تويت
الفصل الثالث
اليوم الاخر
يتضح جليا مما تقدم بان النفس الانسانية اذا وصلت من القوة والسيطرة والهيمنة على هذا العالم, بعد ان تزداد معارفها وقدراتها والآتها في التصرف في هذا الكون الفسيح, فستكون النفس عند ذلك في نعيم ابدي وجنة عرضها السماوات والارض بعد انفاذ هيمنتها على جميع الكواكب والاجرام السماوية.
وبطبيعة الحال ان هذه العلوم والمعارف التي ستجعل الانسان يسيطر على هذا الكون الفسيح التي نجهلها الان, ولكننا نعلم اجمالا بان هذه العلوم والمعارف بعضها علوم ومعارف نفسية ومعنوية وبعضها معارف مادية, فاما المعارف والعلوم النفسية والمعنوية هي التي لها السيطرة و الهيمنة على هذا العالم الفسيح.
ولكن القلوب المحجوبة عن العلوم والمعارف والمملوءة بالاحقاد والبغضاء فستكون في شقاء, لانها لم تفهم تلك النفوس سبب وجودها في هذا العالم, وانها لم تفهم ايضا العلاقات القائمة بين الناس, فهذه القلو ب لم تعرف ان تعفوا لاحد ممن اساء اليها ولم تعرف الرحمة للناس, او لم تحب ان ترى الخير للناس, او تريد تلك النفس التعالي على الناس بالقهر والاساءة والتعذيب لهم, فسوف تكون في ذاك العالم في شقاء وبئس عن تلك الامور وستعيش في حرمان وعزلة.
ولابد من الاشارة الى ان النفس الانسانية اذا انشغلت بشيء فانها عند ذلك ستكون غير منتبهة الى ما حولها, كما لو افترضنا انها تجلس في غابة جميلة بين اشجار وانهار وزروع ولكن كان هناك حيوانا مفترسا موجود في ذلك المكان, فمن المعلوم ان النفس ستبقى منشغلة بخطر ذلك الحيوان المفترس وسوف لن تستمتع النفس او ذلك الانسان بتلك الغابة الجميلة, بل ستكون النفس في شقاء وعذاب جراء وجود هذا الحيوان المفترس, وكذلك الحال في المقام فان النفس الانسانية اذا تولدت عندها صفة البغض للاخرين فانها ستبقى عند ذلك في حالة من العزلة عن القصور والجنات من النعيم, ونحن نرى اليوم في المجتمعات الانسانية رغم البنايات العظيمة والشاهقة والاسواق الكبيرة والحدائق الجملية فان كثير من الناس يعيش في غفلة عن كل هذا, وتجد انه لايشعر بقيمة لذلك.
فلذلك ستكون السعادة في الاخرة بحسب النفس, فكلما كانت درجة علمها ومعرفتها وهيمنتها اقوى ستكون اسعد النفوس وكذلك اذا كانت تحب الاخرين وتتمنى الخير لهم سوف تكون في اعلى درجات السعادة.
وكذلك بالعكس كلما نجد ان النفس جاهلة ومنغمسة في الجهل ولم تكن لها سلطة ونفوذ, ولم تدرك سبب وجودها في هذا العالم, وبغضها للاخرين وحسدها وحقدها, ستعيش في اسفل درجات الشقاء والتعاسة.
وعلى كل حال كلما تمثلت النفس الانسانية وطابقت ذلك الوجود اللامتناهي في علمه وقدرته وهيمنته وسيطرته على هذا الكون كلما كانت تلك النفس اسعد النفوس الانسانية, وانا اعتقد ان تلك النفس هي نفس النبي محمد ونفوس اهل بيته الذين يقصدونهم المسلمون, واما نفوس عيسى وموسى وبقيت الانبياء فهي تاتي بعد هؤلاء والله العالم بحقيقة الحال.
واما خطاب الاديان لم يكتنف من الوضوح بعض الشيء ويعتمد على الترميز في اغلب الاحيان, وذلك لاجل ان كثيرا من الناس فاقدون الكثير من الاهلية في ان يكون خطابهم عقلانيا صرفا, فان مثل هذا الكلام العقلاني الذي اضعه بين يدي القارئ الكريم, فانه لاتستطيع فهمه المجتمعات القديمة بل ان كثير من المجتمعات الحديثة يعسر عليها فهم مثل هذا الخطاب, فلذلك صار خطاب الاديان مرمزا لا يدركه الا العلماء, حتى لا تكون الحقائق مبتذلة لكل احد.
