إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفسير آيه 98من سورة البقرة:

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفسير آيه 98من سورة البقرة:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على أشرف الأنام أبي القاسم محمد وعلى آله الكرام
    ((اللهم صل على محمد وآل محمد))

    {مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جِبْريلَ وَ ميكالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرينَ}البقرة(98)

    تفسير <الإمام العسكري>: قَالَ <الْحَسَنُ‏ بْنُ عَلِيٍّ> (فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّه، فِي سَلْمَانَ وَ الْمِقْدَادَ، سُرَّ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ وَانْقَادُوا، وَ سَاءَ ذَلِكَ الْمُنَافِقِينَ فَعَانَدُوا وَعَابُوا، وَ قَالُوا:يَمْدَحُ مُحَمَّدٌ الْأَبَاعِدَ- وَ يَتْرُكُ الْأَدْنَيْنَ مِنْ أَهْلِهِ لَا يَمْدَحُهُمْ وَلَايَذْكُرُهُمْ.
    فَاتَّصَلَ ذَلِكَ بِرَسُولِ اللَّهِ(صلى الله عليه وآله) فَقَالَ: مَا لَهُمْ لَحَاهُمُ‏ اللَّهُ يَبْغُونَ لِلْمُسْلِمِينَ السُّوءَ وَ هَلْ نَالَ أَصْحَابِي مَا نَالُوهُ مِنْ دَرَجَاتِ الْفَضْلِ إِلَّا بِحُبِّهِمْ لِي وَ لِأَهْلِ بَيْتِي وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّكُمْ لَنْ تُؤْمِنُوا حَتَّى يَكُونَ مُحَمَّدٌ وَآلُهُ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ وَأَهْلِيكُمْ وَ أَمْوَالِكُمْ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً.
    ثُمَّ دَعَا بِعَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ^ فَغَمَّتْهُمْ‏ بِعَبَاءَتِهِ الْقَطَوَانِيَّةِ ثُمَّ قَالَ: هَؤُلَاءِ خَمْسَةٌ لَا سَادِسَ لَهُمْ مِنَ الْبَشَرِثُمَّ قَالَ: أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُمْ وَ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمْ فَقَالَتْ‏ أُمُّ سَلَمَةَ وَ رَفَعَتْ جَانِبَ الْعَبَاءِ لِتَدْخُلَ، فَكَفَّهَا رَسُولُ اللَّهِ وَ قَالَ:لَسْتِ هُنَاكِ وَإِنْ كُنْتِ فِي خَيْرٍ وَإِلَى خَيْرٍ، فَانْقَطَعَ عَنْهَا طَمَعُ الْبَشَرِ.
    وَ كَانَ جَبْرَئِيلُ مَعَهُمْ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَنَا سَادِسُكُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :نَعَمْ أَنْتَ سَادِسُنَا، فَارْتَقَى السَّمَاوَاتِ، وَ قَدْ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ زِيَادَةِ الْأَنْوَارِ مَا كَادَتِ الْمَلَائِكَةُ لَا تَبَيَّنُهُ حَتَّى قَالَ: بَخْ بَخْ مَنْ مِثْلِي أَنَا جَبْرَئِيلُ سَادِسُ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ.
    وَ ذَلِكَ مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ جَبْرَئِيلَ عَلَى سَائِرِ الْمَلَائِكَةِ فِي الْأَرَضِينَ وَ السَّمَاوَاتِ‏.
    قَالَ:ثُمَّ تَنَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ(صلى الله عليه وآله) الْحَسَنَ بِيَمِينِهِ وَ الْحُسَيْنَ بِشِمَالِهِ، فَوَضَعَ هَذَا عَلَى كَاهِلِهِ الْأَيْمَنِ، وَ هَذَا عَلَى كَاهِلِهِ الْأَيْسَرِ، ثُمَّ وَضَعَهُمَا عَلَى الْأَرْضِ، فَمَشَى بَعْضُهُمَا إِلَى بَعْضٍ يَتَجَاذَبَانِ، ثُمَّ اصْطَرَعَا، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ لِلْحَسَنِ: «إِيهاً [يَا] أَبَا مُحَمَّدٍ» فَيَقْوَي الْحَسَنُ. وَ يَكَادُ يَغْلِبُ الْحُسَيْنَ [ثُمَّ يَقْوَى الْحُسَيْنَ فَيُقَاوِمُهُ‏].
    فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُشَجِّعُ الْكَبِيرَ عَلَى الصَّغِيرِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ: يَا فَاطِمَةُ أَمَا إِنَّ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَمَا قُلْتُ لِلْحَسَنِ:«إِيهاً [يَا] أَبَا مُحَمَّدٍ» قَالا لِلْحُسَيْنِ:«إِيهاً [يَا] أَبَا عَبْدِ اللَّهِ» فَلِذَلِكَ تَقَاوَمَا وَ تَسَاوَيَا، أَمَا إِنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ حِينَ‏ كَانَ يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ لِلْحَسَنِ:«إِيهاً أَبَا مُحَمَّدٍ» وَ يَقُولُ جَبْرَئِيلُ: «إِيهاً أَبَا عَبْدِ اللَّهِ» لَوْ رَامَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَمْلَ الْأَرْضِ بِمَا عَلَيْهَا مِنْ جِبَالِهَا وَ بِحَارِهَا وَ تِلَالِهَا، وَ سَائِرِ مَا عَلَى ظَهْرِهَا لَكَانَ أَخَفَّ عَلَيْهِمَا مِنْ شَعْرَةٍ عَلَى أَبْدَانِهِمَا، وَ إِنَّمَا تَقَاوَمَا لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا نَظِيرُ الْآخَرِ، هَذَانِ قُرَّتَا عَيْنِي، هَذَانِ‏ ثَمَرَتَا فُؤَادِي، هَذَانِ سَنَدَا ظَهْرِي، هَذَانِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ وَ أَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا، وَ جَدُّهُمَا رَسُولُ اللَّهِ خَيْرُهُمْ أَجْمَعِينَ.
    فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّوَاصِبُ: إِلَى الْآنِ كُنَّا نُبْغِضُ جَبْرَئِيلَ وَحْدَهُ، وَ الْآنَ قَدْ صِرْنَا نُبْغِضُ مِيكَائِيلَ أَيْضاً لِادِّعَائِهِمَا لِمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ إِيَّاهُمَا وَ لِوَلَدَيْهِ‏. فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ:{مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جِبْرِيلَ وَ مِيكالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ‏}([1])).

