تويت
الحلقة الرابعة عشر
كيف نبرمج عقولنا
تكملة بحث القوة الروحية
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
تحدثنا سابقا عن ان العقل الانساني هو يسير بحركة غريزة قسرية خاضعة لنظام تكويني وهو مشابه للغريزة الانسانية سواء غريزة الاكل او الجنس او غيرهما، واثبتنا ان هناك تجاذب و جاذبية موجودة بين الانسان الطالب للغذاء وبين الغذاء نفسه الموجود في الطبيعة، وهذا يعني ان التجاذب ليس موجودا بين الاجسام والمكان فقط وفقط.
كما اننا نريد ان نشير في حلقتنا هذه الى ان هذا التجاذب ليس موجودا فقط في الغريزة بل اننا نجد ان هذا التجاذب موجود حتى في حركة العقل الانساني، فاننا نجد ذلك في ان العقل البشري ايضا هو توجد فيه حالة الجذب والتجاذب، لاننا بعد ان اثبتنا ان العقل الانساني هو غريزة فهذا معناه انه خاضع لنظام تكويني ، ومعنى النظام التكويني انه يعني له ارتباطات متعددة مع هذا العالم، فاحدى ارتباطاته فان العقل الانساني مرتبط مع الاجسام او الصور او الروائح التي يحصلها الانسان عن طريق الحواس الخمسة وهذا نوع من ارتباط العقل مع المحيط الخارجي، وهناك ارتباط بين دماغ الانسان وبين العالم الخارجي سنطرح كيفيتها ونبينها في محلها .
ولكننا نجد ان بعض الارتباطات يمكن تفسيرها ومعرفة الرابط الذي يربط العالم الخارجي بالعقل الانساني ، مثل اننا نجد الارتباط الموجود بين العين وبين الصور الخارجية فان الرابطة مفسرة فيزيائيا، وكيف ان صورة هذا الاناء في الخارج تاتي الى العين ، وهذه العملية هي التي تحقق عملية العلم ولكننا نجد بعض الارتباطات الموجودة والتي سنبينها بعد ذلك فاننا نجهل حقيقة الرابط الذي يربط بين العقل الانساني وذلك الشيء الخارجي الذي يطلبه العقل البشري ومتعلق به ومنجذب اليه، بل نجد ان العقل يدور في فلكه ولايتسطيع العقل الانفكاك عن ذلك الشيء الخارجي الذي يطلبه.
فاذن كما ان هناك في غريزة الاكل وكذلك في غريزة الجنس طالب ومطلوب، اي ان الجسد يطلب الغذاء والغذاء مطلوب للجسد ،رغم اننا لانجد اي ترابط واي اتصال مادي ملحوظ ومشاهد، كذلك الحال في العقل البشري فاننا سنجد ان العقل البشري هو ايضا هو طالب لشيء ومنجذب اليه، ويستحيل ان نفرق بينه وبين ذلك الشيء المنجذب اليه وهذا الشيء ما سنبينه في الحلقات السابقة.
كما ان الذي جرءنا لنقول عن هذا الموجود العظيم وهو العقل انه غريزة، ليصبح لدينا في عالم الطبيعة الجماد والنبات النامي والحيوان الذي تحكمه الغريزة الحيوانية، وكذلك العقل الانساني الذي هو يفوق بمراتب كثيرة الجماد والنبات والحيوان، فان الذي جرءنا هو الحديث الوارد والمنسوب لامير المؤمنين عليه السلام حيث يصرح فيه بقوله (( العقل غريزة تزيد بالعلم والتجارب))، ولكن مع ذلك هو ان العقل الانساني له قيمته المعرفية الكبيرة جدا، حيث ان العقل هو الدليل والمرشد والمنقذ للانسان في هذا العالم، ولاباس ان ننقل حديث النبي الاعظم صلى الله عليه واله الوارد عنه حيث قال: لكل شئ آلة وعدة ، وآلة المؤمن وعدته العقل ، ولكل شئ مطية، ومطية المرء العقل، ولكل شئ غاية، وغاية العبادة العقل، ولكل قوم راع وراعي العابدين العقل، ولكل تاجر بضاعة وبضاعة المجتهدين العقل، ولكل خراب عمارة وعمارة الآخرة العقل، ولكل سفر فسطاط يلجأون إليه وفسطاط المسلمين العقل، ويقين ان هذا الحديث يشير الى مطالب عالية جدا ويحمل اسرار جليلة وعظيمة وكبيرة تشير الى عظم هذا الانسان الالهي صلى الله عليه واله وسلم.
