بسم الله الرحمن الرحيم
الللهم صلِ على محمد وال محمد
الحجّ , في سيرة الحسين (عليه السلام)
للحجّ في تراث أهل البيت عليهم السلام شأنٌ عظيم ، وموقعٌ متميّزٌ بين عبادات الإسلام ،
فهم يبالغون في التأكيد على أنّ الكعبة هي محورُ الدين ، ومدار الإسلام ، ونقطة المركز له ، وقطب رحاه ، على المسلمين
غاية تعظيمه والوفادة إليه .
ومن الواضح أنّ من الفوائد المنظورة للحجّ ، والتي صرّحتْ بها الآَياتُ الكريمة ، وأصبحتْ لذلك أفئدةُ المؤمنين تهوي إليه
هو دلالته الواضحة على خلوص النيّة ،
والتركيز على وحدة الصفّ الإسلامي ، وتوحيد الأهداف الإسلامية ، التي تركّزت عند الكعبة ، وتمحورت حولها .
وأهلُ البيت عليهم السلام كانوا في هذا التكريم العظيم جادّين أقوالاً وأفعالاً ، فالنصوص الواردة لذلك مستفيضةٌ بل متواترةٌ ، وقد أقدموا على ذلك عملياً
بأساليب شتّى :
منها : الإكثار من أداء الحجّ ، وقد جاء في سيرة الحسين عليه السلام : إنّه حجّ ماشياً خمساً وعشرين , وإنّ نجائبه معه ،
تُقاد وراءه إنّها الغاية في تعظيم الحجّ ، بالسعي إلى الكعبة على الأقدام ، لا عن قلّة راحلة ، بل إمعاناً في تجليل المقصد والتأكيد على احترامه .
وهذا على الرغم من ازدحام سنيّ حياته بالأعمال ، فلو عدّدنا سنيّ إمامته العشر ، وسنوات إمامة أخيه الحسن العشر كذلك ، وسنوات إمامة أبيه الخمس ، لاستغرقت خمساً وعشرين حجّة .
فهل حجّ الحسينُ عليه السلام في الفترة السابقة بعض السنوات ؟
وأُسلوبٌ آخر من تعظيم أهل البيت للكعبة والبيت والحرم : أنّهم لم يُقْدموا على أيّ تحرّكٍ عسكريّ داخلَ الحرم المكّيّ ، وكذلك الحرم المدنيّ ، رعايةً لحرمتهما أنْ يُهدَر فيهما دمٌ ، وتهتكَ لهما حرمةٌ على يد الحكّام والأُمراء الظالمين ، وجيوشهم الفاسدة ، المعتدية على حرمات الدين .
ومن أجل ذلك خرج الإمام عليّ عليه السلام من الحجاز ، وكذلك الإمام الحسين عليه السلام ، وكلّ العلويّين الّذين نهضوا ضدّ جبابرة عصورهم ،
وطواغيت بلادهم ، خرجوا إلى خارج حدود الحرمين حفظاً لكرامتهما ، ورعاية لحرمتهما
وبهذا الصدد جاء في حديث سيرة الحسين عليه السلام أنّه خرج من مكّة معجّلاً ، جاعلاً حجّه عمرةً مفردة ، حتّى لا تُنتهك
حرمةُ البيت العتيق بقتله ، بعد أنْ دسَّ يزيدُ جلاوزته ليفتكوا بالإمام ، ولو كان متعلّقاً بأستار الكعبة
وإذا كان الظالمون لا يلتزمون للكعبة والحرم بأيّة حرمة ، ويستعدّون لقتل النفوس البريئة فيه ، وهتك الأعراض في
ساحته ، وحتّى لهدمه وإحراقه ، كما
أحدثوه في تاريخهم الأسود مراراً ، وصولاً إلى أغراضهم السياسية المشؤومة .
فإنّ بإمكان الحسين عليه السلام أنْ يسلبهم القدرةعلى تلك الدنائة ، فلا يوفّر لهم فرصة ذلك الإجرام ، ولا يجعل من نفسه ودمه موضعاً لهذا الإقدام الذي يريده المجرمون ، فلا يحقّق بحضوره في الحرم ، للمجرمين أغراضهم الخبيثة ، بقتله
وهتك حرمة الحرم ، وإن كان مظلوماً على كلّ حال .
وهذه هي الغاية القصوى في احترام الكعبة ، وحفظ حرمة الحرم .
