تفسير القمي و قوله ((وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ))
وذلك في مبتدإ الخلق، إن الرب تبارك و تعالى خلق الهواء ثم خلق القلم فأمره أن يجري فقال يا رب بما أجري فقال بما هو كائن ثم خلق الظلمة من الهواء و خلق النور من الهواء و خلق الماء من الهواء و خلق العرش من الهواء وخلق العقيم من الهواء وهو الريح الشديد و خلق النار من الهواء و خلق الخلق كلهم من هذه الستة التي خلقت من الهواء فسلط العقيم على الماء فضربته فأكثرت الموج و الزبد و جعل يثور دخانه في الهواء فلما بلغ الوقت الذي أراد قال للزبد اجمد فجمد وقال للموج اجمد فجمد فجعل الزبد أرضاً و جعل الموج جبالاً رواسي للأرض فلما أجمدها قال للروح و القدرة سوّيا عرشي إلى السماء فسوّيا عرشه إلى السماء و قال للدخان اجمد فجمد ثم قال له ازفر فزفر «1» فناداها و الأرض جميعا ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً- قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ- فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ، فلما أخذ في رزق خلقه خلق السماء و جناتها و الملائكة يوم الخميس وخلق الأرض يوم الأحد و خلق دواب البحر و البر يوم الإثنين و هما اليومان اللذان يقول الله إِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ و خلق الشجر و نبات الأرض وأنهارها وما فيها و الهوام في يوم الثلاثاء وخلق الجان وهو أبو الجن في يوم السبت و خلق الطير يوم الأربعاء و خلق آدم في ست ساعات من يوم الجمعة فهذه الستة الأيام خلق الله السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما.
تفسير نور الثقلين : و قوله عز و جل: «وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ» و ذلك في مبدأ الخلق، ان الرب تبارك و تعالى خلق الهواء ثم خلق القلم فأمره أن يجرى، فقال: يا رب بما أجرى؟ فقال: بما هو كائن، ثم خلق الظلمة من الهواء و خلق النور من الهواء و خلق الماء من الهواء و خلق العرش من الهواء و خلق العقيم من الهواء و هو الريح الشديد، و خلق النار من الهواء، و خلق الخلق كلهم من هذه الستة التي خلقت من الهواء، فسلط العقيم على الماء فضربته فأكثرت الموج و الزبد و جعل يثور دخانه في الهواء، فلما بلغ الوقت الذي أراد قال للزبد: اجمد فجمد، و قال للموج: اجمد فجمد، فجعل الزبد أرضا و جعل الموج جبالا رواسى للأرض، فلما أجمدها قال للروح و القدرة: سويا عرشي الى السماء، فسويا عرشه الى السماء، و قال للدخان: اجمد فجمد ثم قال له: ازفر «1» فزفر فناديها و الأرض جميعا «ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ و مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ» فلما أخذ في رزق خلقه خلق السماء و جنانها و الملائكة يوم الخميس، و خلق الأرض يوم الأحد، و خلق دواب البر و البحر يوم الاثنين، و هما اليومان اللذان يقول الله عز و جل: «أَ إِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ» و خلق الشجر و نبات الأرض و أنهارها و ما فيها و الهوام في يوم الثلثاء و خلق الجان و هو ابو الجن يوم السبت «2» و خلق الطير في يوم الأربعاء، و خلق آدم في ست ساعات في يوم الجمعة، ففي هذه الستة الأيام خلق الله السموات و الأرض و ما بينهما.
تفسير كنز الدقائق : و قوله- عزّ و جلّ-: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ- إلى قوله «6»- وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ. و ذلك في مبتدأ «7» الخلق، أنّ الرّبّ- تبارك و تعالى- خلق الهواء، ثمّ خلق القلم فأمره أن يجري.
فقال: يا ربّ، بما أجري؟
فقال: بما هو كائن.
ثمّ خلق الظّلمة من الهواء، و خلق النّور من الهواء، [و خلق الماء من الهواء،] «8» و خلق العرش من الهواء، و خلق العقيم «9» من الهواء، و هو الرّيح الشّديد، و خلق النّار من الهواء، و خلق الخلق كلّهم من هذه السّتّة الّتي خلقت من الهواء. فسلّط العقيم على الماء، فضربته فأكثرت الموج و الزّبد، و جعل يثور دخانه في الهواء فلمّا بلغ الوقت الّذي أراد، قال للزّبد: اجمد، فجمد. و قال للموج: اجمد، فجمد. فجعل الزّبد أرضا، و جعل الموج جبالا رواسي للأرض فلمّا أجمدها، قال للرّوح و القدرة: سوّيا عرشي إلى السّماء، فسوّيا عرشه إلى السّماء. و قال للدّخان: اجمد، فجمد. ثمّ قال له: ازفر، فزفر. فناداها و الأرض جميعا (ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ، فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ )فلمّا أخذ في رزق خلقه خلق السّماء و جنانها «10» و الملائكة يوم الخميس، و خلق الأرض يوم الأحد، و خلق دواب البرّ و البحر يوم الاثنين، و هما اليومان اللّذان يقول اللَّه- عزّ و جلّ-: أَ إِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ «1». و خلق الشّجر و نبات الأرض «2» و أنهارها و ما فيها و الهوامّ في يوم الثّلاثاء، و خلق الجانّ، و هو أبو الجنّ يوم السّبت، و خلق الطّير في يوم الأربعاء، و خلق آدم في ستّ ساعات في يوم الجمعة. فهذه «3» السّتّة الأيّام خلق اللَّه السّموات و الأرض و ما بينهما.