إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قبسات من وحي زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قبسات من وحي زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام






    بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــم


    اللهم صلّ على محمد وآله الميامين




    يتألف هذا الموضوع من ثلاث محاور :

    الأول عبارة عن مقدمة تمهيدية موجزة.

    الثاني عبارة عن موجز تأريخي.

    والثالث عبارة عن بعض المضامين الراقية لزيارة أربعينية الامام الحسين عليه السلام مع توضيح موجز لكل منها.





    مقدمة تمهيدية :

    لقد أكدّ أهل البيت عليهم السلام تأكيدا كبيرا على أهمية زيارة الإمام الحسين عليه السلام في يوم الأربعين ، بل أكدّوا أنها إحدى علائم المؤمن، فعن الامام ابي محمد العسكري (عليه السلام) انه قال : ((عَلاماتُ المُؤمِنِ خَمسٌ : صَلاةُ احدى وخَمسينَ ، و زيارَةُ الأَربَعينَ ، والتَّخَتُّمُ فِي اليَمينِ ، وتَعفيرُ الجَبينِ ، والجَهرُ بِبِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ))
    ، وان المؤمن ينبغي عليه الإلتزام بأداء هذه الشعيرة الدينية الكبيرة ، وان كانت في ظروف صعبة.



    موجز تأريخيّ :

    لقد مرت زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام بمراحل تأريخية فأول من زار الإمام الحسين عليه السلام في يوم الأربعين هو الصحابي المخلص جابر بن عبد الله الأنصاري عليه رضوان الله تعالى ، ومن ثم مجيء الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام مع عمته زينب أم المصاب عليها أزكى السلام وأخوته وعيالاتهم لزيارة سليل النبوة وربيب الصفوة الإمام الحسين عليه السلام ، وبعدها دأب المؤمنون وأعتادوا وأصروا على السير في هذا الدرب المنير ، وعقدوا عهد الإلتزام بهذه الشعيرة العظيمة ، رغم محاولات الطغاة والمردة وجحدة الحق من الحكام الجائرين لإيقاف حشود المؤمنين المتوجهة نحو قبلة الأحرار الإمام الحسين عليه السلام ، فقد فرض أحدهم مبلغا ماديا مكلفا لمن يريد زيارة الامام الحسين عليه السلام ومع ذلك فقد وفر الزائرون ذلك المبلغ ونجحوا وبكل جدارة وفخر من نيل ذلك الشرف الكبير وهو زيارة الإمام الحسين عليه السلام ، ومن ثم فرض أحدهم أن تقطع يد كل من يريد زيارة الإمام الحسين عليه السلام ومع ذلك فقد قدّم الزائرون أيديهم لكي تقطع في سبيل زيارة الامام الحسين عليه آلاف التحية والسلام ، وحينما رأى الطغاة والجبابرة ان كل تلك الوسائل لم تنفع مع حشود الزائرين ، ولم تتمكن من النيل من عزمهم وإصرارهم ، ووقفت راكعتة أمام تضحياتهم ، بل إزدادوا عزما وإصرارا ، فقد قرر الطغاة استعمال اسلوب سفك الدماء لإيقاف هذا الحشد الهادر ، فسفكوا الدماء ، واستخدموا كل الأساليب القمعية الوحشية ، وهذا نراه والى يومك هذا ، لكن في مقابل كل تلك الأساليب القمعية إلا أن حشود الزارين تتزايد عاما بعد عام ، ويوما بعد يوم ، لأن الطغاة وجحدة الحق مهما حاولوا أن يطفوْوا نور الله فإن الله تعالى يأبى إلا أن يم نوره ولو كره الكافرون ، وهذا ما سجله لنا التأريخ وما أروع القصيدة للشاعر الرادود عبد الرسول محي الدين من موالي , صاحب القصيدة الراقية السامية

    ( يا حسين بضمايرنا) والتي قرأها الشيخ الكبير الشيخ ياسين الرميثي في عام 1977م ، والتي سأنقل منها المقطع الذي يرتبط بما تقدم آنفا في البعد التأريخي لزيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام :




