بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}
((الحج )) في اللغة : القصد، وخص في الشرع بقصد بيت الله الحرام إقامة للنسك.
وخُص في تعارف الشرع بقصد بيت الله تعالى إقامة للنسك فقيل: الحَج والحِج ، فالحَجُّ مصدر والحِجُّ إسم. ويوم الحج الأكبر يوم النحر ويوم عرفة .
والعمرة الحج الأصغر . والحُجَّة: الدلالة المبينة للمحجة ، أي المقصد المستقيم الذي يقتضي صحة أحد النقيضين.
قال السيد الطباطبائي : قوله تعالى
﴿وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾ الحِج بالكسر وقرء بالفتح هو القصد ثم اختص استعماله بقصد البيت على نهج مخصوص
بينه الشرع وقوله ﴿سَبِيلاً﴾ تمييز من قوله ﴿اسْتَطَاعَ﴾. والآية تتضمن تشريع الحج إمضاءا لما شرع لإبراهيم عليه السلام كما يدل عليه قوله
تعالى حكاية لما خوطب به إبراهيم ﴿وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ﴾ الآية ..
ومن هنا يظهر أن وزان قوله ﴿وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ﴾ إلخ ، وزان قوله تعالى ﴿وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا﴾ في كونه إخبارا عن تشريع سابق وإن كان من
الممكن أن يكون إنشاء على نحو الإمضاء لكن الأظهر من السياق هو الأول كما لا يخفى.
قوله تعالى ﴿وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ الكفر هاهنا من الكفر بالفروع نظير الكفر بترك الصلاة والزكاة فالمراد بالكفر الترك والكلام
من قبيل وضع المسبب أو الأثر مقام السبب أو المنشأ كما أن قوله ﴿فَإِنَّ الله غَنِيٌّ﴾ إلخ من قبيل وضع العلة موضع المعلول والتقدير ومن ترك
الحج فلا يضر الله شيئا فإن الله غني عن العالمين.
عن أبي حمزة الثمالي قال :دخلت على ابي جعفر عليه السلام وهو جالس على الباب الذي إلى المسجد وهو ينظر إلى الناس يطوفون،
فقال : يا ابا حمزة،بما امروا هولاء؟قال : فلم أدر ما أردعليه .قال :إنماأمرواأن يطوفوا بهذه الاحجار ثم ياتونا فيعلمون ولايتهم.
العلل ج2 ص406 ح8-ينابيع الحكمة ج2 ص56.
{ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنُُ وَاعِيَة ُُ}