عثمان وصحابة الرسول صلى الله عليه واله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين.
دائما نسمع الوهابية و من يتبعهم من اهل السنة ينقلون كلاماً مخالفاً للواقع وهو الكلام الذي يدور حول مسألة الصحابة وانهم كلهم عدول وان بينهم مودة ورحمة وانهم وانهم الخ ، لكن عندما ترجع لتستقرئ حيات الصحابة تجد العكس من ان كان بينهم عداوة واختلاف كبير جداً بل كان البعض يأمر بقتل البعض الآخر ،ونحن اليوم سننقل اليك اخي القارئ نبذه مختصرة من حيات صحابيين أحدهما الخليفة عثمان والآخر عبد الله بن مسعود ، وانت ستكون الحكم فيما بينهما ، فهل ستجد ان بينهما علاقة حميمة ؟ أم علاقة بغض وحقد وقتل؟
لقد ثبت بالدليل المستوحى من الاخبار الصحيحة من أن عثمان بن عفان كان في مدة خلافته قد صب عداءه لأصحاب رسول الله صلى الله عليه واله بل أنه أخذ منهم كل منصباً ولأعطاه للطلقاء من بني امية بإعتبار بني اميه هم ابناء عمومته
وعشيرته ، والأدهى من ذلك ان هذا الامر وصل الى ضرب صحابة رسول الله صلى عليه واله من قبل عبيده وجلاوزته
الذين كانوا يحوطون به من كل جانب ، بينما نجد ان النبي صلى الله عليه واله يذكرهم باحاديث ويخصهم بالمدح والثناء
ويشهد لهم بالصلاح ،
ومن هؤلاء الصحابة أمثال عبد الله بن مسعود ؟؟!
: موقف عثمان مع عبد الله بن مسعود :
أخرج البلاذري في الأنساب 5: 36 قال: حدثني عباس بن هشام عن أبيه عن أبي مخنف وعوانة في إسنادهما: إن عبد الله بن مسعود حين ألقى مفاتيح بيت المال إلى الوليد بن عقبة قال: من غير غير الله ما به. ومن بدل أسخط الله عليه، وما أرى صاحبكم إلا وقد غير وبدل، أيعزل مثل سعد بن أبي وقاص ويولى الوليد ؟ وكان يتكلم بكلام لا يدعه وهو: إن أصدق القول كتاب الله، وأحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدث بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار [1].
فكتب الوليد إلى عثمان بذلك وقال: إن يعيبك ويطعن عليك، فكتب إليه عثمان يأمره بإشخاصه فاجتمع الناس فقالوا: أقم ونحن نمنعك أن يصل إليك شئ تكرهه، فقال: إن له علي حق الطاعة ولا أحب أن أكون أول من فتح باب الفتن. وفي لفظ أبي عمر: إنها ستكون أمور وفتن لا أحب أن أكون أول من فتحها. فرد الناس وخرج إليه. [2]
قال البلاذري: وشيعه أهل الكوفة فأوصاهم بتقوى الله ولزوم القرآن فقالوا له: جزيت خيرا فلقد علمت جاهلنا، وثبت عالمنا، وأقرأتنا القرآن، وفقهتنا في الدين، فنعم أخو الاسلام أنت ونعم الخليل، ثم ودعوه وانصرفوا، وقدم ابن مسعود المدينة وعثمان يخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال: ألا إنه قد قدمت عليكم دويبة سوء من يمشي على طعامه يقئ ويسلح، فقال ابن مسعود: لست كذلك ولكني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ويوم بيعة الرضوان. ونادت عائشة: أي عثمان ! أتقول هذا لصاحبرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ثم
أمر عثمان به فأخرج من المسجد إخراجا عنيفا، وضرب به عبد الله ابن زمعة الأرض، ويقال: بل احتمله " يحموم " غلام عثمان ورجلاه تختلفان على عنقه حتى ضرب به الأرض فدق ضلعه، فقال علي: يا عثمان ! أتفعل هذا بصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول الوليد بن عقبة ؟ فقال: ما بقول الوليد فعلت هذا ولكن وجهت زبيد بن الصلت الكندي إلى الكوفة فقال له ابن مسعود: إن دم عثمان حلال، فقال علي: أحلت عن زبيد على غير ثقة.
