إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح مقاطع من بداية الحكمة-غاية الفلسفة-1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح مقاطع من بداية الحكمة-غاية الفلسفة-1

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأصل:
    وغايتها معرفة الموجودات على وجه كلي وتمييزها مما ليس بموجود حقيقي.
    توضيح ذلك: ان الانسان يجد من نفسه ان لنفسه حقيقة وواقعية وان هناك حقيقة وواقعية وراء نفسه وان له ان يصيبها فلا يطلب شيئا من الأشياء ولا يقصده الا من جهة انه هو ذلك الشئ في الواقع ولا يهرب من شيء و لا يندفع عنه الا لكونه هو ذلك الشئ في الحقيقة فالكفل الذي يطلب الضرع – مثلا – انما يطلب ما هو بحسب الواقع لبن لا ما هو بحسب التوهم والحسبان كذلك والانسان الذي يهرب من سبع انما يهرب مما هو بحسب الحقيقة سبع لا بحسب التوهم والخرافة لكنه ربما اخطأ في نظره فرأى ماليس بحق حقا واقعا في الخارج كالبخت والغول او اعتقد ماهو حق وواقع باطلا خرافيا كالنفس المجردة والعقل المجرد فمست الحاجة بادئ بدءٍ الى معرفة أحوال الموجود بما هو موجود الخاصة به ليميز بها ما هو موجود في الواقع مما ليس كذلك والعلم الباحث عنها هو الحكمة الإلهية.
    الشرح:
    بعد ان بين المصنف (قده) تعريف العلم وموضوعه بين وجه الحاجة اليه وبرهن عليه ويكن ارجاع برهان العلامة الى مقدمات ثلاث:
    1. ثبوت الواقعية في الخارج وانه ليس وهما وخيالا.
    2. ان لنا ان نصيب هذه الواقعية ونحصل العلم بها.
    3. لكن قد يقع في علمنا الخطأ فنحسب ماليس بموجود موجود وما هو موجود ليس موجودا.

    النتيجة: فمست الحاجة الى علم يميز لنا الموجود عن غيره وليس هو الا الحكمة.
    و المقدمة الأولى والثانية وان كانتا ضروريتين لانها من قسم المشاهدات وان ما ذكره السوفسطائيون واللاادريون مخالف للفطرة، الا ان المصنف استدل بالفرق بين المفهوم الحاكي عن واقع خارجي والمفهوم الخالي من ذلك.
    و السوفسطائيون طائفة من مفكري عصر ما قبل سقراط ويذكر في تاريخ الفلسفة ان هذه الظاهرة بدات في القرن الخامس قبل الميلاد وكان هناك سببان لظهورها الاول ظهور مذاهب فلسفية متعددة كل منها له وجهة نظر تجاه الكون وكل منها يحاول نقض باقي الاتجاهات والسبب الثاني انتشار النزاعات المالية بين افراد المجتمع نتيجة واقعة تاريخية حصلت في اليونان مما ادى الى انتشار مهنة المحاماة فانتعش سوق خطابات الدفاع امام جماهير المشاهدين التي تكتظ بهم قاعات المحاكم فانتشرت المدارس التي تعلم مهنة المحاماة مقابل اجر يتقاضونه من الطلاب ومن البديهي سعي كل محامي لاثبات دعوى موكله سواء حقا او باطلا وافضى الامر الى الاعتقاد بعدم وجود حق وباطل في الواقع وعدم وجود صدق وكذب بل صار الحق ما يراه الانسان والباطل ما يحسبه الانسان نفسه واخذ هذا الامر بالاتساع حتى صار عقيدة عامة فما يدركه كل فرد فهو الحق الصحيح واذا اختلفت وجهتا نظر فكلتاهما صحيح.
    ومن رموز هذا الاتجاه بروتاجوراس الذي قرران الانسان مقياس كل شئ فالحقيقة ما يدركه نفس الشخص فاذا اختلف شخصان في قضية مثلا يقول احدهما بوجود اله والاخر ينفي فكلاهما محق ومن رموزهم ايضا جورجياس.
    وقد عكف سقراط وافلاطون وارسطو للرد على هؤلاء وابطال شبهاتهم وكشف مغالطاتهم واثبات ان هناك واقع ثابت وان هناك حق وباطل وان الانسان قادر على ادراك الحقائق اذا سلك الطريق الصحيح في تفكيره ولذا حرر ارسطو قواعد المنطق.
    ثم ظهرت في زمان ارسطو جماعة اخرى عرفوا باللادريين او الشكاكين وقد حسبت هذه الجماعة انها قد سلكت الطريق الوسط فلا هي اتبعت السوفسطائيين وانكرت الواقع وقررت عدم وجود واقع خارج ذهن الانسان ولا هي اتبعت سقراط واثبتت الواقعية بل قالوا بوجود واقعية خارج اذهاننا الا اننا لا نستطيع ادراكها.
    كان اتباع هذا الاتجاه كثر في العصر اليوناني ثم في مدرسة الاسكندرية واستمر هذا الاتجاه عدة قرون بعد ميلاد السيد المسيح عليه السلام وقد ظهرت اخيرا في القرن التاسع عشر اتجاهات فلسفية قريبة من هذا الاتجاه .
    وقد ذكر ذلك العلامة الطباطبائي في تفسيره الميزان بقوله:
    ((و لقد نشأ في عصر اليونانيين جماعة كانوا يسمون بالسوفسطائيين نفوا وجود العلم، و كانوا يبدون في كل شيء الشك حتى في أنفسهم و في شكهم، و تبعهم آخرون يسمون بالشكاكين قريبو المسلك منهم نفوا وجود العلم عن الخارج عن أنفسهم و أفكارهم إدراكاتهم و ربما لفقوا لذلك وجوها من الاستدلال.......))(1)

    (1) الميزان في تفسير القران تفسير اول سورة البقرة
يعمل...
X