الللهم صلِ على محمد وال محمد
الحجّ , في سيرة الحسين (عليه السلام)
للحجّ في تراث أهل البيت عليهم السلام شأنٌ عظيم ، وموقعٌ متميّزٌ بين عبادات الإسلام ،
فهم يبالغون في التأكيد على أنّ الكعبة هي محورُ الدين ، ومدار الإسلام ، ونقطة المركز له ، وقطب رحاه ، على المسلمين
غاية تعظيمه والوفادة إليه .
ومن الواضح أنّ من الفوائد المنظورة للحجّ ، والتي صرّحتْ بها الآَياتُ الكريمة ، وأصبحتْ لذلك أفئدةُ المؤمنين تهوي إليه
هو دلالته الواضحة على خلوص النيّة ،
والتركيز على وحدة الصفّ الإسلامي ، وتوحيد الأهداف الإسلامية ، التي تركّزت عند الكعبة ، وتمحورت حولها .
وأهلُ البيت عليهم السلام كانوا في هذا التكريم العظيم جادّين أقوالاً وأفعالاً ، فالنصوص الواردة لذلك مستفيضةٌ بل متواترةٌ ، وقد أقدموا على ذلك عملياً
بأساليب شتّى :
منها : الإكثار من أداء الحجّ ، وقد جاء في سيرة الحسين عليه السلام : إنّه حجّ ماشياً خمساً وعشرين , وإنّ نجائبه معه ،
تُقاد وراءه إنّها الغاية في تعظيم الحجّ ، بالسعي إلى الكعبة على الأقدام ، لا عن قلّة راحلة ، بل إمعاناً في تجليل المقصد والتأكيد على احترامه .
وهذا على الرغم من ازدحام سنيّ حياته بالأعمال ، فلو عدّدنا سنيّ إمامته العشر ، وسنوات إمامة أخيه الحسن العشر كذلك ، وسنوات إمامة أبيه الخمس ، لاستغرقت خمساً وعشرين حجّة .
فهل حجّ الحسينُ عليه السلام في الفترة السابقة بعض السنوات ؟
وأُسلوبٌ آخر من تعظيم أهل البيت للكعبة والبيت والحرم : أنّهم لم يُقْدموا على أيّ تحرّكٍ عسكريّ داخلَ الحرم المكّيّ ، وكذلك الحرم المدنيّ ، رعايةً لحرمتهما أنْ يُهدَر فيهما دمٌ ، وتهتكَ لهما حرمةٌ على يد الحكّام والأُمراء الظالمين ، وجيوشهم الفاسدة ، المعتدية على حرمات الدين .
ومن أجل ذلك خرج الإمام عليّ عليه السلام من الحجاز ، وكذلك الإمام الحسين عليه السلام ، وكلّ العلويّين الّذين نهضوا ضدّ جبابرة عصورهم ،
وطواغيت بلادهم ، خرجوا إلى خارج حدود الحرمين حفظاً لكرامتهما ، ورعاية لحرمتهما
وبهذا الصدد جاء في حديث سيرة الحسين عليه السلام أنّه خرج من مكّة معجّلاً ، جاعلاً حجّه عمرةً مفردة ، حتّى لا تُنتهك
حرمةُ البيت العتيق بقتله ، بعد أنْ دسَّ يزيدُ جلاوزته ليفتكوا بالإمام ، ولو كان متعلّقاً بأستار الكعبة
وإذا كان الظالمون لا يلتزمون للكعبة والحرم بأيّة حرمة ، ويستعدّون لقتل النفوس البريئة فيه ، وهتك الأعراض في
ساحته ، وحتّى لهدمه وإحراقه ، كما
أحدثوه في تاريخهم الأسود مراراً ، وصولاً إلى أغراضهم السياسية المشؤومة .
فإنّ بإمكان الحسين عليه السلام أنْ يسلبهم القدرةعلى تلك الدنائة ، فلا يوفّر لهم فرصة ذلك الإجرام ، ولا يجعل من نفسه ودمه موضعاً لهذا الإقدام الذي يريده المجرمون ، فلا يحقّق بحضوره في الحرم ، للمجرمين أغراضهم الخبيثة ، بقتله
وهتك حرمة الحرم ، وإن كان مظلوماً على كلّ حال .
وهذه هي الغاية القصوى في احترام الكعبة ، وحفظ حرمة الحرم .