السيد الزكي ابو محمد الحسن بن علي بن ابي طالبسيد شباب اهل الجنة عليه السلام
ولد (عليه السلام) بالمدينة يوم الثلاثاء منتصف شهر رمضان سنة اثنتين او ثلاث من الهجرة.روى الشيخ الصدوق باسناده عن الرضا عن آبائه عن علي بن الحسين (عليهم السلام)، عن اسماء بنت عميس، قالت قَبَلتُ جدتك فاطمة (عليها السلام) الحسن والحسين (عليهما السلام) فلما ولد الحسن جاء النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلم) فقال: يا اسماء هاتي ابني فدفعته اليه في خرقة صفراء فرمى بها النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلم) وقال: يا اسماء الم اعهد اليكم ان لا تلفوا المولود في خرقة صفراء، فلففته في خرقة بيضاء فدفعته إليه فأذّن في اذنه اليمنى، واقام في اليسرى، ثم قال لعليّ: بأي شيء سميت ابني؟قال: ما كنت اسبقك باسمه يا رسول اللّه، قد كنت احب ان اسميه حرباً.فقال النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلم): و لا اسبق انا باسمه ربي.ثم هبط جبرائيل فقال: يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول: علي منك بمنزلة هارون من موسى، ولا نبي بعدك، سم ابنك هذا باسم ابن هارون.قال النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلم) وما اسم ابن هارون؟قال شبر.قال النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلم): لساني عربيّ.قال جبرئيل سمه الحسن، فسماه الحسن (عليه السلام).فلما كان يوم سابعه عق النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلم) عنه بكبشين املحين واعطى القابلة فخذاً وديناراً فحلق رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقاً وطلى رأسه بالخلوق ثم قال: يا اسماء الدم فعل الجاهلية. الخ.وروى ايضاً عن جابر، قال : لما حملت فاطمة (عليها السلام) بالحسن (عليه السلام) فولدت وقد كان النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمرهم ان يلفوه في خرقة بيضاء فلفوه في صفراء وقالت فاطمة : يا عليّ سمّه، فقال : ما كنت لاسبق باسمه رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) فأخذه وقبله وأدخل لسانه في فيه فجعل الحسن (عليه السلام) يمصه، ثم قال لهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم)، الم اتقدم اليكم ان لا تلفّوه في خرقة صفراء فدعا بخرقة بيضاء فلفه فيها فرمى بالصفراء، واذّن في اذنه اليمنى واقام في اليسرى، ثم قال لعليّ (عليه السلام) : ما سميته، قال : ما كنت لاسبقك باسمه، قال : فأوحى اللّه عز ذكره الى جبرائيل، انه قد ولد لمحمد (صلى اللّه عليه وآله وسلم) ابن، فاهبط اليه فأقرئه السلام وهنئه مني ومنك، وقل له : ان علياً منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون قال : ما كان اسمه قال شبر، قال : لساني عربي قال : سمه الحسن فسمّاه الحسن، فلما ولد الحسين (عليه السلام) جاء اليهم النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلم) ففعل به كما فعل بالحسن، وهبط جبرائيل على النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلم) فقال : ان اللّه عز وجل يقرئك السلام ويقول لك : ان علياً منك بمنزلة هارون من موسى، فسمه باسم ابن هارون، قال : وما كان اسمه، شبير، قال : لساني عربي، قال فسمه الحسين، فسماه الحسين.وفي كشف الغمة، ورُوي مرفوعاً الى علي (عليه السلام)، قال : لما حضرت ولادة فاطمة (عليها السلام)، قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) لاسماء بنت عميس وام سلمة احضراها، فاذا وقع ولدها واستهل، فأذنا في اذنه اليمنى، وأقيما في اذنه اليسرى، فانه لا يفعل ذلك بمثله الا عصم من الشيطان، ولا تحدثا شيئاً حتى آتيكما، فلما ولدت فعلتا ذلك فأتاه النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلم) فسرّه ولبّاه بريقه، وقال اللهم اني اعيذه بك وولده من الشيطان الرجيم.مناقب الإِمام الحسن عليه السلام
