، واما الافكار التي تؤدي بها الى التعاسة فهي بعيدة عنها. وان هذا الامر يثبت ان النفس البشرية مجبرة على قبول هذه المعارف، وهي ليست بمختارة فان فطرت الله هي التي فطرتها على السعادة والشقاء هي التي تحدد مايجب عليها قبوله، ومايجب عليها رفضه من النتائج والافكار الذي توصل اليه العقل الانساني. ولكننا نجد بعض الاحيان ان النفس تخالف بعض معارفها وعلومها لاجل معرفة اخرى قد اثرت فيها واخذت منها مبلغا كبيرا وعظيما، فنحن نجد ان كثيرا من متبعين الاديان يعلمون مثلا ان ذلك الدين فيه الكثير من الاشكالات والاخطاء ولكنه يبقى متمسكا به لانه قد اثر في نفسه تاثيرا كبيرا وعظيما فلا تستطيع النفس الانسانية مفارقة ذلك الدين، بل وتدافع عنه دفاعا مستميتا رغم التصدعات الذي فيه، وهذه التصدعات موجودة في جميع الاديان، وهي في مقابل ذلك تعلم علما ليس مؤثرا في نفسها بان ذلك الدين ليس على تمام من امره، لان تلك المعرفة مؤثرة في النفس اكثر من المعرفة الثانية. وكذلك الحاقد والحاسد فان هناك من المعارف التي ورثها قد يكون من ابويه او مجتمعه في صغره هي التي تؤثر فيه ذلك التاثير العظيم الذي تجعله انسانا حاقدا وحاسدا، فرغم علمه بذلك فهو يفعله وان كانت هناك معارف تنهاه عن الحسد وتخوفه ولكن هذه المعارف التي تنهاه عن الحسد والحقد لم تبلغ من التاثير في النفس الحد المناسب.

    النفس مختارة ام مجبرة

    فاذن اتضح ان النفس الانسانية تارة تتاثر بمعارف خلال طفولتها تجعلها على رغم شقاء النفس بتلك المعارف لاتستطيع النفس مفارقتها حتى شيئا فشيئا تحل معارف اخرى صالحة وموصلة الى السعادة، فالنفس تبدأ شيئا فشيئا قبولها وطرد تلك المعارف التي كانت تسبب لها الشقاء. وهذا مايعطي الاختيار والحرية للنفس الانسانية، فان ليس معنى الاختيار هو ان النفس مخيرة بين قبول معرفة ما ورفض معرفة اخرى، فان هذا التفسير خطأ كبير، فالنفس مجبرة بالمعارف التي حصلتها وتعلمتها واثر فيها تاثيرا كبيرا، ولكن اذا اتضح خطأ هذه المعارف فلابد اولا من ان تفقد هذه المعارف تاثيرها في النفس الانسانية ثم تحل محلها معارف تقبلها النفس وتسعد بها، ولكن بعد ان تاثر فيها التاثير التي يجعل النفس تقبلها بسهولة.
    وهناك نص ديني لاحد ائمة اهل بيت نبي الاسلام مايعتقد به المسلمون بامامته للامة وهو الامام جعفر الصادق عليه السلام، وهذا النص يشير صراحة ان لاجبر ولاتفويض ولكن امر بين امرين، اي ان هناك جبر وهناك تفويض ولكن الكيفية هي ما صورناها بالكلام المتقدم.
    التعديل الأخير تم بواسطة احمد محفوظ; الساعة 10-02-2022, 11:49 AM.
يعمل...
X