إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مثلــــــي لايبايع مثلـــــه ؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مثلــــــي لايبايع مثلـــــه ؟!








    بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــم


    اللهم صلّ على محمد وآله الميامين






    إن الأسباب التي دعت الامام الحسين عليه السلام الى رفض البيعة لهي في الواقع متعددة ،وإن من أبرز هذه الأسباب هو
    <<شرعيــــــة الحكم >>.



    فلو تأمل أحد في معنى البيعة ، فماذا تعني البيعة ؟ ،ولمن يجب ان تكون البيعة ؟ ، وماهي الآثار التي تترتب عليها، وماهي التبعات التي تتوالى على المبايِع ، وعلى المبايَع ؟




    فبإختصار إن البيعة تعني المبايعة والمعاقدة بين المبايِع والمبايَع ، وأنها عقد وميثاق يتضمن طاعة المبايع الكاملة لمن بايعه ، والامتثال لأحكامه وقراراته في إدارة الأمور.




    فمن هنا يدرك المفكّرروالمتتبع للواقعة أن بيعة الإمام عليه السلام ليزيد تعني إعتراف تام من قبله عليه السلام بصلاح ذلك الحاكم الجائر، وأنها تضفي الشرعية الكاملة المطلقة من قبله على يزيد المعلن بالفسق والفجور ، وأنها تتضمن الطاعة والإمتثال من قبل الامام الحسين عليه السلام لأوامر وقرارت يزيد في شتى أمور البلاد والعباد .




    فمن هذا المنطلق ، ومن هذا المفهوم تتجلى أهمية نهوض الإمام الحسين عليه السلام بمسؤليته الدينيه كإمام معصوم اولا ، وبمسؤليته الإنسانية كشخصية إنسانية نبيلة عظيمة ثانيا ، وأن مثله لايمكن أن يرضى بالبيعة لحاكم مثل يزيد ولو كلّفه ذلك دمائه الزكية ، لكي لايتخذ يزيد بيعة سبط الرسول له ذريعة وحجة على شرعية حكمه ودولته وقراراته وأوامره ، إذ أن بيعة الامام له ستحرّك الرأي العام للإمتثال للحكم القائم ، وعدم مضايقة او معارضة أو منازعة أو مخالفة تلك الدولة ، فتتمكن الدولة من السيطرة على الاوضاع وتحقيق أماني وأحلام يزيد بن معاوية.




    كما أن بيعة الإمام الحسين عليه السلام تتناقض مع الإرادة الربانية ، والشرائع السماوية ، إذ فرض الله على أنبيائه وأوصيائهم عدم اعطاء الشرعية لأي حاكم جائر ، مستحلا لحرمات الله.


    فعنه عليه السلام : ((
    ألا وإني زاحف بهذه الاسرة على قل العدد
    وكثرة العدو ، وخذلة الناصر
    ))

    وأنه قال : ((
    مَن رأى سُلطاناً جائراً مُستَحلاًّ لِحَرام الله ، ناكثاً عهده ، مخالفاً لِسُنَّة رسول الله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ، فلم يغيِّر عليه بفعل ولا قول ، كان حقاً على الله أنْ يُدخِله مَدخَله )) .



    وإضافة لذلك ان بيعة الامام الحسين عليه السلام ليزيد بن معاوية ستوّلد الشك في أحقية أبيه الإمام
    علي أمير المؤمنين عليه السلام بالخلافة ، وبأحقية أخيه الامام الحسن عليه السلام ، وبأحقيته تحديدا ، وبأحقية آل محمد عليهم السلام بالإمامة وبالخلافة وبإدارة أمور المسلمين.



    كما ان مبايعة الامام عليه السلام تتناقض وتتعارض مع القيم والمبادىء والمثل الإنسانية الراقية النبيلة ، فكيف يبايع شخص هو سيد شباب اهل الجنة ، هو إمام مفترض الطاعة إن قام او قعد ، وأنه ابن بنت سيد النبيين ، أن يبايع شخصا معلنا بالفسق والفجور ! ، وشاربا للخمور، مستحلا لحرمات الله ، يعمل بخلاف أحكام الله ، مهلكا للحرث والنسل!.


    وأنه عليه السلام قال : ((
    إني لم أخرج أشِراً ولا بطراً ، ولا مُفسِداً ولا ظالماً ، وإنما خَرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جَدِّي ( صلى الله عليه وآله ) ،
    أريد أن آمر بالمعروف ، وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جَدِّي وأبي علي بن أبي طالب ، فَمن قَبلَني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن ردَّ عليَّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم ، وهو خير الحاكمين) ).




    من هنا أعلن الامام الحسين عليه السلام رفضه لكل العروض المغرية لتي تم تقديمها اليه ، وأبى أن يركع للذلة ، وتسامى في الهمة ، وفضّل الشهادة لأنها سعادة ، ورأى ان الحياة بذلة مع الظلمة برما وشقاءً وحزنا ، فقال عليه السلام :
    ((قد نزل بنا ما ترون من الامر ، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت حتى لم يبق منها إلا صبابة كصبابة الاناء،الا خسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون[ أن]الحق لا يعمل به ، و[ أن]الباطل لا يتناهي عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء الله ، وإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما )) .



    وأنه قال : ((لا وَالله ، لا أُعطِيكُم بِيَدي إعطَاءَ الذَّليل ، وَلا أفِرُّ فِرارَ العَبيد)) .


    ( اللَّهُمَّ احكُم بَيننا وبَين قَومِنا ، فإِنَّهم غَرُّونا ، وخَذَلونا ، وغَدَروا بنا ، وقَتَلُونا ونحنُ عِترَة نبيِّك ) .






    وقـــــــــــــل ربِّ زدني عــِـــــــــــلماً







يعمل...
X