كان الحسن بن علي بن ابي طالب (عليه السلام)، أعبد الناس في زمانه وازهدهم وافضلهم، وكان اذا حج، حج ماشياً وربما مشى حافياً، وكان اذا ذكر الموت بكى، واذا ذكر القبر بكى، واذا ذكر البعث والنّشور بكى، واذا ذكر الممر على الصراط بكى، واذا ذكر العرض على اللّه تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها، وكان اذا قام في صلاة ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز وجل، وكان اذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم وسأل اللّه الجنة، وتعوذ باللّه من النار، وكان لا يقرأ من كتاب اللّه عز وجل : يا ايها الذين آمنوا الا قال لبيك اللهم لبيك، ولم ير في شيء من احواله الا ذاكراً للّه سبحانه. وكان اصدق الناس لهجة، وكان اذا توضّأ ارتعدت مفاصله واصفر لونه، فقيل له في ذلك، فقال : حقّ على كل من وقف بين يدي رب العرش ان يصفر لونه وترتعد مفاصله. وكان اذا بلغ باب المسجد رفع رأسه، ويقول : الهي ضيفك ببابك، يا محسن قد اتاك المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك، يا كريم. وكان اذا فرغ من الفجر لم يتكلم، حتى تطلع الشمس. ولقد حج خمساً وعشرين حجة ماشياً وان النجائب لتقاد معه، وقاسم اللّه تعالى ماله مرتين، وروي ثلاث مرات، حتى انه كان يعطي من ماله نعلاً ويمسك خفاً.وروُي انه (عليه السلام) كان يحضر مجلس رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) وهو ابن سبع سنين، فيسمع الوحي فيحفظه، فيأتي امه فيلقي اليها ما حفظه، كلما دخل عليّ (عليه السلام) وجد عندها علماً بالتنزيل، فسألها عن ذلك فقالت : من ولدك الحسن (عليه السلام) فتخفى يوماً في الدار وقد دخل الحسن وقد سمع الوحي فأراد أن يلقيه اليها، فارتج فعجبت امّه من ذلك فقال : لا تعجبي يا امّاه، فان كبيراً يسمعني، واستماعه قد أوقفني، فخرج عليّ (عليه السلام) فقبّله، وفي رواية، يا اماه قلَّ بياني وكلَّ لساني، لعل سيداً يرعاني.وعن انس بن مالك قال لم يكن احد اشبه برسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) من الحسن بن علي (عليه السلام).وعنه قال : حيَّت جارية للحسن بن علي (عليه السلام) بطاقة ريحان فقال لها: انت حرة لوجه اللّه، فقلت له في ذلك، فقال: ادبنا اللّه تعالى، فاذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردُّوها، وكان احسن منها اعتاقها.وروي انه لم يسمع قط منه (عليه السلام) كلمة فيها مكروه، الا مرة واحدة، فانه كان بينه وبين عمرو بن عثمان خصومة في ارض، فقال له الحسن (عليه السلام): ليس لعمرو عندنا الا ما يرغم انفه.ومن حلمه ما روى المبرد وغيره أن شامياً رآه راكباً فجعل يلعنه، والحسن (عليه السلام) لا يرد، فلما فرغ أقبل الحسن (عليه السلام) فسلم عليه وضحك، فقال : أيها الشيخ اظنك غريباً، ولعلك شبهت، فلو اشبعتنا اعتبناك، ولو سألتنا اعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وان كنت جائعاً أشبعناك، وان كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وان كنت طريداً آويناك، وان كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حركت رحلك الينا وكنت ضيفنا الى وقت ارتحالك، كان أعود عليك، لأن لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كثيراً، فلما سمع الرجل كلامه بكى، ثم قال: أشهد أنك خليفة اللّه في أرضه اللّه اعلم حيث يجعل رسالته، وكنت انت وابوك ابغض خلق اللّه الي، وحول رحله اليه وكان ضيفه الى ان ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم.وروي انه لما مات الحسن (عليه السلام) اخرجوا جنازته فحمل مروان بن الحكم سريره، فقال له الحسين (عليه السلام): تحمل اليوم جنازته وكنت بالامس تجرعه الغيظ، قال مروان: نعم كنت افعل ذلك، بمن يوازن حلمه الجبال.وفاة الإِمام الحسن عليه السلام
