إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ابو بكر الخليفة العادل: فدك انموذجا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابو بكر الخليفة العادل: فدك انموذجا

    بسم الله الرحمن الرحيم

    استدل ابو بكر على سلب ميراث الزهراء بحديث رواه هو وهوان الانبياء لا تورث ما تركوه صدقه ولنا هنا وقفة:
    اذا صح هذا الحديث فلم لم يحكم به في قضية الاشياء التي تنازع فيها امير المؤمنين عليه السلام مع عمه العباس وهي سيف رسول الله صلى الله عليه واله وبغلته وعمامته كما صرح بذلك كالقاضي عبد الجبار وابن ابي الحديد المعتزليان .
    فقد روى احمد وغيره بسند صحيح الحديث الاتي:
    «حدّثني يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء، عن عمير مولى العباس، عن ابن عباس قال: لمّا قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله واستخلف أبو بكر، خاصم العباس عليّاً في أشياء تركها صلّى اللّه عليه وآله، فقال أبو بكر رضي اللّه عنه: شيء تركه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فلم يحرّكه فلا أحرّكه، فلمّا استخلف عمر اختصما إليه، فقال: شيء لم يحرّكه أبو بكر فلست أحرّكه. قال: فلمّا استخلف عثمان رضي اللّه عنه اختصما إليه قال: فأسكت عثمان ونكس رأسه. قال ابن عباس: فخشيت أن يأخذه، فضربت بيدي بين كتفي العباس فقلت: يا أبت أقسمت عليك إلا سلّمته لعلي. قال: فسلّمه له»(1)
    فكلامه صريح في ان ابا بكر قد ابقى على الاشياء التي كانت في حوزة الامام علي عليه السلام ولم يلتفت الى ادعاء العباس بينما كان المفروض انه ياخذ هذه الاشياء لان الانبياء لا يورثون بحسب ادعائه .
    والحديث صحيح جميع رواته ثقات ولولا خوف الاطالة لبينت ترجمة كل واحد منهم وتوثيق العلماء له .
    بل ان بعض علمائهم قد صرح ان ابا بكر قد اعطى عليا عليه السلام هذه الاشياء اي انها لم تكن عنده اصلا ونازعه بها العباس فقد ذكر القاضي الفقيه أبو يعلى ابن الفراء الحنبلي المتوفى سنة 458 ـ وهو الذي اعتمد عليه ابن تيمية في مواضع ـ في مبحث صدقات رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: قال: «وأمّا رحل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، فقد روى هشام الكلبي عن عوانة بن الحكم: أن أبا بكر دفع إلى علي آلة رسول اللّه ورايته وحذاءه، وقال: ما سوى ذلك صدقة. وروى الأسود عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير، فإن كانت درعه المعروفة بالبتراء، فقد حكي أنها كانت على الحسين بن علي يوم قتل.. وأمّا البردة... وأمّا القضيب... وأمّا الخاتم... فهذا شرح ما قبض عنه رسول اللّه من صدقته وتركته. واللّه أعلم»(2)
    وفي شرح النهج عن كتاب السقيفة لأبي بكر الجوهري أنه قال أبو بكر: «قد دفعت آلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ودابّته وحذاءه إلى علي عليه السلام...»(3)
    وروى البيهقي: أن في الروايات أنه صلّى اللّه عليه وآله مات عن بغلته البيضاء، وعن سلاحه، وعن أرض، وعن ثيابه وبغلته وخاتمه. نعم، ذكر: أن بغلته وهي الشهباء، قد عمرت بعده حتى كانت عند علي بن أبي طالب في أيام خلافته..(4).

    1. مسند احمد 1/13.
    2. الأحكام السلطانية: 199 ـ 203.
    3. شرح نهج البلاغة 16 / 214.
    4. البداية والنهاية لابن كثير 6 / 3 ـ 11.
يعمل...
X