واما قيمة العقل في الحضارة الغربية التي تاسست قبل خمس قرون ، فقد اكدت على اهمية دور العقل وجعلوه هو النور الوحيد الذي يستنار به ، ولذا سمي العصر التي نهضت به اوربا بعصر التنوير، وانقل عن كتاب الحداثة عند كانط في رحاب اراء الشيخ مرتضى المطهري، حيث ينقل بعض النصوص للفيلسوف الالماني ايمانويل كانط وهو من ابرز فلاسفة الغرب، حيث يؤكد هذا الفيلسوف على وجوب استخدام العقل، حيث يقول (كن شجاعا واستخدم عقلك) وهذا النص واضح في ان الناس في اوربا لم تكن تستخدم عقلها، وهذا احد الشعارات التي رفعت في اوربا قبل مائتي عام بعد ان كانت اوربا تغوص في انفاق الجهل والظلام، ومن ثم نجد كيف انه ينقد اولئك الذين تركوا عقولهم وراءهم ولم يعتنوا به حيث يقول كانط (ما اقل الذين تمكنوا من تجاوز مرحلة عدم النضج الذاتي وتنمية قابلياتهم العقلية ومن ثم خطوا خطوات راسخة الى الامام) ورغم اننا اليوم نعيش في كثير من الاحيان الفوضى الفكرية، وكل يدعي وصلا بليلى وليلى لاتقر لهم بذاكا، ولكن للاسف اننا نجد المجتمعات اليوم تبتعد عن العقل، فلا هي ملتزمة بالدين ولاهي صاغية للعقل، فكثير من الخطابات والنقاشات والمجادلات هي تحمل المغالطات والمكابرات على الاخر، وكل يريد ان يثبت نفسه والا العقل لايظل من استرشده.
الى هنا اتضح ان العقل الانساني هو في حركته الفكرية هو مشابه للغريزة الشهوية لدى الانسان، وان كل منهما يسير في حركته في هذا العالم بحركة غريزية ولكن العقل ينتج معارف وعلوم ولكن الغريزة الشهوية تنتج الطاقة الغذائية مثلا للانسان وتحافظ على النوع الانساني ، والغريزة كما هي غير خاضعة لارادة الانسان كذلك العقل هو في احكامه ونتائجه التي يصل اليها هو ايضا غير خاضع لارادة الانسان واختياره، فكل له نظام تكويني وقوانين طبيعية تحكمه بعيدا عن يد الانسان وتدخلاته وارادته ، كما اننا سنبين في الحلقة القادمة ان ماتطلبه وما تنقاد اليه الغريزة الانسانية او ماينجذب اليه العقل الانساني لابد من ان يكون له حقيقة واقعية اي ليس وهما او خيال نلتقيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كيف نبرمج عقولنا
تكملة بحث القوة الروحية
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
تحدثنا سابقا عن ان العقل الانساني هو يسير بحركة غريزة قسرية خاضعة لنظام تكويني وهو مشابه للغريزة الانسانية سواء غريزة الاكل او الجنس او غيرهما، واثبتنا ان هناك تجاذب و جاذبية موجودة بين الانسان الطالب للغذاء وبين الغذاء نفسه الموجود في الطبيعة، وهذا يعني ان التجاذب ليس موجودا بين الاجسام والمكان فقط وفقط.
كما اننا نريد ان نشير في حلقتنا هذه الى ان هذا التجاذب ليس موجودا فقط في الغريزة بل اننا نجد ان هذا التجاذب موجود حتى في حركة العقل الانساني، فاننا نجد ذلك في ان العقل البشري ايضا هو توجد فيه حالة الجذب والتجاذب، لاننا بعد ان اثبتنا ان العقل الانساني هو غريزة فهذا معناه انه خاضع لنظام تكويني ، ومعنى النظام التكويني انه يعني له ارتباطات متعددة مع هذا العالم، فاحدى ارتباطاته فان العقل الانساني مرتبط مع الاجسام او الصور او الروائح التي يحصلها الانسان عن طريق الحواس الخمسة وهذا نوع من ارتباط العقل مع المحيط الخارجي، وهناك ارتباط بين دماغ الانسان وبين العالم الخارجي سنطرح كيفيتها ونبينها في محلها .
ولكننا نجد ان بعض الارتباطات يمكن تفسيرها ومعرفة الرابط الذي يربط العالم الخارجي بالعقل الانساني ، مثل اننا نجد الارتباط الموجود بين العين وبين الصور الخارجية فان الرابطة مفسرة فيزيائيا، وكيف ان صورة هذا الاناء في الخارج تاتي الى العين ، وهذه العملية هي التي تحقق عملية العلم ولكننا نجد بعض الارتباطات الموجودة والتي سنبينها بعد ذلك فاننا نجهل حقيقة الرابط الذي يربط بين العقل الانساني وذلك الشيء الخارجي الذي يطلبه العقل البشري ومتعلق به ومنجذب اليه، بل نجد ان العقل يدور في فلكه ولايتسطيع العقل الانفكاك عن ذلك الشيء الخارجي الذي يطلبه.
