إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مرض خطير فأجتنبوه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مرض خطير فأجتنبوه

    بسم الله الرحمن الرحيم


    اللهم صل على محمد وآل محمد




    يعد مرض الغيبة من الأمراض النفسية ذو الإبعاد الاجتماعية لأنه ممارسة فردية ولكن يترتب عليها آثار اجتماعية كارثية وتعتبر مصدر من مصادر إثارة الفتنة في المجتمع ووسيلة من وسائل التقسيط الاجتماعي للأفراد والجماعات ولقد عرَّفهُ النبي الكريم محمد (صلى لله عليه وآله وسلم) حينما سأله بعض الصحابة


    فقال ((هي ذكرك أخاك المؤمن بما يكره)) فقالوا وان كان الذي نقوله هو فيه ؟

    فأجاب الرسول الكريم ((صلى الله عليه وآله وسلم)) إن كان الذي قلته هو فيه فقد اغتبته . وان لم يكن فيه فقد بهته(أي افتريت عليه).





    لقد حدد العلماء مجموعة البواعث لهذا المرض الوبيل:




    دفع العذاب الوجداني

    حيث يسعى الأفراد إلى الكشف عن عيوب الناس في صفاتهم وأفعالهم في معالجة خاطئة لما يشعر به هو من العذاب الوجداني بسبب ممارسته السيئة وعيوبه وصفاته الذاتية فالإنسان المغتاب يعاني من تأنيب الضمير , ولكنه بدل معاجلة نفسه, يتجه إلى التنقيب عن عيوب الناس, وهو بهذا يوحي إلى نفسه بأنه ليس الوحيد الذي يعاني من العيوب , وليس الوحيد في ممارسته الخاطئة فهناك كثيرون ممن يشاركونه في ذلك , فالمغتاب إنسان مريض أخلاقيا , وهو يضيف بعمله هذا ذنبا إلى ذنبه.





    التباهي




    يقوم البعض من اجل إظهار فضله ومنزلتة بتحقير الآخرين , والى الحط من شانهم ومنزلتهم , فالمغتاب في هذه الحالة يحاول التباهي بنفسه , وانه صاحب منزلة رفيعة فهو لا يخطئ كما يخطئ الآخرون.





    السخرية والاستهزاء




    إن كثيرا من هذه المجالس المشينة هي مجالس استهزاء بالآخرين , وتدل على نقص الأشخاص الذين يستهزئون ’ فالكامل لا يهزا ولا يسخر من غيره , وان أراد التقويم قدم نصائحه.




    الحسد





    عندما يحس الفرد بنقص فيه, وضعف في شخصيته, فانه لا يفزع إلى استكمال شخصيته , وإنما يدفعه شعوره بالنقص إلى حسد الآخرين , والى كشف عيوبهم , والبحث عن ذنوبهم بهدف التسقيط والتشهير





    مجاراة الآخرين




    يجلس البعض في المجالس ويصف أعمال ابن عمه أو صديقه , ويذكر عيوب هذا وذاك, ولكي ينسجم السامع مع هذا الجو المريض يشارك في فعله القبيح , وهذا من ضعف الشخصية , والاستهانة بحضور الله ومراقبته للناس ,


    (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) هذا الشخص يخوض مع الخائضين.





    إبطال المفعول




    عندما يشعر احدهم باحتمال قيام فلان مثلا بذكر سوءاته لدى شخص أو أشخاص فانه من اجل إبطال مفعول كلامه والتشويش على حديثه ومعلوماته , ويقوم باغتيابه أمام السامعين , كي لا يكون كلامه حجة عندهم.





    الاستماع للغيبة





    إن الغيبة مرض خطير وذنب عظيم , وقد وصفه القرآن بأبشع الوصف إذ قال سبحانه
    (
    أيحب احدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا...)
    وقد سمي الشخص الذي يغتاب ميتا , لأنه غير حاضر فهو بمثابة الميت ولا يمكنه الدفاع عن نفسه, والمغتاب عاجز وجبان ولا يقل قبحا من استمع إليه, ولو سد باب الغيبة لم يترك للمتكلم فرصة لاغتياب أخيه لما حصلت الغية (فالسامع احد المغتابين) , وعليه الدفاع عن حرمة أخيه المؤمن الغائب, ولقد حذر القرآن والسنة النبوية اشد التحذير من الغيبة ووصفها الرسول ووصف صاحبها بأبشع الوصف , وهي من الكبائر التي لا تغفر إلا بغفران صاحبها , فيجب على المؤمن اجتناب الغيبة وردها بكل أساليبها الماكرة , جاء في الحديث
    (
    من رد عن أخيه غيبة سمعها في مجلس رد الله عنه ألف باب من الشر في الدنيا والآخرة)
    أن الدفاع عن حرمة المؤمنين واجب شرعي , وفي حالة عدم المقدرة على ذلك يلزم الخروج من مجالس الغيبة للمؤمنين.

يعمل...
X