الفصل الثاني
اثبات خالقي
اثبات خالقي
نفسي ومعرفة خالقها
وتبقى عقدة اكيدة وعظيمة وجليلة، وهي ان النفس البشرية كيف استدلت على وجود خالقها وبارئها، وانا بالمعرفة الديكارتية قد اطمئننت الى وجودي واني لست خيالا ووهما، وكذلك اني بلغت الى مرحلة لايهمني فيه وجود الواقع او عدم وجوده، وان مايصل اليه عقلي من الواقع مادام يجعلني في سعادة ويبعد عني الشقاء فاني ملزم بقبوله، لان ليس لي طريق اخر الى معرفة الواقع، بعد ان بذلت تمام جهدي من علوم ومعارف في التحقيق بمعارفي، ولكنني اريد ان اقبل ماتوصل اليه عقلي، لان هذا هو الشيء الذي ساعيشه الان ولايهمنى ان عقلي سيصل الى نتائج جديدة في المستقبل، لانني سآخذ بها عند اكتشافها. ولكن تبقى امامي معضلة وجود دليل لخالقي وبارئي، ورغم وجود ادلة كثيرة على وجود خالقي، ولكن كلها لست اشعر بها واجدها في نفسي، فهي لاتصل الى معرفتي بنفسي وبوجودي، فاني اريد ان اصل الى معرفة لا استطيع ان انكرها في نفسي، اي شعور في داخلي يلازمني ولا استطيع ان انكره، وانا بطبيعة الحال لا انكر اني مؤمن بوجد خالق لي، وانه ثابت لي تمام الاثبات، ولكن اغلب هذه الادلة التي اقيمت هي قائمة على قضية عقلية بان كل معلول يحتاج الى عله، وهذا الطريق قد اختلف فيه العلماء، والان نفسي لا ترضى به دليلا، واردت ان اقصد طريقا اخر يحقق لي الايمان بوجود خالقي من دون استعانة بعقلي، ولم اجد لذلك بدا فانني كل ما اشعر به في داخلي انني افكر وانني اضحك وابكي واني ءاكل واشرب ، واما وجود اله فاني لااحسه ولااشعر به الا عن طريق عقلي.