معنى قول العلامة الطباطبائي: ولا خاصة له بمعنى احدى الكليات الخمس

[مقداد الربيعي]

بسم الله الرحمن الرحيم

قول العلامة الطباطبائي:
((على انه سيجئ ان الوجود لا جنس له ولا فصل له ولا خاصة له بمعنى احدى الكليات الخمس والمعرف يتركب منها فلا معرف للوجود))
ومن الواضح ان الوجود لاجنس ولا فصل له لانهما ماهيات والوجود غير الماهية الا ان عبارة المصنف ((ولا خاصة له بمعنى احدى الكليات الخمس)) يحتاج الى بيان فالمنفي هو الحاصة بالمعنى الموجود في باب الكليات الخمس لا مطلق الخواص الخارجة؟
والمقصود من هذه العبارة ان كان للوجود عوارض اخرى فهي ليست من ما يعرف في المنطق ب((الخاصة)) والوجود لا يمكن ان يعرف بالخاصة المنطقية لكن هذا لا يمنع من وجود عوارض اخرى من غير الخواص المنطقية للوجود.
وهذا المطلب قد اوضحه الحكيم السبواري وقال ان للوجود عوارض مثل الوحدة والتشخص والشعور والنورية وغيره يساوي كل منها الوجود من ناحية المصداق ولكن هذه العوارض لا ترتبط بالعرض الخاص والعام المصطلح عليه في المنطق لان المقسم للكليات الخمس هو االماهية والوجود غير الماهية وثانيا ان للعرض وجود مشستقل عن معروضه اي ان للخاصة المنطقية وجودها المستقل عن وجود المعَرف بالفتح فاذا عرفنا الانسان بالضاحك فان الضحك لها واقعية تختلف عن واقعية الانسان فالضحك من مقولة الكيف والانسان من مقولة الجوهر .(1)
وقد ذكر المصنف (قده) ايضا هذا المطلب في اصول الفلسفة وقال:
((ان خاصية واثر ظاهرة ما لظاهرة اخرى وتعتمد في وجودها عليها كجاذبية اثر الجسم وحدة اثر الزاوية فالخاصة والاثر يرتبطان بموضوعهما بشكل جانبي ويحتاجان اليه . ولا يصدق هذا الكلام في مورد واقعية الوجود لا ن ما يقع في حد الوجود يكون باطلا واذا لم يقع جانبا لن يكون اثرا وخاصة فليس لواقعية الوجود خاصية الخارج واذا اطلقنا الاوصاف والخواص على بعض الخصوصيات الواقعية فهو نوع من العناية المجاية .. ويتضح من هنا ان واقعية الوجود يجب ان تعلم بالذات وتكون معرفتها محالا وبما اننا ندرك الواقعية فيجب ان نستنتج ان الواقعية معلومة بالذات وليست مجهولة لبدا))

1. راجع حواشي شرح المنظومة غررفي بداهة مفهوم الوجود.