    علل الشرائع: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْخَلَّالُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْمُخَرِّمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ‏ سَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ بِقُدُومِ رَسُولِ اللَّهِ وَ هُوَ فِي أَرْضٍ يَحْتَرِثُ فَأَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ وَ وَصِيُّ نَبِيٍّ مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَ مَا أَوَّلُ طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ مَا يَنْزِعُ الْوَلَدَ إِلَى أَبِيهِ أَوْ إِلَى أُمِّهِ قَالَ أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جَبْرَئِيلُ آنِفاً قَالَ هَلْ أَخْبَرَكَ جَبْرَئِيلُ قَالَ نَعَمْ قَالَ ذَلِكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَالَ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى‏ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ‏}البقرة(97) أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ وَ أَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ الْحُوتِ وَ إِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ إِلَيْهِ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهْتٌ وَ إِنَّهُمْ إِنْ عَلِمُوا بِإِسْلَامِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ عَنِّي بَهَتُونِي فَجَاءَتِ الْيَهُودُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ قَالُوا خَيْرُنَا وَ ابْنُ خَيْرِنَا وَ سَيِّدُنَا وَ ابْنُ سَيِّدِنَا قَالَ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ قَالُوا أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ وَ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ قَالُوا شَرُّنَا وَ ابْنُ شَرِّنَا وَ انْفَضُّوا قَالَ فَقَالَ هَذَا الَّذِي كُنْتُ أَخَافُ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّه‏([2]).

    الغارات: وَ< قَالَ >«يَهْلِكُ فِيَّ ثَلَاثَةٌ وَ يَنْجُو فِيَّ ثَلَاثَةٌ يَهْلِكُ اللَّاعِنُ وَ الْمُسْتَمِعُ الْمُقِرُّ وَ الْعَامِلُ لِلْوِزْرِ وَ هُوَ الْمَلِكُ الْمُتْرَفُ يَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ بِلَعْنِي وَ يَبْرَأُ عِنْدَهُ مِنْ دِينِي وَ يَنْتَقِصُ عِنْدَهُ حَسَبِي وَ إِنَّمَا حَسَبِي حَسَبُ النَّبِيِّ وَ دِينِي دِينُهُ وَ يَنْجُو فِيَّ ثَلَاثَةٌ الْمُحِبُّ الْمُوَالِي وَ الْمُعَادِي مَنْ عَادَانِي وَ الْمُحِبُّ مَنْ أَحَبَّنِي فَإِذَا أَحَبَّنِي عَبْدٌ أَحَبَّ مُحِبِّي وَ أَبْغَضَ مُبْغِضِي وَ شَايَعَنِي‏ فَلْيَمْتَحِنِ الرَّجُلُ قَلْبَهُ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ‏ {لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}‏الأحزاب (4)فَيُحِبُّ بِهَذَا وَ يُبْغِضُ بِهَذَا فَمَنْ أُشْرِبَ قَلْبُهُ‏ حُبَّ غَيْرِنَا فَأَلَّبَ عَلَيْنَا فَلْيَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَدُوُّهُ وَ جِبْرِيلُ وَ مِيكَالُ وَ اللَّهُ‏ {عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ‏}([3])).
    والحمدالله رب العالمين

    __________________________________________
    ([1])تفسير الإمام العسكري×:ص457.

    ([2]) علل الشرائع: ج‏1:ص.94


    ([3]) الغارات:ج‏2 ص402.
    التعديل الأخير تم بواسطة علي الخفاجي ; الساعة 23-01-2014, 04:22 PM. سبب آخر:

يعمل...
X