غوص في اعماق النفس البشرية... الحلقة السادسة عشر

[احمد محفوظ]

نفسي تطلب ذلك الموجود العظيم

ولكن الانسان عندما وجد نفسه بهذا الحال من الافتقار والحاجة, وكذلك وجد نفسه يبحث ويطلب الكشف عن الواقع , وكذلك وجد نفسه باحثا عن القدرة , فاذا بالانسان تصور والنفس سعدت بذلك موجودا عظيما ذو قدرة لامتناهية وعلم لامتناهي وحياة ازلية ابدية, ولكني كيف لي ان اصل الى ان ذلك الموجود المطابق الى نفسي هو ليس من صنيعة نفسي, وانما هو موجود احس واشعر بوجوده كما اشعر بنفسي وبوجودي وبافتقاري وحاجتي وبسعادتي وشقائي, اي ان له وجود كما ارى لنفسي ذلك الوجود من دون ان امر بعقلي, احسه بداخلي واشعر به. ولكني لا استطيع ان افرض شيئا على انه موجود تمام الوجود فاني حتى عندما بنيت على فرض وجودي فاني بنيت على اني اشعر الان بوجودي فلا معنى ان اسئل بعد ذلك ان نفسي موجودة اولا, فاذا ثبت لي دليل باني معدوم, فما يغنيني ذلك الدليل شيئا وانا احس واشعر واتالم بكل ذلك, فلايهمني ذلك ان كان وهم ام لا, وكذلك الحال فاني في المعرفة مثلا ان كانت نفسي تسعد بها وتقبلها, فاذن لابد ان تكون النفس تحتذي بموجود غني عني, يملك العلم والمعرفة وهي تريد ان تحتذي به وتطابقه, وليس مهما عندي ان كان موجودا فعلا اولا, مادمت انا احس بذلك الموجود الغني عني.