بسم الله الرحمن الرحيم
السوفسطائيون طائفة من مفكري عصر ما قبل سقراط ويذكر في تاريخ الفلسفة ان هذه الظاهرة بدات في القرن الخامس قبل الميلاد وكان هناك سببان لظهورها الاول ظهور مذاهب فلسفية متعددة كل منها له وجهة نظر تجاه الكون وكل منها يحاول نقض باقي الاتجاهات والسبب الثاني انتشار النزاعات المالية بين افراد المجتمع نتيجة واقعة تاريخية حصلت في اليونان مما ادى الى انتشار مهنة المحاماة فانتعش سوق خطابات الدفاع امام جماهير المشاهدين التي تكتظ بهم قاعات المحاكم فانتشرت المدارس التي تعلم مهنة المحاماة مقابل اجر يتقاضونه من الطلاب ومن البديهي سعي كل محامي لاثبات دعوى موكله سواء حقا او باطلا وافضى الامر الى الاعتقاد بعدم وجود حق وباطل في الواقع وعدم وجود صدق وكذب بل صار الحق ما يراه الانسان والباطل ما يحسبه الانسان نفسه واخذ هذا الامر بالاتساع حتى صار عقيدة عامة فما يدركه كل فرد فهو الحق الصحيح واذا اختلفت وجهتا نظر فكلتاهما صحيح.ومن رموز هذا الاتجاه بروتاجوراس الذي قرران الانسان مقياس كل شئ فالحقيقة ما يدركه نفس الشخص فاذا اختلف شخصان في قضية مثلا يقول احدهما بوجود اله والاخر ينفي فكلاهما محق ومن رموزهم ايضا جورجياس.
وقد عكف سقراط وافلاطون وارسطو للرد على هؤلاء وابطال شبهاتهم وكشف مغالطاتهم واثبات ان هناك واقع ثابت وان هناك حق وباطل وان الانسان قادر على ادراك الحقائق اذا سلك الطريق الصحيح في تفكيره ولذا حرر ارسطو قواعد المنطق.
ثم ظهرت في زمان ارسطو جماعة اخرى عرفوا باللادريين او الشكاكين وقد حسبت هذه الجماعة انها قد سلكت الطريق الوسط فلا هي اتبعت السوفسطائيين وانكرت الواقع وقررت عدم وجود واقع خارج ذهن الانسان ولا هي اتبعت سقراط واثبتت الواقعية بل قالوا بوجود واقعية خارج اذهاننا الا اننا لا نستطيع ادراكها.
كان اتباع هذا الاتجاه كثر في العصر اليوناني ثم في مدرسة الاسكندرية واستمر هذا الاتجاه عدة قرون بعد ميلاد السيد المسيح عليه السلام وقد ظهرت اخيرا في القرن التاسع عشر اتجاهات فلسفية قريبة من هذا الاتجاه .