اليوم الاخر
يتضح جليا مما تقدم بان النفس الانسانية اذا وصلت من القوة والسيطرة والهيمنة على هذا العالم, بعد ان تزداد معارفها وقدراتها والآتها في التصرف في هذا الكون الفسيح, فستكون النفس عند ذلك في نعيم ابدي وجنة عرضها السماوات والارض بعد انفاذ هيمنتها على جميع الكواكب والاجرام السماوية.
وبطبيعة الحال ان هذه العلوم والمعارف التي ستجعل الانسان يسيطر على هذا الكون الفسيح التي نجهلها الان, ولكننا نعلم اجمالا بان هذه العلوم والمعارف بعضها علوم ومعارف نفسية ومعنوية وبعضها معارف مادية, فاما المعارف والعلوم النفسية والمعنوية هي التي لها السيطرة و الهيمنة على هذا العالم الفسيح.
ولكن القلوب المحجوبة عن العلوم والمعارف والمملوءة بالاحقاد والبغضاء فستكون في شقاء, لانها لم تفهم تلك النفوس سبب وجودها في هذا العالم, وانها لم تفهم ايضا العلاقات القائمة بين الناس, فهذه القلو ب لم تعرف ان تعفوا لاحد ممن اساء اليها ولم تعرف الرحمة للناس, او لم تحب ان ترى الخير للناس, او تريد تلك النفس التعالي على الناس بالقهر والاساءة والتعذيب لهم, فسوف تكون في ذاك العالم في شقاء وبئس عن تلك الامور وستعيش في حرمان وعزلة.
ولابد من الاشارة الى ان النفس الانسانية اذا انشغلت بشيء فانها عند ذلك ستكون غير منتبهة الى ما حولها, كما لو افترضنا انها تجلس في غابة جميلة بين اشجار وانهار وزروع ولكن كان هناك حيوانا مفترسا موجود في ذلك المكان, فمن المعلوم ان النفس ستبقى منشغلة بخطر ذلك الحيوان المفترس وسوف لن تستمتع النفس او ذلك الانسان بتلك الغابة الجميلة, بل ستكون النفس في شقاء وعذاب جراء وجود هذا الحيوان المفترس, وكذلك الحال في المقام فان النفس الانسانية اذا تولدت عندها صفة البغض للاخرين فانها ستبقى عند ذلك في حالة من العزلة عن القصور والجنات من النعيم, ونحن نرى اليوم في المجتمعات الانسانية رغم البنايات العظيمة والشاهقة والاسواق الكبيرة والحدائق الجملية فان كثير من الناس يعيش في غفلة عن كل هذا, وتجد انه لايشعر بقيمة لذلك.
فلذلك ستكون السعادة في الاخرة بحسب النفس, فكلما كانت درجة علمها ومعرفتها وهيمنتها اقوى ستكون اسعد النفوس وكذلك اذا كانت تحب الاخرين وتتمنى الخير لهم سوف تكون في اعلى درجات السعادة.
وكذلك بالعكس كلما نجد ان النفس جاهلة ومنغمسة في الجهل ولم تكن لها سلطة ونفوذ, ولم تدرك سبب وجودها في هذا العالم, وبغضها للاخرين وحسدها وحقدها, ستعيش في اسفل درجات الشقاء والتعاسة.
وعلى كل حال كلما تمثلت النفس الانسانية وطابقت ذلك الوجود اللامتناهي في علمه وقدرته وهيمنته وسيطرته على هذا الكون كلما كانت تلك النفس اسعد النفوس الانسانية, وانا اعتقد ان تلك النفس هي نفس النبي محمد ونفوس اهل بيته الذين يقصدونهم المسلمون, واما نفوس عيسى وموسى وبقيت الانبياء فهي تاتي بعد هؤلاء والله العالم بحقيقة الحال.
واما خطاب الاديان لم يكتنف من الوضوح بعض الشيء ويعتمد على الترميز في اغلب الاحيان, وذلك لاجل ان كثيرا من الناس فاقدون الكثير من الاهلية في ان يكون خطابهم عقلانيا صرفا, فان مثل هذا الكلام العقلاني الذي اضعه بين يدي القارئ الكريم, فانه لاتستطيع فهمه المجتمعات القديمة بل ان كثير من المجتمعات الحديثة يعسر عليها فهم مثل هذا الخطاب, فلذلك صار خطاب الاديان مرمزا لا يدركه الا العلماء, حتى لا تكون الحقائق مبتذلة لكل احد.