    مر بينه علـى حبـك دور******* لا يِـــــــنِّسـه ولا يِخفـه
    مـن عدوانـك الچانـت******* بينـه تريــــــــــــد تتشـفّـه
    علينه افرضـو أحكـام******* بـلا رحـــــــمـه ولا رأفـه
    ثبتنـه بثقـه وبرهنّـه******* للظالـم رغــــــــــــــم أنـفـه
    چنّه من نجي نـزورك******* علـى العـــــــاده المأتلفـه
    يتحجـج علينـه ايريـد******* يمنــــــــعنـه بألـف حرفـه
    گال اللي يزور حسين******* وله مهمـــــا يكـن ظرفـه
    عليه ميّت ذهب يدفـع******* رسـم ازيـــــارتـه ايكلفـه
    دفنه وكل شخص مِنّه******* يشعـر بعــــــده مـا وفّـه
    شنهو الذهب شنهو المال******* اليحب يتوطـن الحتفـه
    رد گال اليزور حسين******* من ايـده ينــگــطـع چفّـه
    انطينه اچفوفنه بالحال******* وركــضنه نـزورك بلهفـه
    عنك ما منعنه الخوف******* گطعـو من ايدينـه چفـوف
    مـن الالـم مـا صحنـه******* صحنـه بيـــــــــــك آمنّـه



    بعض المضامين في زيارة الأربعين :
    من الواضح أن زيارة الأربعين تتضمن كل القيم الدينية ، والمثل الأخلاقية ، والمبادىء الأنسانية ، وهي تمتلك الكثير من المضامين :

    فمنها:
    زيارة الأبعين تجسّد البعد العقائدي للفرد المؤمن وترسخ عقيدة التوحيد:

    وذلك لأن الإنسان حينما يحب الامام الحسين عليه السلام فسيبحث عنه شيئأ فشيأ ، وأول شيء هو عقيدة الامام عليه السلام ، والتي هي العقيدة الابراهيمية المحمدية العلوية الطاهرة ، وهي عقيدة التوحيد بكل المضامين ، تلك العقيدة النقية التي تحارب كل العقائد المنحرفة عن الصواب كعقيدة المجبرة وعقيدة المفوضة وعقيدة الغلاة وعقيدة المجسمة ، ومن هنا سيشع قلب الإنسان بنور الأيمان ، وقوة البصيرة.


    ومنها :
    أن زيارة الأربعين تجسّد البعد الفقهيّ :
    من البديهي أن زيارة الامام الحسين عليه السلام هي خطوة للإقتراب من بحر معرفة الامام الحسين عليه السلام ، وبالتالي أن ذلك سيدفع الإنسان لأن ينهج النهج الفقهي الصادر من مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، مدرسة الامام الصادق عليه السلام ، وسيندفع الانسان لرفض كل ماخالف شريعة أهل البيت عليهم السلام ، كمنهج القياس و الرأي .




    ومنها :
    أن زيارة الأربعين ترسخ عقيدة المحبة والتكافل الإجتماعي :
    فحينما يأتي الإنسان قاصدا زيارة الامام الحسين عليه السلام سيرى أن الطفل الرضيع ، والشيخ الكبير ، ويرى النساء والأطفال ، والشباب والفتية ، والكل ينحدر كالسيل الهادر، فهناك الطبيب وهناك المهندس ، وهناك الضابط ، وهناك الكاسب ، وهناك المدرس ، وهناك المعلم ، وهناك وهناك ،وأن المجتمع بكل صنوفه يتهافت بكل لهفة واشتيقاق لخدمة خدام زوار الامام الحسين عليه السلام ، ويمتمنى أن ينصهر في بوتقة الولاء للإمام الحسين عليه السلام ، وبالنتيجة ستترسخ عقيدة الحب والوئام ، والتعاضد والتكافل بين الزائرين.

    والسلام على الحسين ...
    وعلى علي بن الحسين...
    وعلى أولاد الحسين....
    وعلى أصحاب الحسين....



    ولنكتف بهذا القدر...
    والحمد لله رب العالمين.



    *********
    بقلم المحقق
    *********









    وقـــــــــــــل ربِّ زدني عــِـــــــــــلماً







يعمل...
X