إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كتاب محنة امير المؤمنين عليه السلام (الخامس والسادس والسابع) قبل وفاةالرسول (ص)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتاب محنة امير المؤمنين عليه السلام (الخامس والسادس والسابع) قبل وفاةالرسول (ص)



    بسم الله الرحمن الرحيم
    ((محنة اميرالمؤمنين الخامس والسادس والسابع))


    وأما الخامسة يا أخا اليهود فإن أهل مكة أقبلوا إلينا على بكرة أبيهم استحاشوا من يليهم (1) من قبائل العرب وقريش طالبين بثأر مشركي قريش في يوم بدر ويوم الخندق فهبط جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله فأنبأه ذلك فتأهب النبي صلى الله عليه وآله لهم وعسكر بأصحابه في سفح أحد (2) وأقبل المشركون إلينا بحملة رجل واحد فاستشهد من المسلمين من استشهد وكان ممن بقي منهم ما كان من الهزيمة عفا الله عنهم وبقيت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ومضى المهاجرون والأنصار إلى منازلهم من المدينة، كل يقول: قتل النبي صلى الله عليه وآله وقتل أصحابه، ثم ضرب الله بوجوه المشركين وقد جرحت بين يدي النبي صلى الله عليه وآله نيفا " وسبعين جراحة ومنها هذه ومنها هذه - ثم ألقى رداءه وأمر بيده على جراحاته - وكان مني في ذلك اليوم ما كان الله على ثوابه إن شاء الله.
    ثم التفت إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين.
    وأما السادسة يا أخا اليهود فإنا وردنا مع رسول الله مدينة أصحابك خيبر على رجال اليهود وفرسانها من قريش وغيرها فلقونا بأمثال الجبال من الخيل والرجال والسلاح في أمنع دار وأكثر عدد، كل ينادي إلى البراز ويبادر في القتال، فلم يبرز لهم من أصحابنا أحد إلا وهم قتلوه حتى إذا احمرت الحدق ودعيت إلى البراز وأهمت كل رجل منهم نفسه (3) والتفت بعض أصحابي إلى بعض وكل يقول: - أوجلهم - يا أبا الحسن انهض فأنهضني رسول الله صلى الله عليه وآله إليهم فلم يبرز إلي منهم أحد إلا قتلته ولا ثبت لي فرس إلا طعنته، ثم شددت عليهم شد الليث على فريسته، حتى إذا أدخلتهم جوف مدينتهم، يكسع بعضهم بعضا (4) فرددت باب مدينتهم وهو مسدود عليهم، ثم التفت إلى أصحابه فقال: وهو ما قد رأيتم فاقتلعته بيدي ثم دخلت عليهم مدينتهم وحدي أقتل من ظهر فيها من رجالهم وأسبي من أجد من نسائهم حتى افتتحتها وحدي لم يكن لي معاون إلا الله وحده.
    ثم التفت إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين.
    وأما السابعة يا أخا اليهود فإن رسول الله صلى الله عليه وآله لما توجه بفتح مكة أحب أن يعذر إليهم ويدعوهم إلى الله عز وجل آخرا " كما دعاهم أولا "، فكتب إليهم كتابا " يحذرهم وينذرهم عذاب ربهم ويعدهم الصفح فيهم، ويمنيهم مغفرة ربهم، ونسخ لهم في آخره سورة براءة ليتلو عليهم، ثم عرض على جميع أصحابه المضي إليهم بالكتاب وكلهم يرى فيه التثاقل فلما رأى ذلك ندب منهم رجلا " ليوجهه به فأتاه جبرئيل فقال: يا محمد إنه لا يؤدي عنك إلا رجل منك، فأنبأني رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك ووجهني بكتابه ورسالته إلى أهل مكة فأتيت مكة وأهلها من قد عرفتم ليس منهم أحد إلا ولو قدر على أن يضع مني على كل جبل إربا " لفعل ولو ببذل ماله ونفسه وأهله وولده، فبلغتهم رسالة النبي صلى الله عليه وآله وقرأت عليهم كتابه فكل تلقاني بالتهدد والوعيد ويبدي البغضاء ويظهر الشحناء من رجالهم ونسائهم وكان مني في ذلك ما قد رأيتم.
    ثم التفت إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين.
    قال: يا أخا اليهود هذه المواطن التي امتحنني فيهن ربي مع رسول الله صلى الله عليه وآله، فوجدني فيهن كلها بمنه مطيعا "، ليس لأحد فيها مثل الذي لي ولو وصفت ذلك لاتسع لي فيه القول ولكن الله نهى عن التزكية.
    فقالوا: صدقت يا أمير المؤمنين فوالله لقد أعطاك الله الفضيلة بالقرابة من نبينا صلى الله عليه وآله وأسعدك بأن جعلك أخاه، تنزل منه بمنزلة هارون من موسى، وفضلك بالمواقف التي باشرتها، والأهوال التي ركبتها، وذخرك الذي ذكرت وأكثر منه مما لم تذكره مما ليس لأحد من المسلمين مثله، يقول ذلك من شهدك منا مع نبينا ومن شهدك منا بعده فأخبرنا يا أمير المؤمنين بما امتحنك الله بعد نبينا صلى الله عليه وآله فاحتملته وصبرت عليه، فإنا لو شئنا أن نصف ذلك لك لوصفناه علما " منا به وظهورا " عليه إلا أنا نحب أن نسمع منك ذلك كما سمعنا منك ما امتحنك الله به في حياته فأطعته فيه.

    -------------------------------------------------------------
    (1) حاش الصيد: جاءه من حواليه ليصرفه إلى الحبالة كأحاشه وأحوشه، وحاش الإبل جمعها وساقها والتحويش: التجميع وحاوشته عليه: حرضته.
    (2) في بعض النسخ [في سد أحد] وهكذا في
    الخصال أيضا " ولعله الأصح.
    (3) في بعض النسخ [كل امرئ نفسه]. وهكذا في
    الخصال.
    (4) أي يطرده.
يعمل...
X