لا للمقتل أم طمس الهوية الحسينيّة ؟؟

[مهند السهلاني]

بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــم اللهم صلّ على محمد وآله الميامين يتألف هذا الموضوع من ثلاث فقرات : 1. مقدمة تمهيدية لتوضيح المفاهيم وإيصال الفكرة العامة الى ذهن القارىء. 2. الدخول الى صلب الموضوع ببيان قرآني (منظور قرآني) ، موثق بالآيات القرآنية الكريمة. 3. خاتمة موجزة. مقدمة تمهيدية : إن بعض الحاقدين على الإسلام يتشائمون من ذكر الامام الحسين عليه السلام ، ومن قراءة مقتله ومصيبته التي عظمت على اهل السموات واهل الأرض ، وينعتونها بأنها حدث تأريخي كسائر الأحداث وقد أكل عليه الدهر وشرب!!!، ومن الواضح ان هدفهم هو طمس الهوية الإسلامية ، ومحو الدعوة المحمدية ، ومحاربة الشعائر الحسينية. المصيبة والمقتل في المنظور القرآني : لايخفى على المتدبر لأيات الكتاب العزيز أن القرآن الكريم ذكر مصيبة ومقتل بعض الشخصيات التي هي أقل من الإمام الحسين عليه السلام درجة ، بل ذكر مصيبة ومقتل أناس ليسوا بأنبياء ولا أئمة ، ولتوضيح هذه الحقيقة نأخذ نماذج من تلك المقاتل التي ذكرها القرآن الكريم : 1. مقتل هابيل ابن آدم عليه السلام : حيث ذكر الله تعالى في كتابه الكريم مصيبة ومقتل هابيل ، وكيف قتل؟ ، ومن قتله ، ولماذا قتل؟ ، إذ قال تعالى : ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27)لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30))) ومن هنا هل يستطيع أو يجرأ أحد ممن يدعي الإسلام أن يستنكر على الله تعالى ذكر مقتل هابيل ؟! ، رغم أن القرآن يقرأ في بلدان المسلمين صباحا ومساءً. 2.مقتل الرجل المؤمن الذي نصر المرسلين : حيث جاء هذا الرجل المؤمن يسعى ، ودعى القوم الى التصديق بالمرسلين الله تعالى ، فما كان منهم إلا أن قتلوه لأنه خالفهم في الفكر والعقيدة ، أي تماما كما يفعل الوهابيون اليوم لمن يخالفهم في الفكر او العقيدة او السلوك ، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم : ((وجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ*اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُون*وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون*أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُون *إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ*إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُون*قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ*بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ*وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ*إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ)). 3. الذين قتلوا في الأخدود : حيث قال تعالى في كتابه الكريم : (( قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ )). فمن هذا المنطلق يجب على الثلة المنافقة التي تدعي الاسلام وهو منها بريء ، وتتقمص لباس العلم والصلاح وهم معدن الجهل والفساد ، ان يتشائموا من ذكر مصائب و مقاتل جميع الشخصيات المظلومة التي ذكرها القرآن للبشرية كافة !، والتي استشهدت في سبيل الله واحياء دينه الحنيف ، ونصرة الانبياء والمرسلين والأوصياء والصالحين. ولكن هيهات فليكيدوا كيدهم ، وليسعوا سعيهم ، وليناصبوا جهدهم ، فو الله لن يمحوا ذكر سيد شباب اهل الجنة ، ولن ينالوا الا العار والنار ، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين. ************ بقلم المحقق ************