توفي الحسن بن علي (عليه السلام) بالسّم، يوم الخميس السابع من صفر سنة تسع واربعين، وكان ابن سبع واربعين، وقيل في الثامن والعشرين منه، وقيل في آخر صفر، ودفن بالبقيع من المدينة.الكليني، عن ابي بكر الخضرمي، قال: ان جعدة بنت الاشعث بن قيس الكندي سمَّت الحسن بن عليّ (عليه السلام) وسمَّت مولاة له، فأما مولاته فقاءت السم، واما الحسن فاستمسك في بطنه ثم انتفط به، فمات.قلت: جعدة بنت الأشعث بن قيس، كانت ابنة ام فروة، اخت ابي بكر بن ابي قحافة.رُوي ان معاوية بذل لها عشرة آلاف دينار، واقطاع عشرة ضياع من سقي سوراء وسواد الكوفة على ان تسم الحسن (عليه السلام).وقال الشيخ المفيد ضمن معاوية ان يزوجها بابنه يزيد، وأرسل اليها معاوية الف درهم، فسقته جعدة السم، فبقي اربعين يوماً مريضاً، ومضى لسبيله في صفر.وذكر ابو الفرج في مقاتل الطالبيين ان الحسن بن عليّ (عليه السلام) بعد صلحه لمعاوية انصرف الى المدينة، فأقام بها وأراد معاوية البيعة لابنه يزيد، فلم يكن شيء اثقل عليه من امر الحسن بن علي (عليه السلام)، وسعد بن أبي وقاص، فدس اليهما سما فماتا منه.الاحتجاج، عن الاعمش، عن سالم بن ابي الجعد، قال : حدثني رجل منا قال: اتيت الحسن بن علي (عليه السلام)، فقلت : يا ابن رسول اللّه اذللت رقابنا وجعلتنا معشر الشيعة عبيداً، ما بقي معك رجل، قال: ومم ذاك قال : قلت : بتسليمك الأمر لهذا الطاغية قال : واللّه ما سلّمت الأمر اليه الا أني لم اجد انصاراً، ولو وجدت انصاراً لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم اللّه بيني وبينه. ولكني عرفت اهل الكوفة وبلوتهم، ولا يصلح لي منهم ما كان فاسداً، انهم لا وفاء لهم، ولا ذمة في قول ولا فعل، إنهم لمختلفون، ويقولون لنا: ان قلوبهم معنا وان سيوفهم لمشهورة علينا، قال: وهو يكلمني: اذ تنخع الدم فدعا بطست، فحمل من بين يديه ملآن مما خرج من جوفه من الدم، فقلت له: ما هذا يا ابن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) اني لأراك وجعاً قال أجل، دسّ إليّ هذا الطاغية من سقاني سمّاً، فقد وقع على كبدي فهو يخرج قطعاً كما ترى، قلت له : افلا تتداوى قال : قد سقاني مرتين وهذه الثالثة لا اجد لها دواء.وروى الثقة الجليل عليّ بن محمد الخزاز القمي بسنده عن جنادة بن أبي اميّة، قال: دخلت على الحسن بن عليّ بن ابي طالب (عليه السلام) في مرضه الذي توفّي فيه، وبين يديه طست يقذف عليه الدم، ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي اسقاه معاوية، فقلت: يا مولاي مالك لا تعالج نفسك فقال: يا عبد اللّه بماذا اعالج الموت، قلت: انا للّه وإنا اليه راجعون. ثم التفت اليّ فقال : واللّه لقد عهد الينا رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) ان هذا الامر يملكه اثنا عشر اماماً من ولد عليّ وفاطمة، ما منا الا مسموم او مقتول. ثم رُفعت الطست وبكى قال، فقلت له: عظني يا ابن رسول اللّه قال: نعم استعد لسفرك وحصّل زادك قبل حلول اجلك، واعلم انك تطلب الدنيا والموت يطلبك، ولا تحمل هم يومك الذي لم يأت على يومك الذي انت فيه، وساق الكلام في ذكر موعظته (عليه السلام) الى أن قال: ثم انقطع نفسه واصفر لونه حتى خشيت عليه ودخل الحسين (عليه السلام)، والاسود بن ابي الاسود، فانكب، عليه حتى قبّل رأسه وعينيه، ثم قعد عنده فتسارا جميعاً، فقال ابو الأسود: إنا للّه ان الحسن قد نُعَيت اليه نفسه، وقد أوصى الى الحسين (عليه السلام)، وتوفّي يوم الخميس في آخر صفر سنة خمسين من الهجرة وله سبعة واربعون سنة ودفن بالبقيع انتهى.قلت: ومما اوصى (عليه السلام) الى اخيه الحسين (عليه السلام) ان قال: اذا انا متُّ فهيئني ثم وجهني الى قبر جدّي رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) لأجدّد به عهداً، ثم ردني الى قبر جدتي فاطمة فادفني هناك، وستعلم يا ابن امي ان القوم يظنون انكم تريدون دفني عند رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) فيجلبون في ذلك ويمنعونك منه، وباللّه اقسم عليك ان تهرق في امري محجمة دم، ثم وصى اليه باهله وولده، وتركاته، وما كان وصى اليه أمير المؤمنين (عليه السلام)، حين استخلفه، فلما قبض (سلام اللّه عليه) غسله الحسين (عليه السلام) وكفنه وحمله على سريره وانطلق به الى مصلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) الذي