إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المؤامرة الروائية على ثورة الحسين .. 2

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المؤامرة الروائية على ثورة الحسين .. 2

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إليكم الجزء الثاني من مقال الشيخ حسن بن فرحان المالكي
    سبق أن قلنا أن تأسيس المؤامرة على فضائل أهل البيت إما بكتمان أو تضعيف رواة أو وضع مضاد لها
    و قد أصبح الاتهام بالتشيع ثقافة رأي عهد معاوية و هذا انعكس فيما بعد على الجرح و التعديل و خاصة بعد حكم المتوكل (234-247 ) ، و بروز المذهب الحنبلي المتواكب ثقافياً مع النصب المتوكلي . و بهذا استطاع المتوكل و غلاة الحنابلة تحويل الرأي العام الشعبي و النفسية العامة إلى مذهب ديني .
    لذلك يكثر ثناؤهم على المتوكل بأنه ( نصر السنة و قامع البدع ) ! لأنه نصر أحمد و تناسوا أنه أبغض الحسين و عبث بقبره و حرث مكان القبر و زرعه !
    اسمع ما يقوله المؤرخ ابن الأثير في حق المتوكل الذين يلقبه ابن تيمية و غلاة السلفية بأنه ( ناصر السنة ) ! اسمع التاريخ ماذا يقول عن المتوكل : " قال المؤرخ السني ابن الأثير في الكامل في التاريخ . (ج 3 ص 226 ) في هذه السنة أي- سنة 236- أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي –عليه السلام- ، و هدم ما حوله من المنازل و الدور ، و أن يبذر و يسقى موضع قيره ، و أن يمنع الناس من إتيانه ، فنادى عامل صاحب الشرطة بالناس في تلك الناحية : من وجدناه عند قبره ، بعد ثلاثة ، حبسناه في المطبق ! . فهرب الناس ، وتركوا زيارته ، وحرث و زرع .. و كان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب ، عليه السلام ، و لأهل بيته ، و كان يقصد من يبلغه عنه أنه يتولى علياً و أهله بأخذ المال و الدم ، و كان من جملة ندمائه عبادة المخنث ، و كان يشد على بطنه ، تحت ثيابه مخدة و يكشف رأسه ، و هو أصلع ، و يرقص بين يدي المتوكل ، و المغنون يغنون : قد أقبل الأصلع البطين ، خليفة المسلمين .يحكي بذلك علياً عليه السلام ، و المتوكل يشرب ، و يضحك ، ففعل ذلك يوماً و المنتصر (ابنه ) حاضر ، فأومأ إليه يتهدده . فسكت خوفاً منه ، فقال المتوكل : ما حالك ؟ ..فقام و أخبره ، فقال المنتصر : يا أمير المؤمنين إن الذي يحكيه هذا الكاتب ، و يضحك منه الناس ، هو ابن عمك ، و شيخ أهل بيتك و به فخرك ، فكل أنت لحمه ، إذا شئت ، و لا تطعم هذا الكلب و أمثاله منه ! فهل يستحق المتوكل أن يكون( ناصر السنة ) !!
    هل عرفتم الآن أن ابن تيمية و غلاة السلفية يغشونكم عندما يقولون بأن المتوكل هو ( ناصر السنة ) ؟
    رجل حقير منافق كالمتوكل مع كل هذه الألفاظ البذيئة و الممارسات النفاقية في حق آل محمد ، ثم يبقى عند ابن تيمية (ناصر السنة و قامع البدعة ) ؟
    يا إخوان اصحوا من غفلتكم لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا في القول و العمل .. لا تجركم الخصومة مع الشيعة لحب من يبغضه الله ورسوله .. اصحوا .. المسلمون ابتلوا بملكين ظالمين ناصبيين كان لهما الأثر الثقافي الكبير في هذا الموضوع ، و هما معاوية الأموي و المتوكل العباسي و الغلاة نتيجة لهما .. كل سلفي إذا وجد في نفسه انحرافاً عن أهل البيت فيجب أن يعرف من أين أتاه هذا الانحراف أو البغض ، يجب أن يقرأ و يبحث و يشهد لله لا للمذهب .
    حادثة المتوكل و نصبه ذكرها الذهبي و ابن الجوزي و ابن كثير و كلهم حنابلة في العقيدة ، فكيف يرضون بعد هذا أن يقولوا عن المتوكل ( ناصر السنة ) ؟!
    يكفي قولهم عنه ( كان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب ، و لأهل بيته ، و كان من جملة ندمائه عبادة المخنث ، و كان يشد على بطنه تحت ثيابه مخدة ، و يكشف رأسه ، و هو أصلع ، و يرقص و يقول قد أقبل الأصلع البطين ، خليفة المسلمين ، يعني علياً )
    يعني عبادة المخنث يجعله المتوكل علياً ! ثم ماذا ؟؟
    ثم يأتي ابن تيمية و يقول في مجموع الفتاوى (11479) ( ثم إن الله كشف الغمة عن الأمة في ولاية المتوكل على الله ..) ! ..
    و كرر هذا المعنى ، ثم تتوطأ السلفية على وصف المتوكل ب ( ناصر السنة ) .
    أليس هذا يؤذي رسول الله في قبره ؟ أماثل المتوكل يكون ناصراً للسنة ؟
    و الله لو أن المتوكل جعل عبادة المخنث هو معاوية لقالوا عنه ( رافضي خبيث ) .. لكن آل محمد لا نصير لهم داخل التيار السلفي للأسف ، و لذلك لم أجد لهم الى الآن قولاً في ذم المتوكل ,, أعني الغلاة أصحاب العقائد ، و لا أقصد أهل السنة ، فأهل السنة يذمون المتوكل و يقولون بنصبه و ظلمه .. و هنا الفرق بين من يعبد الخصومة و من يعبد الله ، فمن يعبد الله تكون شهادته لله ، و من يعبد الخصومة تكون شهادته للخصومة .. و أنت حر ، اختر ما شئت !
    الغلاة يريدون أن يجمعوا كل أهل السنة خلف معاوية و المتوكل ، فلما يأتي بعض أحرار السنة لينصحوا و يصححوا يتهمهم هؤلاء الغلاة : أنتم روافض ! .. فلذلك بقي النصب داخل أهل السنة عند كثير منهم و لا ينتبه له إلا القليل من الباحثين و القوة بيد الغلاة إعلاماً و أموالاً و شعبية .. فماذا نفعل ؟ ليس أمامنا إلا النصيحة و بيان مثل هذه الحقائق ثم نترك الناس أحراراً ، يختارون ما شاءوا و ( ليميز الله الخبيث من الطيب )

    و للحديث بقية

    و الله ولي التوفيق
يعمل...
X