قال البلاذري: وقام علي بأمر ابن مسعود حتى أتى به منزله، فأقام ابن مسعود بالمدينة لا يأذن له عثمان في الخروج منها إلى ناحية من النواحي، وأراد حين برئ الغزو فمنعه من ذلك وقال له مروان: إن ابن مسعود أفسد عليك العراق، أفتريد أن يفسد عليك الشام ؟ فلم يبرح المدينة حتى توفي قبل مقتل عثمان بسنتين، وكان مقيما بالمدينة ثلاث سنين. وقال قوم: إنه كان نازلا على سعد بن أبي وقاص، ولما مرض ابن مسعود مرضه الذي مات فيه أتاه عثمان عائدا فقال: ما تشتكي ؟ قال: ذنوبي، قال: فما تشتهي ؟ قال: رحمة ربي. قال: ألا أدعو لك طبيبا ؟ قال: الطبيب أمرضني. قال: أفلا آمر لك بعطائك ؟ قال: منعتنيه وأنا محتاج إليه، وتعطينيه وأنا مستغن عنه ؟ قال: يكون لولدك، قال: رزقهم على الله. قال: إستغفر لي يا أبا عبد الرحمن، قال: أسأل الله أن يأخذ لي منك بحقي، وأوصى أن لا يصلي عليه عثمان فدفن بالبقيع وعثمان لا يعلم فلما علم غضب، وقال: سبقتموني به ؟ فقال له عمار بن ياسر: إنه أوصى أن لا تصلي عليه. فقال ابن الزبير:
لأعرفنك بعد الموت تندبني * وفي حياتي ما زودتني زادي
على الرغم من فعل عثمان لهذا الصحابي فهل كان فعله نابع عن جهل عثمان بهذا الصحاب هام انه كان يعرف مدح النبي صلى الله عليه واله له ؟!
الأميني رحمه الله في كتاب الغدير: لعلك لا تستكنه هذه الجرأة ولا تبلغ مداها حتى تعلم أن ابن مسعود من هو، فهنالك تؤمن بأن ما فعل به حوب كبير لا يبرر من ارتكب به أي عذر معقول فضلا عن التافهات. 1 - أخرج مسلم وابن ماجة من طريق سعد بن أبي وقاص قال نزل قوله تعالى:
((ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شئ وما من حسابك عليهم من شئ فتطردهم فتكون من الظالمين ))" الأنعام 52 " في ستة نفر منهم عبد الله بن مسعود. راجع تفسير الطبري 7: 128، المستدرك للحاكم 3:
أخرج الحاكم في المستدرك 3: 315 من طريق حبة العرني قال: إن ناسا أتوا عليا فأثنوا على عبد الله بن مسعود فقال: أقول فيه مثل ما قالوا وأفضل: من قرأ القرآن وأحل حلاله، وحرم حرامه، فقيه في الدين، عالم بالسنة.
هذا فعل الخليفة مع علمه من ان هذا الصحابي كان جليل القدر عن النبي صلى الله عليه واله وعند الصحابة انفسهم
ومع ذلك نجده قد تجاوز الحد بهذا الفهل الشنيع الذي لا يجوز حتى على غير المسلمين فكيف اذا كان من المسلمين بل من صحابة النبي صلى الله عليه واله .
والحكم اليك اخي القارئ العزيز ؟؟
[1]- هذه جملة من كلمة ابن مسعود وقد أخرجها برمتها أبو نعيم في حلية الأولياء 1: 138 وهي كلمة قيمة فيها فوائد جمة.
[2]- الاستيعاب 1: 373