كان يصلي فيه على الجنائز، فصلى عليه ولم يشك مروان ومن معه من بني امية انهم سيدفنونه عند رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) فتجمعوا ولبسوا السلاح فلما توجه به الحسين (عليه السلام) الى قبر جده رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم)، ليجدد به عهداً، اقبلوا اليه في جمعهم ولحقتهم الحميراء، على بغل، وهي تقول : مالي ولكم تريدون ان تدخلوا بيتي من لا أحبُّ، نحُّوا ابنكم عن بيتي فانه لا يدفن فيه شيء ولا يهتك على رسول اللّه حجابه :منعته عن حرم النَّبي ضلالةً *** وهو ابنهُ فلأيِّ امر يمنعُ
فكأنه روحُ النبَّي وقد رأت*** بالبعد بينهما العلائق تقطعُ
فقال لها الحسين (عليه السلام): قديما هتكت انت وابوك حجاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم)، وأدخلت بيته من لا يحب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) قربه، وان اللّه تعالى يسألك عن ذلك، وجعل مروان يقول: يا رب هيجاء هي خير من دعة ايدفن عثمان في اقصى المدينة، ويدفن الحسن مع النبي، لا يكون ذلك ابدا، وانا احمل السيف، وكادت الفتنة ان تقع بين بني هاشم وبين بني امية، فبادر ابن عباس الى مروان فقال له: ارجع يا مروان من حيث جئت فإنّا ما نريد دفن صاحبنا عند رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) ولكنا نريد ان نجدد به عهداً بزيارته ثم نرده الى جدته فاطمة فندفنه عندها بوصيته بذلك، ولو كان اوصى بدفنه مع النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلم) لعلمت انك اقصر باعاً من ردنا عن ذلك لكنه كان أعلم باللّه وبرسوله وبحرمة قبره من ان يطرق عليه هدما كما طرق ذلك غيره، ودخل بيته بغير اذنه، وفي المناقب ورموا بالنبال جنازته حتى سل منها سبعون نبلاً.وفي زيارة امير المؤمنين: وانتم بين صريع في المحراب قد فلق السيف هامته وشهيد فوق الجنازة قد شكت بالسهام اكفانه وقتيل بالعراء قد رفع فوق القناة رأسه ومكبل في السجن قد رضّت بالحديد اعضاؤه ومسموم قد قطعت بجرعة السم امعاؤه.(اقول شكت بالشين بعدها الكاف أي خرقت وشبكت بالموحدة بينهما تصحيف، ففي الحديث ان رجلا دخل بيته فوجد حية فشكها بالرمح أي خرقها وانتظمها به).«وقال الشاعر في رثاء الحسن (عليه السلام)»:فكأنه روحُ النبَّي وقد رأت*** بالبعد بينهما العلائق تقطعُ
نعش له الروحُ الأمينُ مشيِّع *** وغدت به زمرُ الملائكِ
تخضعُنَثَلوا له حقد الصدورِ فما يُرى*** منها لِقوس بالكنانةِ منزعُ
ورموا جنازتَه فعادَ وجسمُهُ *** غرض لراميةِ السهامِ وموقعُ
شكّوة حتى اصبحت من نعشهِ *** تستلُّ غاشيةُ النبالِ وتنزعُ
روى المسعودي في مروج الذهب عن أهل البيت (عليهم السلام)، انه لما دفن الحسن (عليه السلام)، وقف محمد بن الحنفية اخوه على قبره فقال: ابا محمد لئن طابت حياتك، لقد فجع مماتك، وكيف لا تكون كذلك وانت خامس اهل الكساء، وابن محمد المصطفى، وابن عليّ المرتضى، وابن فاطمة الزهراء، وابن شجرة طوبى ثم انشأ يقول:تخضعُنَثَلوا له حقد الصدورِ فما يُرى*** منها لِقوس بالكنانةِ منزعُ
ورموا جنازتَه فعادَ وجسمُهُ *** غرض لراميةِ السهامِ وموقعُ
شكّوة حتى اصبحت من نعشهِ *** تستلُّ غاشيةُ النبالِ وتنزعُ
ءأدَهن رأسي ام تطيب مجالسي *** وخدك معفور وأنت سليبُ
ءاَشرب ماءَ المزنِ من غير مائِهِ *** وقد ضمن الاحشاءَ منكَ لهيبُ
سأبكيكَ ما ناحتْ حمامةُ ايكةٍ *** وما اخضرّ في دوح الحجازِ قضيبُ
غريب واكناف الحجازِ تحوطهُ *** الا كلّ من تحت الترابِ غريبُ
وفي المناقب، وقال الحسين (عليه السلام) لما وضع الحسن (عليه السلام) في لحده:ءاَشرب ماءَ المزنِ من غير مائِهِ *** وقد ضمن الاحشاءَ منكَ لهيبُ
سأبكيكَ ما ناحتْ حمامةُ ايكةٍ *** وما اخضرّ في دوح الحجازِ قضيبُ
غريب واكناف الحجازِ تحوطهُ *** الا كلّ من تحت الترابِ غريبُ
ءَاَدهن رأسي ام اطيب محاسني *** ورأسك معفور وأنت سليب
ـنقلا عن كتاب الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية للشيخ عباس القمي (قدس سره).