إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دعوى لاستثمار النهضة الحسينية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دعوى لاستثمار النهضة الحسينية



    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه

    محمد وعلى آله الهداة الطاهرين

    السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين
    وعلى اصحاب الحسين

    الى أحباب الحسين وعشاقه الذين خرجوا من بيوتهم قاصدين كربلاء الحسين فمُلئت قلوبهم عطر
    الذكرى وامتزجت بمشاعرهم عبق الدم الطاهر في ذكرى الاربعين من يوم الشهادة الكبرى
    وغرست مأساتها في حنايا صدورهم

    تطل علينا في هذه الأيام ذكرى اربعين الحسين
    (عليه السلام )
    وهي تحمل بين طياتها نبأً وحدثاً تاريخياً مؤلماً وهذا الحدث ليس كبقية الأحداث

    علينا قبل أن نرفع علما أحمر أو أخضر وقبل أن تحمر صدورنا أو تدمى أكتافنا بزنجيل حديدي
    وقبل أن نردد إهزوجة العزاء وكلمات الرثاء ومستهلات المسيرة الى كربلاء


    أن نردد إهزوجة الصلاة اعلم ايها المحب أن الصلاة أحب الأعمل إلى الله تعالى وهي آخر
    وصايا الأنبياء
    (عليهم السلام)
    وهي عمود الدين إذا قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ماسواها
    وهي أول ما ينظر فيه من عمل ابن آدم فإن صحت نظر في عمله وإن لم تصح لم ينظر في بقية عمله
    وليس مابين المسلم وبين أن يكفر إلا بترك الصلاة
    قال الامام الصادق
    (عليه السلام )
    ( صلاة فريضة تعدل عند الله ألف حجة وألف عمرة مبرورات متقبلات )
    فلا نغفل عن ذلك و لنردد
    ترانيم الفلاح المعطرة بذكر الله وأن نتحرر من ربقة الذنوب
    وثورة الأنا وحب الجاه وإطاعة الشيطان كما تحرر الحسين
    (عليه السلام )
    حتى صنع لنا تأريخ العِبرة قبل تأريخ العَبرة


    علينا بمطالعة تأريخ النهضة الحسينية بتمعن ودقة وان نستعرض في الذهن تلك القوتان
    التي احتدمت على ساحة التاريخ قوة عبد الدنيا يزيد وأعوانه ومعهم الدنيا بخيلاءها وبهرجها ومكرها وخدعها
    وضلالاتها وجهالاهتها


    وقوة الحسين بن علي
    (عليهما السلام)
    وأنصاره الغيارى ومعهم الحق والعدل والإيمان والحرية
    والإرادة الثورية ضد الباطل


    هذه الإرادة التي نطقت على لسان الإمام الحسين
    (عليه السلام)
    بقوله :
    ( لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد )


    فكل كلمة له
    (عليه السلام)

    من هذه الكلمات سلاح لا يقهر وكل حرف من حروفها عتاد يخترق ما اصطنعه الظالمون
    والمتجبرون من أقبية الظلام والضلال والتشويه لهذه المسيرة الثورية التي تتدفق حرارتها في الأجيال
    التي آمنت بالحسين شهيدا ثائرا ضد كل عتاة الأرض وطغاة الزمان
    حتى قال غاندي
    (تعلمت من الحسين بن علي عليه السلام كيف أكون مظلوما فأنتصر)


    لنتحرك لاستثمار النهضة الحسينية ونستثمرها كما استثمرها غاندي ولنتعلم من الحسين


    فالعاشق المؤمن ليس كمن لم يؤمن بالله وبكل القيم التي جاءت من السماء والتي كان الحسين يحملها
    فلا يكن استثمارنا لها مجرد عاطفة ودموع لتلك المأساة وإن كان هذا
    مطلوبا في طريق التعايش مع قضية الحسين
    فلا نهمل الجانب المعنوي الضخم الذي تحركت به دماء شهداء الطف
    ولأجل أن تتحرك به الأمة على امتداد تأريخها لابد ان لاننسى
    إن ذكرى عاشوراء قد استلهمت عظمتها من عظمة بطلها الذي صنع تأريخها وعطر ساحتها بعطر الدم

    الذي أهريق على رمال كربلاء الشهادة و
    هذا الدم الذي كان يتلقاه الإمام الحسين بكفيه من نحر الطفل والشاب
    ومن مصرع القريب والبعيد والحر والعبد
    ويرمي به نحو السماء
    وهو يقول:
    (هوّن ما نزل بي إنه بعين الله)

    ولما لم تسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض كان ذلك دليلاً على سمو المعنى الذي امتزج بهذا الدم
    فكان موضع قبول ورضا جميل عند الله عز وجل لما يتوقف عليه من مصير الأمة

    بهذا المعنى الضخم الذي امتزج بالمأساة وانغمرت به ساحة الشهادة
    علينا ان نتجه الاتجاه الصحيح في استثمار هذه النهضة وهذه الشهادة العظيمة
    وإلا
    فما قيمة دمنا الذي يسري في عروقنا مالم يتحرك معه المعنى السامي في هذه الحياة ومالم يمتزج
    معه المضمون الأخلاقي والشعور الرسالي لتوجيه الحياة
    هذا المضمون الذي بلوره الإمام الحسين في نهضته
    بقوله :
    (ألا ترون إلى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه)
    فليرغب كل مؤمن في لقاء الله محقا
    وبما يحمل من روح التضحية والفداء
    وليحب لله عز وجل كما احبه الحسين حيث جسد هذا الحب والروح العالية وهو على رمال كربلاء
    متمثلاً بأبيات لرابعة العدوية :

    تركت الخلق طرا في هواكا
    .... وأيــتمت العـــيال لكي أراكا
    فـــلو قــطعتنــي بالحب إربا .... لــما مال الفؤاد إلـى سواكــا
    ما أروع هذا الشعور وما أجمل هذا القلب الذي اتسع
    ليكن شعورك
    كهذا الشعور
    املأ قلبك بالإيمان والاستقامة ومن جوهوة الفكرة والعقيدة الصافية الخالية من كل الشوائب
    والتي انتهجها الحسين
    (عليه السلام)
    والخط الذي رسمه لنا
    ولا نغفل ان في مثلا هذه الايام تعود زينب شريكة الحسين
    في هذه النهضة
    فلا نخرق كل القيم الإنسانية والأخلاقية ولا نخرقت النواميس والضوابط والحدود الشرعية
    التي من اجلها قدم في يوم عاشوراء كل تلك القرابين
    اخيراً
    وليس آخراً كلمة اقولها كن حسينياً وكوني زينبية
    كي تكونوا من المستثميرين لتلك النهضة الحسينية

    ـــــــــــــــــــــــــــــــ
    منقول بتصرف




    ياصاحب الزمان
    قلبي إليك من الأشواق محترق... ودمع عيني من الأعماق مندفق
    الشوق يحرقني والدمع يغرقني...فهل رأيت غـــــريقاً وهومحترق

يعمل...
X