إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خاطرة وتعليق | اثر من اثار تلقي الثقافة من الفضائيات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خاطرة وتعليق | اثر من اثار تلقي الثقافة من الفضائيات

    بسم الله الرحمن الرحيم
    زارني امس احد الاقرباء ودار بيننا حديث في موضوعات عدة كان منها < هل ظاهر القران الكريم حجة ام لا > ؟ رأيت الرجل قبل ان اشاركه في الحديث يجزم بعدم حجية ظواهر القران وصار يردد < لا يفهمه الا من خوطب به > بل رأيته ينسب ذلك الى علماء الشيعة كافة فتيقنت ان الرجل واقع في شبهة فعندها شعرت بالمسؤلية الشرعية ازائه الا ان الحيرة التي اصابتني هي : من اين ابدأ معه وكيف لاختصر عليه الطريق باوضح بيان ؟
    رأيت قبل كل شيء ان اوضح له ان فهم حقيقة القران " التاويل " شيء ، والاخذ بظواهره شيء اخر وان كلامنا في الثاني لا في الاول وشددت على ذلك وكانت البداية .
    فسألته هذين السؤالين :
    1/ اذا كان ظاهر القران ليس بحجة فماذا تفهم من حث القران على التدبر سيما جملة " افلا يتدبرون القران " في قوله تعالى : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد : 24] ؟
    فاجاب : ذيل الاية يوضحها وبدأ يشرح ، ولا يهمني هنا عرض ما استفاده من الاية بقدر ما يهمني ان ابين التناقض الذي وقع فيه
    فقلت له : كيف ظاهر القران ليس بحجة وقد قمت بتفسير هذه الاية حسب فهمك اجابة لسؤالي ؟ ما هذا الا تناقض .
    2/ واما السؤال الثاني فهو : ما معنى روايات العرض ـ عرض الروايات على القران والاعراض عن المخالف له منها ـ ؟
    فاجاب الرجل : بعدم اطلاعه على هذه الروايات ، والحال انها مستفيضة ، على انه ذكر كلاما في منتهى الخطورة قد اعرضت عنه هنا مكتفيا معه بالنتبيه على خطورته وخطأه الفادح .
    فحينها اكتشفت ان مصادر ثقافة الرجل الدينية مع ما هو عليه من التقوى والالتزام ومن متسوى عقلي لا باس به فالرجل خريج كلية هندسة مشربان :
    الاول : القنوات الفضائية .
    الثاني : الكتب الحديثية .
    وستسألني : وهل فيهما محذور ؟
    الجواب : نعم وبكل تاكيد بل اغلب مصائبنا منهما ولا تتسرع في الحكم قبل ان تسمع .
    اما الاول : فواضح انها ليست مصدرا لاخذ العقيدة والثقافة الدينية السليمة الا من رحم ربك ، فصار الجلوس امام شاشة الفضائية لساعات والافتاء والهرطقة شرعة لكل وارد في ظل عدم الشعور بالرقابة الالهية ورقابة ولي امرنا الامام المهدي عليه السلام من جهة والانفتاح الاعلامي الذي نشهده من جهة اخرى . ( والحر تكفيه الاشارة ) !
    واما الثاني : فهي مادة خام واحاديث مجموعة دونت لاهلها من العلماء والفضلاء سيما في العقائد والاحكام ففيها المتعارضة و العام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين والمحكم والمتشابهة والصحيح وغير الصحيح افلا يحتاج كل ذلك الى مراجعة ذوي الشان واهل الاختصاص ؟ الم يرد عنهم عليهم السلام : اعربوا كلامنا فانا قوم فصحاء ؟ وغير ذلك مما يطول سرده وبيانه .
    وهذا لا يعني الصد عن قراءة احاديثهم والتامل فيها ولا حصر فهم النص الديني واحتكاره في فئة خاصة من الناس فالباب مفتوح لكل احد ليطلب الادوات التي تعينه على فهم النصوص بمجملها غاية ما هناك التثبت والاحتياط في كل مشكل عنّ للقارئ ، فكما اننا نقرأ القران ونحتاج في انعقاد ظهوراته واستقرارها الى مراجعة كلام عدله كذلك الحال في روايات اهل بيت العصمة بحاجة لمراجعة اهل العلم ، اننا نرى احترام كل العقلاء بما هم عقلاء لاهل الاختصاص في كل فن الا في قضايا الدين !

    ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
    { نهج البلاغة }
يعمل...
X