فاذن كما ان هناك في غريزة الاكل وكذلك في غريزة الجنس طالب ومطلوب، اي ان الجسد يطلب الغذاء والغذاء مطلوب للجسد ،رغم اننا لانجد اي ترابط واي اتصال مادي ملحوظ ومشاهد، كذلك الحال في العقل البشري فاننا سنجد ان العقل البشري هو ايضا هو طالب لشيء ومنجذب اليه، ويستحيل ان نفرق بينه وبين ذلك الشيء المنجذب اليه وهذا الشيء ما سنبينه في الحلقات السابقة.
كما ان الذي جرءنا لنقول عن هذا الموجود العظيم وهو العقل انه غريزة، ليصبح لدينا في عالم الطبيعة الجماد والنبات النامي والحيوان الذي تحكمه الغريزة الحيوانية، وكذلك العقل الانساني الذي هو يفوق بمراتب كثيرة الجماد والنبات والحيوان، فان الذي جرءنا هو الحديث الوارد والمنسوب لامير المؤمنين عليه السلام حيث يصرح فيه بقوله (( العقل غريزة تزيد بالعلم والتجارب))، ولكن مع ذلك هو ان العقل الانساني له قيمته المعرفية الكبيرة جدا، حيث ان العقل هو الدليل والمرشد والمنقذ للانسان في هذا العالم، ولاباس ان ننقل حديث النبي الاعظم صلى الله عليه واله الوارد عنه حيث قال: لكل شئ آلة وعدة ، وآلة المؤمن وعدته العقل ، ولكل شئ مطية، ومطية المرء العقل، ولكل شئ غاية، وغاية العبادة العقل، ولكل قوم راع وراعي العابدين العقل، ولكل تاجر بضاعة وبضاعة المجتهدين العقل، ولكل خراب عمارة وعمارة الآخرة العقل، ولكل سفر فسطاط يلجأون إليه وفسطاط المسلمين العقل، ويقين ان هذا الحديث يشير الى مطالب عالية جدا ويحمل اسرار جليلة وعظيمة وكبيرة تشير الى عظم هذا الانسان الالهي صلى الله عليه واله وسلم.
واما قيمة العقل في الحضارة الغربية التي تاسست قبل خمس قرون ، فقد اكدت على اهمية دور العقل وجعلوه هو النور الوحيد الذي يستنار به ، ولذا سمي العصر التي نهضت به اوربا بعصر التنوير، وانقل عن كتاب الحداثة عند كانط في رحاب اراء الشيخ مرتضى المطهري، حيث ينقل بعض النصوص للفيلسوف الالماني ايمانويل كانط وهو من ابرز فلاسفة الغرب، حيث يؤكد هذا الفيلسوف على وجوب استخدام العقل، حيث يقول (كن شجاعا واستخدم عقلك) وهذا النص واضح في ان الناس في اوربا لم تكن تستخدم عقلها، وهذا احد الشعارات التي رفعت في اوربا قبل مائتي عام بعد ان كانت اوربا تغوص في انفاق الجهل والظلام، ومن ثم نجد كيف انه ينقد اولئك الذين تركوا عقولهم وراءهم ولم يعتنوا به حيث يقول كانط (ما اقل الذين تمكنوا من تجاوز مرحلة عدم النضج الذاتي وتنمية قابلياتهم العقلية ومن ثم خطوا خطوات راسخة الى الامام) ورغم اننا اليوم نعيش في كثير من الاحيان الفوضى الفكرية، وكل يدعي وصلا بليلى وليلى لاتقر لهم بذاكا، ولكن للاسف اننا نجد المجتمعات اليوم تبتعد عن العقل، فلا هي ملتزمة بالدين ولاهي صاغية للعقل، فكثير من الخطابات والنقاشات والمجادلات هي تحمل المغالطات والمكابرات على الاخر، وكل يريد ان يثبت نفسه والا العقل لايظل من استرشده.
الى هنا اتضح ان العقل الانساني هو في حركته الفكرية هو مشابه للغريزة الشهوية لدى الانسان، وان كل منهما يسير في حركته في هذا العالم بحركة غريزية ولكن العقل ينتج معارف وعلوم ولكن الغريزة الشهوية تنتج الطاقة الغذائية مثلا للانسان وتحافظ على النوع الانساني ، والغريزة كما هي غير خاضعة لارادة الانسان كذلك العقل هو في احكامه ونتائجه التي يصل اليها هو ايضا غير خاضع لارادة الانسان واختياره، فكل له نظام تكويني وقوانين طبيعية تحكمه بعيدا عن يد الانسان وتدخلاته وارادته ، كما اننا سنبين في الحلقة القادمة ان ماتطلبه وما تنقاد اليه الغريزة الانسانية او ماينجذب اليه العقل الانساني لابد من ان يكون له حقيقة واقعية اي ليس وهما او خيال نلتقيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .